كتاب إقتصاد الفقراء: إعادة نظر في أساليب محاربة الفقر PDF تأليف أبهيجيت بانيرجي …
وصف وملخص الكتاب :
هل يوجد مليار جائع في العالم؟
يؤمن كثيرون في الغرب بأن الفقر والجوع متلازمان تقريبًا. وإذا استثنينا الكوارث الطبيعية الكبرى مثل تسونامي 2004 أو الزلزال المدمر الذي ضرب هايتي في 2010، فلم يحدث أن استحوذ حدث يطال فقراء العالم على الخيال العام وأثار موجة من السخاء الجماعي كما فعلت المجاعة التي ضربت إثيوبيا مطلع ثمانينيات القرن الماضي، وما تبعها من الحفل الموسيقي الشهير “نحن العالم” الذي أُقيم في مارس 1985.
مؤخرًا، أعلنت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة أن هناك أكثر من مليار شخص يعانون الجوع. وقد احتل هذا الإعلان العناوين الرئيسية للصحف بشكل لافت، متجاوزًا في تأثيره حتى تقديرات البنك الدولي بشأن عدد من يعيشون بأقل من دولار واحد في اليوم.
هذا الارتباط بين الفقر والجوع مُؤَكَّدٌ في أول أهداف الألفية الإنمائية التي حددتها الأمم المتحدة، والتي تنص على “القضاء على الفقر والجوع”. بل إن العديد من الدول حددت خطوط الفقر استنادًا إلى مفهوم الفقر المرتبط بالجوع، حيث يتم تعريف الشخص الفقير بأنه من لا يملك ما يكفيه من الغذاء يوميًا.
لذلك، ليس مفاجئًا أن تتركز جهود الحكومات لمساعدة الفقراء على توفير الغذاء لهم. ففي الشرق الأوسط، تنتشر سياسات دعم الغذاء؛ فقد أنفقت مصر وحدها 3.8 مليار دولار على دعم الغذاء في عامي 2008-2009، أي ما يعادل 2% من ناتجها المحلي الإجمالي. وفي إندونيسيا، يُطبَّق برنامج “راكشين” (Rakshin) الذي يوفر الأرز بأسعار مدعومة. أما الهند، فتدير العديد من الولايات برامج مشابهة؛ ففي ولاية أوريسا، يحق للفقراء الحصول على 55 رطلًا من الأرز شهريًا بسعر مخفض لا يتجاوز 20% من سعر السوق. ويمضي البرلمان الهندي قُدُمًا في مناقشة قانون “الحق في الغذاء”، والذي سيسمح للمواطنين بمقاضاة الحكومة في حال تعرضهم للجوع.
لكن إيصال هذه المساعدات الغذائية يمثل تحديًا لوجستيًا كبيرًا. ففي الهند، تشير التقديرات إلى أن أكثر من نصف كميات القمح وثلث كميات الأرز المخصصة للمساعدات تُهدر بسبب سوء الإدارة والفساد، فضلًا عن فقدان جزء كبير منها بسبب القوارض. ومع ذلك، تصر الحكومات على هذه السياسات، ليس فقط لأن الفقر والجوع متلازمان، بل لأن عدم قدرة الفقراء على تأمين غذائهم بشكل كافٍ تُعَدُّ من الأسباب الرئيسية لاستمرارهم في دوامة الفقر.
مصيدة الفقر الناتجة عن سوء التغذية
التفسير المنطقي هنا بسيط: إذا لم يستطع الفقراء تأمين غذائهم، فإنهم يصبحون أقل إنتاجية، مما يُبقيهم في فقر مدقع. وقد أوضح لنا “باك سولِهين”، وهو مزارع إندونيسي من مقاطعة باندونج، كيف يمكن للفقر أن يتحول إلى مصيدة لا فكاك منها.
كان والدا “باك سولِهين” يملكان قطعة أرض، لكن مع إنجابهما لثلاثة عشر طفلًا، اضطروا إلى تقسيم الأرض وبناء منازل لأسر أبنائهم، حتى لم يبقَ لديهم ما يمكن زراعته. عمل “باك سولِهين” في الزراعة بأجر يومي، وكان يتقاضى ما يعادل دولارين في اليوم. لكن مع ارتفاع أسعار الأسمدة والوقود، اضطر المزارعون المحليون إلى تقليص نفقاتهم، فبدلًا من خفض أجور العمال، توقفوا عن استئجارهم تمامًا.
نتيجة لذلك، أصبح “باك سولِهين” عاطلًا عن العمل لفترات طويلة. ومع تقدمه في العمر (40 عامًا)، لم يكن قادرًا على تحمل الأعمال الشاقة في قطاع البناء، كما لم يمتلك المهارات اللازمة لوظائف أخرى.
صراع من أجل البقاء
اضطرت عائلته إلى اتخاذ تدابير قاسية للبقاء على قيد الحياة؛ فانتقلت زوجته إلى جاكرتا للعمل كخادمة، بينما ترك ابنه الأكبر المدرسة في سن الثانية عشرة ليعمل في مواقع البناء، فيما انتقل الطفلان الأصغر سنًا للعيش مع جدهما. أما “باك سولِهين” نفسه، فقد اعتمد على 9 أرطال من الأرز المدعوم أسبوعيًا، وبعض الأسماك التي كان يصطادها من ضفاف البحيرة، إذ لم يكن يجيد السباحة.
في الأسبوع الذي التقيناه فيه، كان يتناول وجبتين يوميًا على مدى أربعة أيام، ووجبة واحدة في الأيام الثلاثة الأخرى. كان يعزو مشكلته إلى نقص الغذاء، ويرى أن المزارعين استغنوا عن العمال خشية أن يؤدي تخفيض أجورهم إلى تعرضهم للجوع الشديد، مما يجعلهم غير قادرين على العمل بكفاءة.
نظرية مصيدة الفقر بسبب سوء التغذية
إن فكرة مصيدة الفقر الناتجة عن سوء التغذية ليست جديدة، فقد ظهرت رسميًا في الاقتصاد عام 1958. تعتمد هذه الفكرة على مبدأ بسيط: يحتاج الجسم البشري إلى حد أدنى من السعرات الحرارية للبقاء على قيد الحياة، وإذا كان الشخص فقيرًا لدرجة أن غذاءه بالكاد يسد رمقه، فإنه لن يمتلك الطاقة اللازمة للعمل والإنتاج، مما يبقيه عالقًا في حلقة مفرغة من الفقر.
على الجانب الآخر، عندما يتحسن الوضع الاقتصادي للأفراد، يصبح بإمكانهم شراء المزيد من الطعام، مما يزيد من قوتهم البدنية، ويمكنهم من العمل بشكل أكثر كفاءة، وبالتالي تحقيق دخل أعلى، مما يخلق دورة إيجابية من الازدهار.
الفجوة بين الفقراء والأغنياء
هذه الآلية البسيطة تخلق تفاوتًا متزايدًا بين الفقراء والأغنياء؛ فالأغنياء يأكلون جيدًا، فيصبحون أقوى وأكثر إنتاجية، مما يزيد من ثرواتهم، في حين يظل الفقراء محاصرين في دائرة الفقر بسبب سوء التغذية. وهكذا، تتسع الفجوة الاجتماعية، ويظل الجوع مشكلة عالمية مستمرة.
كتب أخرى للمؤلف : أبهيجيت بانيرجي
اقتباسات من كتاب إقتصاد الفقراء: إعادة نظر في أساليب محاربة الفقر PDF تأليف أبهيجيت بانيرجي

تحميل كتاب إقتصاد الفقراء: إعادة نظر في أساليب محاربة الفقر PDF تأليف أبهيجيت بانيرجي
تحميل الكتاب: اضـغـط هــنا
📢 ما رأيك في هذا الكتاب؟ شاركنا تجربتك في التعليقات، واقترح علينا كتبًا أخرى تود منا نشرها!
يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:
- مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive وغيره من المواقع المتخصصة.
- المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
- الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.
يسعدنا تواصلكم معنا عبر أحد الوسائل التالية:
- صفحة حقوق الملكية
- صفحة حول المكتبة نت
- البريد الإلكتروني: [email protected]
- كروب الفيسبوك: [الفيسبوك]
- قناة التلغرام: [التلغرام]
لا تترددوا في التواصل معنا لأي استفسار أو ملاحظة!