كتاب إبستيمولوجيا العلم الحديث PDF تأليف سالم يفوت …
وصف وملخص الكتاب :
غرضنا في هذا الكتاب أن نفحص، من منظور التاريخ الإبستمولوجي للعلم، السبل التي قادت إلى سيادة التصور الميكانيكي في القرن الثامن عشر كنموذج للتفسير، هيمن على العقول وفرض معاييره ومقاييسه على البحث العلمي في تلك الآونة.
وسيقودنا ذلك إلى تتبع مراحل تكوين النظرة الآلية والتنقيب عن المراجع التي دعمت التصور الميكانيكي في القرن الثامن عشر، باعتباره نموذجًا للتفسير فرض نفسه على العقول. ونرى أن هناك ثلاثة مكونات رئيسية لهذا التصور:
-
النظرية الديكارتية باعتبار أن الآلة كمفهوم فلسفي جزء لا يتجزأ من كل، وهو الفلسفة الديكارتية ذاتها، حيث لعبت دورًا في تفسير حركات الأجسام والأجرام وحتى جسم الإنسان.
-
النظرية النيوتونية باعتبارها تتويجًا لمسيرة الآلية الفلسفية والعلمية، والميكانيكا الطبية بمختلف أوجهها ومظاهرها.
-
الميكانيكا التطبيقية للمهندسين، والتي ظلت سائدة حتى أواسط عصر الأنوار، وفي ميتافيزيقا فلاسفة الموسوعة.
لقد ارتبطت اليقظة التقنية في أوروبا بالتحول الذي أدى بالمجتمع من نظام الإقطاع إلى مجتمع المدن. لكن في أصل ذلك التحول، كما سنرى، حدث انقلاب في الرؤية المعرفية، جعل أوروبا تنتقل من زمن معرفي إلى آخر، تميّز بأحداث بارزة مثل محاكمات الساحرات وتعقب المفكرين الأحرار بتهمة الشعوذة الدينية والدنيوية. وقد رافق كل ذلك صراع جديد بين الخرافة والعقل، حيث ارتبطت الآلية بالنظام كلحظة معرفية جديدة، أو كتربة أنبتت تجارب نظرية مختلفة، لكنها جميعًا تنتمي إلى الجذور ذاتها. كما تطورت الآلية من مجرد إعجاب بفكرة الآلة كنموذج للتفسير في العلم الطبيعي إلى رؤية شاملة للعالم، ثم تحولت لاحقًا إلى إيديولوجيا.
من الملاحظ أن أنصار نيوتن، في دفاعهم عنه ضد الديكارتية وسائر خصومه، لم يقدّموا علمه كما هو—أي كخلاصة آراء وتجارب ونظريات تقوم عليها فيزياء متكاملة—بل روجوه كنظرية ميتافيزيقية. ولهذا، فإن النظرية النيوتونية تحولت مع فولتير وسائر المفكرين الموسوعيين إلى نزعة نيوتونية، حيث أصبح علم الطبيعة على أيديهم إيديولوجيا للطبيعة، بدلًا من أن يكون مجرد علم موضوعي للطبيعة ذاتها.
إن هدفنا في هذا الكتاب ليس مجرد سرد حياة الأشخاص أو وضع جدول زمني للأحداث والوقائع، ولا حتى تسجيل نتائج العلوم، فهذا هو النهج الذي اعتاد عليه تاريخ العلوم التقليدي، الذي يهتم بتوثيق الحقائق العلمية دون البحث عن الآليات الفعلية التي تحكم عملية إنتاج المعرفة.
بدلًا من ذلك، سيكون عملنا تأريخًا لحياة العلوم وتطورها، أي تأريخًا لنشأة التصورات العلمية، وانتشارها، واستمرارها أو اندثارها، مع تحليل الشروط الفكرية والاجتماعية المحيطة بذلك. وهذا هو ما نعنيه بمفهوم التاريخ الإبستمولوجي، الذي لا يقتصر على الوصف التجريبي للوقائع العلمية أو مجرد سرد الأحداث، بل يهدف إلى دراسة تطور العلاقات المعرفية من خلال نشأة التصورات العلمية والتأويلات والتوظيفات التي خضعت لها من قِبَل الفلسفة، باعتبار أن الفلسفة في جميع عصورها كانت وما زالت صدى للعلم.
المحتويات
-
النهضة والإصلاح العلمي: صراع القديم والحديث في فكر كوبرنيك
-
تعديلات بطليموس على أرسطو
-
إسهام النقد الكلاسيكي للعلم القديم في الإصلاح العلمي
-
النهضة وإصلاح علم الفلك: نظريات كوبرنيك
-
مكوّن الكوبرنيكية: الفكرة، الكلاسيكية
-
العلم والفلسفة في عصر النهضة
-
العلم والعلم الموازي
-
من صمت إلى صدمة
-
مبررات الصمت
-
انتصار الفلسفة الميكانيكية: النظام والآلة
-
ديكارت وهارفي: من الآلية إلى الغائية
-
توماس هوبز: مكبوت الديكارتية
-
نيوتن ضد ديكارت: نجمان في سماء الآلية
-
من “مبادئ الفلسفة” إلى “المبادئ الرياضية”
-
الجاذبية بين الدعاة والخصوم
-
الجاذبية بين اللاهوت والمادية
كتب أخرى للمؤلف : سالم يفوت
اقتباسات من كتاب إبستيمولوجيا العلم الحديث PDF تأليف سالم يفوت
تحميل كتاب إبستيمولوجيا العلم الحديث PDF تأليف سالم يفوت
للحصول على الكتاب: اضـغـط هــنا
📢 ما رأيك في هذا الكتاب؟ شاركنا تجربتك في التعليقات، واقترح علينا كتبًا أخرى تود منا نشرها!
يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:
- مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive و Scribd وغيرها من المواقع المتخصصة.
- المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
- الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.
يسعدنا تواصلكم معنا عبر أحد الوسائل التالية:
- صفحة حقوق الملكية
- صفحة حول المكتبة نت
- البريد الإلكتروني: [email protected]
- كروب الفيسبوك: [الفيسبوك]
- قناة التلغرام: [التلغرام]
لا تترددوا في التواصل معنا لأي استفسار أو ملاحظة!
