رواية سعد الدباس ‎PDF تأليف أسامة المسلم

رواية سعد الدباس تأليف أسامة المسلم المسلم تتناول موضوعات متنوعة ومعقدة، حيث تجمع بين الجوانب الاجتماعية والسياسية والشخصية. تدور أحداث الرواية حول الشخصية الرئيسية، سعد الدباس، الذي يُمثل نموذجًا للتحدي والصراع في إطار محيطه الاجتماعي والسياسي.

الرواية تستعرض حياة سعد الدباس، الذي يواجه العديد من التحديات والصراعات التي تؤثر على حياته الشخصية والمهنية. يعكس العمل قضايا مثل الفساد، القضايا الاجتماعية، والصراعات الداخلية التي يمر بها الأفراد في مجتمعهم. تسلط الرواية الضوء على كيفية تفاعل الشخصيات مع الضغوطات والتحديات المختلفة، وتستكشف تأثير هذه العوامل على قراراتهم وحياتهم اليومية.

الماضي لا يموت .. حتى وإن دفناه أو سكتنا عنه وتوقفنا عن استذكاره ..
لا أحد ينسى .. يمكنك أن تتناسى .. لكنك لن تنسى أبداً
خاصة تلك الذكريات المحفورة في ضمائرنا والمنحوتة على جنبات عقولنا بريشة الألم ومحبرة الظلم ..

يتلقى السيد عبدالرحمن اتصال من موظف البلدية و المفاد من هذه المكالمة انه قد أصدر أمر بإزالة منزل أبيه في حيهم القديم المتروك منذ سنوات ولهم مهلة محدده لأخذ مستلزمات يمكن أن تكون ضرورية لهم قبل الهدم يبلغ عبدالرحمن اخوته أي الورثة بالمكالمة و تفاصيلها..يذهب الأخوة الى المنزل و يرى أحد الأخوة صورة قديمة تجمع عائلتهم و يدقق فيها ويراوده تساؤل عن طفل يقف مع عائلته و يريد معرفة هويته لم يدرك أن مع فضوله هذا لمعرفة هوية من في الصورة بأنه سيعيد إحياء ذكرى مخيفة و مرعبة..!!
.
.
رواية محتواها الاثارة..استمتعت في قراءة الاصدار الثالث من سلسلة الاصدارات الخمسة التي تحكي عن الدباس الذي تم ذكره في سلسلة صخب الخسيف

 من رواية سعد الدباس تأليف أسامة المسلم

فهد وبندر اتفقا على الالتقاء بعد العشاء. قال بندر:

“ضروري. لدي شيء أريد القيام به قبلها. سأمر بك بسيارتي.”

أجاب فهد: “سأكون بانتظارك في شقتي.”

بعد صلاة العشاء، توجه الاثنان إلى بيت خالهم المقيم مع إحدى بناته لتعتني به خلال مرضه المزمن. وعند وصولهما، طرقا باب المجلس المفتوح حيث كان خالهم يقضي معظم وقت المساء. دخلا عليه، وبعد أن رحب بهما وقبلا رأسه، جلسا بجانبه وتبادلا الحديث معه لبعض الوقت وسألاه عن أحواله. لم يتمكنا من التطرق لموضوع الصورة والسبب الحقيقي للزيارة بسبب وجود زوج ابنة خالهم معهما.

عندما نهض خالهم لإحضار الشاي والقهوة، استغلا الفرصة وسألاه مباشرة عن الموضوع.

فهد، وهو يدعك يد خاله برفق، قال: “كيف حالك يا خالي صالح؟”

رد صالح بصوت مرهق وأعين شبه مغمضة: “أهلاً وسهلاً بابني أختي. لم كل هذه الغيبة؟ هل نسيتما أن لكما خالاً يشتاق لرؤيتكما؟”

بندر: “نعترف بأننا مقصران، لكننا سعيدان برؤيتك بصحة وعافية.”

صالح: “الحمد لله على كل حال.”

بندر: “كيف حال الأبناء؟”

صالح: “جميعهم بخير والحمد لله.”

فهد: “كيف حال ابنك سامي؟ هل تخرج؟”

صالح، مستغرباً: “سامي من؟”

همس بندر لأخيه: “الخال لا يذكر أبناءه، فكيف سيذكر الصبي في الصورة؟”

أخرج فهد الصورة من جيبه ووضعها أمام خاله، الذي أمسك طرفها وبدأ ينظر إليها بأعين ترمش بسرعة.

فهد: “هل تذكر هذه الصورة يا خال؟ أنت من التقطها، في منزلنا بالحي القديم. هل تذكر؟”

صالح، بصوت مفاجئ ومرتفع: “سعد الدباس! سعد…”

أخذ فهد الصورة من يد خاله بسرعة عندما ارتفع صوته بالصراخ وقال: “هدئ من روعك يا خال!”

بدأ صالح بالبكاء، ونظر فهد إلى بندر باستغراب. ثم قال صالح بين دموعه وبصوت متقطع: “حرق قلبها وحرقت قلوبهم!”

بندر بتوتر: “ما به الخال؟”

فهد: “الصورة أشعلت ذاكرة مؤلمة فيبدو.”

سكت صالح فجأة، ثم التفت إليهما وقال مبتسمًا بكل ترحيب: “أهلاً وسهلاً بابني أختي. لم كل هذه الغيبة؟ هل نسيتما أن لدي خالاً يشتاق لرؤيتكما؟”

بندر بتشكك: “يبدو أن الخال قد قام بإعادة تشغيل واستعادة الذاكرة.”

فهد، كاتماً ضحكة: “اخرس ولا تستهزئ بخالك!”

صالح: “كيف حال أمك؟”

بندر ببرود: “أمي توفيت يا خال.”

عاود صالح البكاء مرة أخرى وبصورة أقوى. قال فهد بتجهم: “ماذا كنت ستخسر لو أنك قلت له إنها بخير؟”

بندر: “لن نستطيع الحصول على شيء والخال بهذه الحالة.”

أغمض صالح عينيه وأسند ظهره للوسادة خلفه، بدا أنه سيأخذ قسطاً من الراحة.