رواية الشاهد الصامت PDF تأليف أجاثا كريستي

رواية الشاهد الصامت (بالإنجليزية: Dumb Witness) هي إحدى أشهر روايات الكاتبة البريطانية أجاثا كريستي، وقد تم نشرها لأول مرة في 5 يوليو 1937. تعتبر هذه الرواية من أعمالها المميزة التي تجمع بين الإثارة والغموض، وتعرض شخصية المحقق البلجيكي الشهير هيركيول بوارو في مهمة جديدة لاكتشاف القاتل الذي يتخفى وراء حادثة موت غامضة. تتميز الرواية بأسلوب سردي فريد يعكس براعة كريستي في بناء الحبكات المعقدة، كما ترويها شخصية آرثر هاستينغز، صديق بوارو المقرب.

بالرغم من تلقيها ردود فعل إيجابية في معظم الأوقات، إلا أن هناك بعض النقاد الذين أشاروا إلى وجود بعض الثغرات في الحبكة. ولكن، على الرغم من ذلك، تظل هذه الرواية من بين الأكثر إثارة ومتعة من أعمال كريستي، حيث تقدم للقارئ لغزًا معقدًا، ومؤامرة مدهشة، وحلًا مفاجئًا في النهاية.

في الشاهد الصامت، تعيش إميلي أرونديل امرأة مسنّة تعيش في منزلها مع مجموعة من الأقارب، يظن الجميع أن سقوطها على سلالم منزلها بسبب كلبها هو السبب الذي أدى إلى وفاتها. ولكن إميلي، التي كانت تشعر بوجود تهديد من أحد أفراد عائلتها، تزداد شكوكها مع مرور الوقت وتصبح مقتنعة أن أحدهم كان يحاول قتلها. في السابع عشر من أبريل، كتبت إميلي شكوكها في خطاب وأرسلته إلى المحقق هيركيول بوارو، ولكن الغريب في الأمر هو أن هذا الخطاب لم يصل إلى بوارو إلا في الثامن والعشرين من يونيو، بعد وفاتها بالفعل.

المحقق هيركيول بوارو، الذي يعرف دائمًا كيفية حل الألغاز الأكثر تعقيدًا، يتخذ قرارًا بالتحقيق في القضية، رغم أن الوقائع تبدو بسيطة في البداية. يتتبع بوارو مجموعة من الأدلة والعلاقات بين أفراد عائلة إميلي، محاولًا كشف الحقيقة حول من كان وراء وفاتها.

الشخصيات الرئيسية في الرواية

تتميز الشاهد الصامت بمجموعة من الشخصيات المثيرة للاهتمام التي تضفي المزيد من الغموض على الحبكة. من أبرز الشخصيات:

1. هيركيول بوارو: المحقق البلجيكي الشهير الذي يقود التحقيق بكل براعة وذكاء. يتمتع بقدرة فريدة على استقراء الحقائق من التفاصيل الصغيرة.

2. آرثر هاستينغز: صديق بوارو المقرب، الذي يروي الأحداث للقارئ. وتعتبر شخصيته الصادقة والمخلصة جزءًا أساسيًا من ديناميكية الرواية.

3. إميلي أرونديل: الضحية التي تكتشف في النهاية أنها كانت محاطة بعائلة مليئة بالأسرار والنية الخبيثة. كانت المرأة العجوز الشجاعة التي تشك في محاولات القتل ضدها.

التحقيق وكشف اللغز

مع تقدم التحقيق، يكتشف بوارو أن حادث السقوط كان مجرد تمويه لعملية قتل مخطط لها بعناية. يوجه المحقق بوارو اهتمامه إلى عائلة إميلي والأشخاص الذين كانوا حولها في الأيام الأخيرة من حياتها. يتبع أدلة مخفية، ويتعامل مع أكاذيب وأساطير العائلة في سبيل كشف الحقيقة. بفضل خبرته في قراءة البشر وتحليل التفاصيل الصغيرة، يتمكن بوارو في النهاية من فك طلاسم الجريمة وكشف القاتل الذي كان يتخفى بين أفراد العائلة.

ردود فعل النقاد على الرواية

تلقى الشاهد الصامت آراء نقدية متباينة. في البداية، اعتبرت صحيفة الغارديان أن كريستي قامت بكتابة هذه الرواية بطريقة رائعة، بينما تساءلت صحيفة التايمز البريطانية عن أحد التصرفات التي قام بها القاتل، متسائلة عن سبب استخدام المطرقة والمسامير والطلاء في منتصف الليل بالقرب من غرفة نوم مفتوحة الباب. لكن، رغم هذه الأسئلة، أكدت الصحيفة أنها لا تزال تقدر الجهد الكبير الذي بذلته كريستي في الرواية.

في المقابل، وصفت صحيفة نيويورك تايمز الرواية بأنها ليست الأفضل من بين أعمال كريستي، لكنها تعتبرها قصة مثيرة بمستوى جيد فوق المتوسط. كما اعتبرت ماري ديل أن الشاهد الصامت هي واحدة من أفضل أعمال كريستي.

لمحة عن الترجمة العربية

تُرجمت رواية الشاهد الصامت إلى اللغة العربية، حيث نُشرت النسخة العربية تحت عدة عناوين مختلفة، مثل “الشاهد الصامت: مقتل الآنسة إميلي أرونديل” من خلال دار نشر مكتبة جرير، ودار النجمة للنشر والتوزيع، ودار ميوزيك للنشر. وقد ساعدت هذه الترجمات في جعل الرواية أكثر وصولًا لقراء العالم العربي، مما أضاف إلى شعبية أجاثا كريستي في هذا المجال.