رواية بساتين عربستان الجزء الأول ‎PDF تأليف أسامة المسلم

رواية بساتين عربستان الجزء الأول تأليف أسامة المسلم هي جزء من سلسلة روايات تاريخية خيالية تستعرض جوانب متعددة من تاريخ وثقافة منطقة عربستان (الأحواز). يركز الجزء الأول من الرواية على تقديم خلفية تاريخية وشخصيات رئيسية، ويأخذ القارئ في رحلة عبر الزمان والمكان لاستكشاف الصراعات والأحداث التي شكلت المنطقة.

الملخص: تدور أحداث الرواية في فترة تاريخية معقدة، حيث تسلط الضوء على التحديات والصراعات التي تواجهها الشخصيات الرئيسية في سياق تاريخي دقيق. يعرض الجزء الأول الخلفية التاريخية لعربستان ويستعرض الأحداث السياسية والاجتماعية التي أثرت على المنطقة. من خلال تقديم شخصيات متعددة وواقعية، يسعى المؤلف إلى استكشاف الجوانب الإنسانية للتاريخ ويعكس التحديات التي تواجهها الشخصيات في سعيها للنجاح والبقاء.

تعتبر السلسلة ملحمة حدثت في أيام الجاهلية قبل الإسلام حول قصة حرب و ثأر بين امرأة فارسية تدعى أفسار و امرأة عربية تدعى دعجاء اللتان يجندان مجموعة من الساحرات لتبدأ الحرب بينهم . السلسة مكون من قسمين القسم الأول يتضمن ثلاثة أجزاء أما القسم الثاني يتضمن أيضاً ثلاثة أجزاء على أمل أن تنتهي السلسلة بصدور الجزء السادس منها .

القصة تدور حول صراع بين ساحرتان احدهما عربية والأخرى فارسية ( انتبهوا لهذه النقطة فلا أعتقد بأنها قد وضعت عبثا في الرواية ) سببه السعي لنيل ثأر قديم بينهما ومن ثم يأخذنا الكاتب في سلسلة متواصلة من القصص الفرعية حول الشخصيات الأخرى المساندة لهذا العمل وهن ساحرات مبتدئات شكلن عصبتان يتبعن الساحرة الرئيسية وينفذن طلباتها. في النهاية تتقابل الساحرتان و تابعاتهن في معركة أخيرة تكون الغلبة فيها للساحرة الفارسية وتقع المعركة في عربستان أو أرض العرب.

اقتباسات من رواية بساتين عربستان الجزء الأول تأليف أسامة المسلم

كانت الصبية (أفسار) ذات الأعوام السبعة تتمشى مع أبيها في بستان أخضر كبير مغطى بالزهور البيضاء ومحاط بأشجار النخيل المثمرة. كانت ممسكة بيده وتتركها بين الحين والآخر لتجمع بعض تلك الزهور. في إحدى المرات، عندما أفلتت (أفسار) يد أبيها وانشغلت بقطف الزهور، اقترب منها رجل ومعه بنت صغيرة ذات عينين سوداويتين واسعة وبشرة بلون القمح، وكانت في عمر (أفسار). بعد دقائق من حديث والدها مع الرجل، قال الرجل للطفلة الصغيرة التي كانت مختبئة خلفه وتراقب (أفسار) بخجل:

“اذهبي يا (دعجاء) والعبِ مع (أفسار).”

خرجت (دعجاء) من خلف أبيها وجرت نحو (أفسار)، وجلست أمامها وبدأت باللعب معها، ولم تتبادلا الحديث بل اكتفتا بنظرات شاردة. توقفت (أفسار) عن اللعب بعد أن سمعت صرخة مفاجئة من أبيها، فرمت ما كان بيدها من أزهار وتوجهت مسرعة نحوه لتجده غارقاً في دمائه، والرجل يقف بجانبه ينظر إليها. وقبل أن تصل إليه، مد الرجل يده نحوها صرخت بقوة لتستيقظ من نومها مفزوعة، وهي امرأة قد ناهزت السبعين عاماً، بأنفاس ثقيلة وقطرات عرق ساخنة غطت جبينها المتجعد، لتدرك حينها أنه كان مجرد حلم يزورها من وقت لآخر منذ مقتل أبيها قبل أكثر من ستين عاماً.

نهضت (أفسار) من فراشها وأشعلت الموقد القائم في زاوية غرفتها لشعورها بالبرد الشديد. أمسكت بمسبحة خشبية كانت آخر ذكرى لها من أبيها (آشور)، وخلال جلوسها أمام النار دخلت عليها (نازانين) مسرعة وقالت:

“ماذا بك يا خالة؟! لماذا تصرخين؟!”

سكتت (أفسار) ولم تجب أو تلتفت نحو (نازانين) القلقة، بل ظلت تحدق في النار التي أشعلتها وتقلب في تلك المسبحة الخشبية وهي تتنفس بعمق. وضعت (نازانين) يدها على يد معلمتها وقالت:

“إنه الحلم نفسه مرة أخرى، أليس كذلك؟”

سحبت (أفسار) يدها ببطء من تحت يد (نازانين) وقالت بصوت يخالطه الحزن:

“وهل هناك غيره؟”

نظرت (نازانين) لوجه معلمتها الحزين وقالت:

“سنأخذ بثأر أبيك قريباً، أعدك بذلك يا خالة.”

(أفسار) وهي تدير وجهها عن النار نحو وجه (نازانين) وقالت:

“عندما نقدم على ذلك، يجب أن نكون متعقلين.”

(نازانين): “لا أعرف عاقلًا منك في هذه الدنيا يا خالة.”

(أفسار): “لن أدعي العقل، فقمّة العقل أدنى درجات الجنون.”

(أفسار): “أين أخواتك؟”

(نازانين): “كلهن نائمات ما عدا (أنار)، فهي لم تعد من زيارتها لساحر مدينة تيرازيس.”

(أفسار) بغضب: “كيف لم تعد حتى الآن؟! الفجر أوشك على الحلول!”

(نازانين) بخوف: “لا أعرف يا خالة.”

نهضت (أفسار) من مكانها بسرعة وغيرت ملابسها وهمت بالخروج.