رواية جثة في بيت طائر الدودو ‎- تأليف منى سلامة

تُطل علينا الكاتبة المصرية منى سلامة بأحدث أعمالها الأدبية المتميزة “جثة في بيت طائر الدودو”، لتأخذنا في رحلة مشوقة تمتزج فيها الغرائبية بالرمزية العميقة.
الرواية ليست مجرد حكاية عن جريمة أو حادث غامض، بل هي انعكاس حقيقي لمشاعر الاختناق، الغربة، والانكسار الذي قد يشعر به الإنسان في عالم قاسٍ ومتغير.

منى سلامة، صاحبة الأعمال الروائية الناجحة، تقدم لنا هنا قصة جديدة تثير التساؤلات وتلامس أوتار النفس بحسٍّ أدبي حساس وعميق.

فكرة الرواية

هل شعرت يومًا أن العالم أصبح مكانًا خانقًا؟
أنك كلما مددت له يدك بالودّ، قابلها بالخذلان؟
أن هشاشته تشبه هشاشة عجوز بلغ من العمر ستين عامًا، وقسوته كقساوة مطرقة تهوي على رأسك بلا رحمة؟

من هذه المشاعر القاسية تبدأ حكاية “لوط”، بطل الرواية، الذي يرى العالم من نافذة الألم واليأس ذاتها التي يراها كثيرون.
يظل “لوط” واقفًا خلف هذه النافذة، مستسلمًا لزمن يمر عليه بثقلٍ قاتل، حتى تأتي لحظة فارقة تغير كل شيء:
استيقاظه ذات مساء ليجد جثة غريبة في فراشه!

لكن الجثة لم تكن سوى بداية سلسلة من الأحداث الغريبة، التي تتوالى مع حلول الليل، حين تطرق بابه ضيفة عجيبة تحمل حقيبة قماشية واسعة وكأنها تسع العالم بأسره.

ملخص الرواية

تدور أحداث الرواية حول شخصية “لوط”، الرجل المثقل بالخذلان والآلام، الذي يجد نفسه فجأة محاطًا بسلسلة من الوقائع المريبة:

• اكتشاف جثة في بيته دون تفسير منطقي.

• زيارة غامضة من امرأة تحمل حقيبة قماشية مليئة بالأسرار.

• أحداث متتالية تتداخل فيها الحقيقة بالوهم، والواقع بالحلم.

تدفع هذه الوقائع “لوط” إلى رحلة داخلية عميقة، حيث يواجه أشباح ماضيه، ويدخل في صراع مع مخاوفه وأوهامه، في محاولة لفهم ما يحدث حوله وما يحدث داخله.

الرواية تتناول بأسلوب رمزي فكرة الانهيار الداخلي الذي قد يصيب الإنسان حين يفقد ثقته بالعالم وبالآخرين، وكيف يمكن أن تتحول الوحدة والخوف إلى كوابيس تلاحقه حتى في يقظته.

أسلوب السرد واللغة

تعتمد منى سلامة في هذه الرواية على أسلوب سردي مشوّق يتسم بالغموض والإثارة النفسية.
لغة الرواية شاعرية في مواضع، وقاسية ومباشرة في مواضع أخرى، مما يعكس ببراعة الحالة النفسية المضطربة التي يعيشها البطل.

كما توظف الكاتبة الرمزية بمهارة، حيث يبدو “طائر الدودو” رمزًا للاندثار والانقراض، بما يحمله من دلالات عميقة على الفقد والخسارة، سواء على المستوى الشخصي أو الوجودي.