رواية فوضى العودة ‎PDF تأليف أثير عبد الله النشمي

رواية فوضى العودة – أثير عبد الله النشمي: مواجهة الماضي في زمن كورونا

مقدمة عن الرواية

فوضى العودة هي الجزء الثالث من رواية أحببتك أكثر مما ينبغي للكاتبة السعودية أثير عبد الله النشمي، وهي تعد إضافة مهمة إلى سلسلة من الروايات التي شكلت علامة فارقة في الأدب السعودي والعربي. في هذه الرواية، تعود الكاتبة لتقديم عزيز و جمان، الشخصيتين اللتين حازت على إعجاب قراء أحببتك أكثر مما ينبغي، في قصة جديدة تعكس الواقع المأساوي الذي فرضته جائحة كورونا على العالم بأسره. ولكن هذه العودة، التي تنتقل بين الماضي والحاضر، تحمل العديد من الأسئلة والقلق، حيث يجد عزيز نفسه في مواجهة مع نفسه ومع من يحب بعد غياب طويل، وبالتحديد بعد عشرين عامًا من الابتعاد.

ملخص الرواية: عودة غير متوقعة

تدور أحداث فوضى العودة حول عزيز، الذي يعود إلى الرياض بعد غياب طويل بسبب جائحة كورونا، ليكتشف أن هذا العودة لم تكن ضمن خطط حياته. يعود عزيز بعد أن فرضت عليه الأقدار العودة إلى وطنه بسبب الأحداث غير المتوقعة التي اجتاحت العالم. هذه العودة تثير في قلبه العديد من التساؤلات حول علاقته بحياته السابقة، وخاصة علاقته بـ جمان، حبيبة عمره التي كانت قد تركته في الماضي.

رحلة العودة إلى الذات

في هذه الرواية، لا تقتصر رحلة العودة على العودة الجغرافية إلى الرياض فقط، بل هي أيضًا عودة إلى الذاكرة و الذات. يعيش عزيز فترة من التأمل الداخلي في أثناء محاولته فهم العلاقة بينه وبين جمان بعد تلك السنوات الطويلة من الغياب. يختبر عزيز مشاعر الفقد والحزن بسبب ما عاشه في غياب حبيبة عمره. يتساءل، كيف يمكن أن تكون العودة بعد كل هذا الغياب؟ هل سيكون اللقاء مختلفًا عن الماضي؟ هل سيستطيع أن يستعيد ما ضاع منه؟ هذه الأسئلة تُجسد رحلة إنسانية لا تقتصر على عزيز وحده بل تنطبق على الكثير من الأشخاص الذين فقدوا أشياء مهمة في حياتهم.

أزمة كورونا: خيبة أمل العودة

يكتشف عزيز خلال الرواية أن العودة التي طالما حلم بها ليست كما كان يتخيلها. بدلاً من أن تكون عودة سعيدة، تصبح العودة مليئة بالقلق والشكوك. أكبر خيبة أمل في الرواية هي أن عزيز يكتشف أن جمان لم تعد هي الفتاة التي كان يعرفها. لم تعد تلك الفتاة الضعيفة التي كانت تتعلق به، بل أصبحت امرأة مستقلة تتخذ قراراتها بنفسها وتختار طريقها بعيدًا عنه. إن هذا التغيير في جمان يعكس بشكل غير مباشر كيف يمكن أن تُغير السنوات الأشخاص، وكيف يمكن أن يكون الزمن قاسيًا بما يكفي ليجعل الحب القديم يبدو غريبًا وغير قابل للإحياء.

المأساة والخيبة

تُظهر فوضى العودة الصراع النفسي الذي يعيشه عزيز مع نفسه ومع المحيطين به، خاصة في ظل الأزمة العالمية المتمثلة في كورونا، والتي جاءت بمثابة فوضى عارمة في حياة الجميع. هذا المزيج من العودة إلى الوطن والصراع الداخلي يعكس المأساة التي يمر بها عزيز، حيث يدرك أن الوقت قد فات لإصلاح الأمور. كلما اقترب من جمان، كلما اكتشف أن المسافة بينهما قد زادت، وأنه لا أمل في العودة إلى الماضي.

الأسلوب الأدبي للكاتبة

تستخدم أثير عبد الله النشمي في فوضى العودة أسلوبًا سرديًا مميزًا يجمع بين الحوار الداخلي و السرد المتقاطع بين الماضي والحاضر. هذا الأسلوب يساعد القارئ على التفاعل مع مشاعر عزيز المتناقضة، وتقديم لمحة عن تجربته النفسية في مواجهة تحديات الماضي والحاضر. كما أن السرد العاطفي الذي يعتمده النص يجعل القارئ يشعر وكأنه يعيش الأحداث جنبًا إلى جنب مع الشخصيات.

تحول شخصية جمان

من أكثر التحولات إثارة في الرواية هو تغيير شخصية جمان. على الرغم من أن عزيز كان يتوقع أن يجدها كما كانت، فإنها تبين له بشكل قاطع أنها قد أصبحت شخصية مستقلة تمامًا، تسعى لتحقيق ذاتها بعيدًا عن علاقاتها السابقة. هذا التحول يعكس أيضًا التحولات الاجتماعية والنفسية التي تمر بها المجتمعات بسبب الأزمات والضغوط، مثل جائحة كورونا.

خيبة الأمل والانتظار

رغم أن الرواية تمثل جزءًا من سلسلة محبوبة، إلا أنها لا تخلو من الخيبة. فقد شعر العديد من القراء أن هذا الجزء ليس سوى تمهيد للجزء الرابع المنتظر. هذا الانتظار المكثف لعلاقة عزيز و جمان لم يُختتم إلا بمكالمة أخيرة بينهما، مما أثار مشاعر الفقد والقلق لدى الكثيرين الذين كانوا يتوقون إلى لقاءهما المنتظر.