رواية الدوائر الخمس ‎PDF تأليف أسامة المسلم

رواية الدوائر الخمس تأليف أسامة المسلم هي إحدى أعمال الكاتب المعروفة، وتتميز بموضوعها المشوق والمثير. الرواية تتناول قصة معقدة تجمع بين عناصر التشويق والغموض، حيث تلعب الأحداث والأسرار دورًا كبيرًا في تطوير الحبكة.

تدور أحداث الرواية حول خمسة أشخاص يلتقون في ظروف غير متوقعة، ويتشابك مصيرهم معًا بسبب أحداث غير عادية تكتنفها الأسرار والألغاز. تتناول الرواية تفاعلات هؤلاء الأشخاص والتحديات التي يواجهونها، وكيف تؤثر قراراتهم وأفعالهم على حياتهم وحياة من حولهم.

أسلوب الكتابة: أسلوب أسامة المسلم في الدواير الخمس يتميز بالوصف التفصيلي للأحداث والأماكن، مما يساعد في خلق جو مشوق للقارئ. كما أن الحوار بين الشخصيات يعكس تعقيد العلاقات بينهم ويعزز من فهم القارئ لأبعاد القصة.

إذا كنت مهتمًا بالقصص التي تحتوي على عناصر التشويق والغموض، فإن الدواير الخمس قد تكون خيارًا جيدًا لك.

عندما تسعى حثيثاً للبحث عن حقيقة غيرك فتتعثر خلالها بحقيقة نفسك.. نصيحة.. توقف عن البحث.. توقف في الحال ..

تحفة جديدة يقدّمها ( اسامه المسلم ) بأسلوب مُتفرد ذكي ، خارجة عن المُعتاد .
للوهلة الأولى تبدو الفصول الأولى أشبه بقصص قصيرة ذات خيوط فردية تُحيك شخصياتها و معالم حياتهم ، ثم يبدأ نسيج الحكاية يكبر و يتاشبك في دوائر خمس تتحرك في كتلة واحدة ، تُدحرج القارئ معها ، فلا يستطيع أن يفلت منها حتى تنتهي منه .

الجو في الراوية مُشبع بالظلام و البرودة ، أحداثها المفصلية تنتظر وقت الغروب و خواء البيوت . فكل الظروف كما يبدومُهيئة ” للشيطان الأخضر : و ” فريسته “

 من رواية الدوائر الخمس تأليف أسامة المسلم

…

صداقة جمعتهما منذ الطفولة؛ فقد عاشا وتربيا في نفس الحي منذ الصغر. مرا بفصول الدراسة الابتدائية والإعدادية والثانوية معًا، لكنهما تفرقا في المرحلة الجامعية. شاءت الأقدار أن يلتقيا مرة أخرى في حياتهما العملية، حيث تعينا معًا في إحدى المحاكم الشرعية في مدينتهما. الأول في قسم الأرشيف، والآخر في قسم الاستقبال، مما زاد من عمق العلاقة بينهما.

على الرغم من عملها في محكمة شرعية، إلا أنهما لم يكونا من الفئة التي يمكن وصفها بـ«الملتزمة» دينيًا، لكن بالمقابل كان أغلب زملائهما في العمل من تلك الفئة، مما جعل حيائهم المهني أكثر سهولة وسلاسة في بيئة العمل بسبب ذلك الالتزام الظاهر. نتيجة لهذا الاختلاف، تم إقصاء (عمر) و(ماجد) من اللقاءات الاجتماعية الخاصة بدائرة العمل، لكن الحق يقال إن بعض زملائهما لم يكونوا مؤيدين لهذا الإقصاء، وكانت علاقتهم معهما طيبة حتى فيما يتعلق بأمور ثانوية مثل حلق اللحية والتدخين وغيرها.

استفاق (ماجد) على صوت جرس الباب مساء أحد الأيام، وكان مرهقًا، قائلاً: “نعم؟ من عند الباب؟”

أجابه (عمر) بعصبية: “من عند الباب؟ يبدو أنك نسيت موعدنا المعتاد؟!”

رد (ماجد) والنعاس يغالبه: “لا، لا، أنا مستيقظ وسأذهب لمنزلك حالاً.”

قال (عمر): “تذهب لمنزلي؟ أنا أحدثك من ساعة الباب! ألم تستفق بعد؟ أنا بالأسفل أنتظرك! لا تتأخر!”

رأى (ماجد) أن الساعة تشير إلى 7:16، فعاد إلى غرفته وتوجه إلى الحمام، اغتسل بسرعة ثم ارتدى ملابسه وخرج على عجل وركب سيارة (عمر). مبررًا تأخره قال: “كان العمل اليوم مرهقًا لذا نمت دون أن أشعر.”

رد (عمر) ضاحكًا: “يبدو أن صاحبنا القاضي قد أثار حفيظتك أيضًا؟”

قال (ماجد) بتجهم: “اسكت، أرجوك، لا تذكره أمامي. لا أعرف ما الذي حدث له، فقد كان جيراننا منذ الصغر وكان يلعب معنا ومن أعز أصدقائنا. لكن بعد وفاة أبيه وهو في المرحلة الجامعية، تغيرت معاملته لنا تمامًا وأصبح يعاملنا بدونية وتجاهل متعمد. لعله المال الوفير الذي ورثه عن والده جعله يشعر بتلك الفوقية ويظن أنه أفضل منا.”

قال (عمر): “لا أظن. لكن المسألة محيرة فعلاً، فقد كان من أعز أصدقائنا، وتغيره المفاجئ كان صادمًا لنا جميعًا.”

قال (ماجد): “أغلب الأعداء يبدأون حياتهم معك كأصدقاء.”

أضاف (عمر): “ما زاد الأمر سوءًا هو أنه حصل على الدكتوراه في الشريعة بعد عدة سنوات وتم تعيينه قاضيًا في مكان عملنا، وتظاهر بأنه لا يعرفنا.”

رد (ماجد): “ونحن لا نريد أن نعرفه بعد الآن.”

ضحك (عمر) وهو يدير محرك السيارة بنبرة منهكة: “أنت مجرد موظف وضيع بالنسبة له!”

قال (ماجد) عابسًا: “لنعرِّض الموضوع، فأنا لم أخرج معك كي تنغص علي ليلتي بالحديث عن ذلك المتعطرس.”

أجاب (عمر) وهو يقود السيارة مبتعدًا عن المنزل: “هل تريد أن نذهب لمعاكسة بعض الفتيات؟”

رد (ماجد) ضاحكًا: “معاكسة الفتيات؟ هل فقدت عقلك بموظف الأرشيف؟”