رواية صخب الخسيف ‎PDF تأليف أسامة المسلم

رواية صخب الخسيف تأليف أسامة المسلم

وقد صدرت ضمن سلسلة الروايات التي يكتبها بأسلوبه المميز في الأدب العربي. الرواية تتناول موضوعات تندرج تحت إطار الإثارة والتشويق، مع التركيز على تقديم عناصر درامية مثيرة في سياق سردي مشوق.

تدور أحداث الرواية حول شخصية محورية تجد نفسها في قلب صراع معقد ودرامي، حيث تكتشف مجموعة من الأسرار والتحديات التي تهدد حياتها واستقرارها. يتميز السرد بتركيزه على التوترات النفسية والعاطفية للشخصيات، مما يخلق أجواء من الصخب والتشويق.

السمات الرئيسية للرواية:

• أسلوب سردي مشوق: يعزز من جذب القارئ بفضل الأحداث المثيرة والشخصيات المتعددة الأبعاد.
• موضوعات درامية: تتناول الرواية قضايا تتعلق بالهوية، الصراع الداخلي، والأزمات الشخصية.
• تركيز على التفاصيل النفسية: يعكس الأسلوب اهتمام الكاتب بالعمق النفسي للشخصيات وتطوراتها.

الحياة مجموعة من الأحداث و القصص المتداخلة والتي تؤثر على أصحابها بشكل مباشر وعلى من حولهم بشكل غير مباشر. يقال انه لايوجد دخان بلا نار ولكن لا أحد يطرح السؤال المهم وهو:

من أشعل تلك النار ..؟

بعضنا يرى هذه التداخلات و بعضنا الآخر لا يعيها أو ينتبه لها و الغالب منا يختار تجاهلها ..
كل منا يملك قصة لا يقبلها العقل بعضنا يرويها فيندم والسواد الأعظم يكتمها ولا يتحدث بها إلا مع نفسه ..
مؤمن بأن الباحث عن الحق أصدق من مَن أدعى أنه وجده لكن من العبث أن تبحث عن حقيقة شيء لا تؤمن به ..

اقتباسات من رواية صخب الخسيف تأليف أسامة المسلم

من تعتقد أنه أجمل غطاء لحياتك قد يسحقها يومًا ما؟

الوادي، (عماد) و(منذر) لا يفترقان أبدًا. اعتادا على المشاركة في كل شيء، تزاملا في الدراسة، وتخرجا سويًا، وتوظفا في نفس العمل.

حلت عطلة نهاية الأسبوع، وكانت بالنسبة لهما فرصة مقدسة للهروب من ضغوط العمل والأسرة، لاستعادة نشاطهما. لم يكونا يقضيان عطلتهم في المدينة أبدًا؛ بل كانت الرحلات إلى أحضان الطبيعة بشتى أشكالها هي شغفهما. كانا يقضيان تلك الأيام المعدودة بين البر أو البحر، بين التلال أو المروج، في أي مكان يأخذهم قلبهما بعيدًا عن ضجيج المدينة. لم يكن المكان مهمًا لهما بقدر عزلتهما عن المدينة. كرسا أنفسهما لتلك الخلوات بقدسية؛ لذا اشتروا سيارة مخصصة ومعدة لهذا الغرض، جاهزة للانطلاق في أي وقت وإلى أي وجهة بعيدًا عن صخب تلك الغابة الأسمنتية، كما كان يسميها (عماد).

ذات يوم، اقترح (منذر) بعد فراغهما من انطلاقهما المعتاد في نهاية الأسبوع، الذهاب إلى وادٍ سمع عنه من بعض الرحالة الذين يشاركونهما نفس الشغف بالاستكشاف. قال لصاحبه: “ما رأيك أن نجرب مكانًا جديدًا هذه المرة؟”

أجاب (عماد): “لا أعتقد أن هناك مكانًا لم نزره حول حدود مدينتنا.”

(منذر): “هناك مكان لم نزره من قبل.”

(عماد): “أين؟”

(منذر)، وهو يبتسم: “لم يبعد كثيرًا عن المسافة التي اعتدنا قطعها، ويدخلنا في خلوة مع الطبيعة.”

(عماد) بحماسة: “لا تسألني عن رأيي، وانطلق نحو هذا المكان!”

قطع الاثنان مسافة ليست بالقصيرة نحو ذلك الوادي، وقبل العصر بقليل وصلا إلى المكان حسبما وصفه ذلك المستكشف. انبهر الاثنان من جمال الوادي وخضرته، رغم قحولة الصحراء من حوله. لم يترددا في الوقوف والنزول ونصب خيمتيهما وإنزال حاجياتهما استعدادًا للسمر تلك الليلة في ذلك الوادي الجميل.

قضيا الليلة في الحديث عن ذكرياتهما في المدرسة، عندما كانا طلابًا، ورحلاتهما المثيرة السابقة. كانا يجدان متعة في الحديث مع بعضهما وكأنهما شخص واحد يحدث نفسه. بقي الاثنان عطلة نهاية الأسبوع كاملة في ذلك الوادي، وكما اعتادا، قررا العودة في صباح اليوم الأخير لأن (منذر) لا يحب القيادة ليلاً.

بدأ الاثنان بجمع حاجياتهما، وقام (عماد) برمي بقايا الطعام في الوادي بلا عناية أو حفظ لها في كيس قمامة. كان (منذر) يستاء من هذا العمل في كل مرة، لكن (عماد) كان يبرر ذلك بقوله: “لو وضعت بقايا الطعام في كيس، فلن تأكل منها دواب الأرض، وسنخسر الأجر والثواب في ذلك.” تحرك الاثنان بعدما انتهيا من جمع حاجياتهما نحو المدينة، ولكن عندما انتصف بهما الطريق، صرخ (عماد) قائلاً: “تمهل، لقد نسيت هاتفي الجوال!”

(منذر): “كيف تنسى شيئًا مهمًا كهذا؟”

(عماد): “دعنا نعد، فأنا لا أستطيع الاستغناء عنه أو استبداله؛ ففيه معلومات هامة.”

لم يكن (منذر) ليرفض طلب صاحبه، لكنه كان يريد الوصول إلى المدينة قبل حلول الليل بسبب القيادة ليلاً. طمأنه (عماد) بأنه سيتولى القيادة إذا حل الظلام. عاد الاثنان إلى الوادي وتوقفا في نفس مكان التخييم السابق، ونزلا وبدآ بالبحث عن الهاتف. وما هي إلا دقائق حتى صرخ (عماد) قائلاً: “وجدتها!”

(منذر): “جيد، الحمد لله. لنعد إذًا.”

ركب الاثنان السيارة، وعندما همّ (منذر) بتشغيل المحرك، قال (عماد) بهدوء: “انتظر…”

(منذر): “ما بك؟”

(عماد): “ألم تلاحظ شيئًا غريبًا خلال بحثنا عن الهاتف؟”

(منذر): “لا، عن ماذا تتحدث؟”

(عماد): “…”