كتاب إمبراطورية في حالة تراجع الولايات المتحدة الأميركية بين الماضي والحاضر والمستقبل PDF تأليف فيكتور بولمر توماس …
وصف وملخص الكتاب :
بعيدًا عن أروقة السياسة وأحاديث الصالونات ورؤى المقاعد الوثيرة، واجترار الجدل العقيم حول القضايا العامة التي باتت اليوم أكثر من أي وقت مضى في حكم المسلّمات، يبقى الحديث عن فكرة أميركا، ماضيًا وحاضرًا ومستقبلًا، مفتوحًا على العديد من الأسئلة والتأويلات، من قبيل: هل الولايات المتحدة الأميركية إمبراطورية أم لا؟ هل هي إمبراطورية نشأت في لحظة شرود، كما يردد البعض عندما يتحدث عن الإمبراطورية البريطانية؟ أم هي إمبراطورية بالرغم عنها، كما يُقال غالبًا عندما يبدأ الجدل حول الإمبراطورية الأميركية؟ هل هي قوة خير، تروج لقيم السلام والرخاء والتحرر، أم قوة مهيمنة تحركها مصالح نفعيّة، على غرار جميع الإمبراطوريات التي شهدها التاريخ؟ هل هي فعل جيوسياسي طارئ جاء بعد أن استنفدت القوى الإمبراطورية التقليدية عتادها وعديدها في مجازر وإبادات جعلتها تسلم، مكرهة، “مسؤولية” قيادة العالم للإمبراطورية الجديدة؟ أم هي صيرورة تاريخية رافقت نشوء الدولة الأمة الأميركية، والتي حرص “الآباء المؤسسون” على رعايتها ومدّها بشريان الحياة، بدءًا بسفك دماء السكان الأصليين ومصادرة أراضيهم، وصولًا إلى التوسع الإقليمي ومن ثم الانتقال إلى ما وراء البحار؟
لعل ما يثير الانتباه أكثر في هذا الجدال حول الإمبراطورية الأميركية هو الإصرار على النفي، وخصوصًا من جانب رجال السياسة، والإقرار بواقع الحال من جانب المحللين والمراقبين. ففي أعقاب احتلال الولايات المتحدة للعراق، أعلن جوزف ناي أن “المراقبين المحترمين، من اليمين واليسار، بدأوا في الإشارة إلى ‘الإمبراطورية الأميركية’ باعتبارها السرد الذي يهيمن على سرديات القرن الواحد والعشرين.” وبعد أشهر قليلة، لاحظ ديميتري سيمس أن “سواء اعتبرت الولايات المتحدة نفسها إمبراطورية أم لا، فإنها بالنسبة إلى العديد من الأجانب تبدو وتتصرف وتتحدث كما لو أنها كذلك، وبالتالي يتعاملون مع واشنطن على هذا الأساس.”
إلا أن نائب الرئيس ريتشارد تشيني، خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في عام 2004، قال: “لو كنا إمبراطورية بالفعل، لكنا الآن نهيمن على مساحة من الأراضي أكبر مما لدينا حاليًا. هذه ليست طريقتنا في العمل.” وبين هذا الموقف وذاك، نجد من يعترف بواقع الحال على مضض، ويعتبر أن أميركا لم تكن لتصبح إمبراطورية لولا دعوة بقية العالم لها للاضطلاع بهذا الدور وتحمل هذا العبء. يقول هنري لوس، صاحب مقولة “القرن الأميركي”، في مقاله الشهير في مجلة لايف عام 1941: “ثمة اعتقاد يشترك فيه طيف واسع من الناس، وهو أن القرن العشرين يجب أن يكون إلى حد كبير القرن الأميركي… كما أننا نتمتع بخاصية لا يمكن تحديدها ولا تخطئها العين، وهي هيبة الزعامة. وعلى خلاف هيبة روما أو جنكيز خان أو إنكلترا في القرن التاسع عشر، تكمن الهيبة الأميركية عبر أرجاء العالم في الإيمان بالنوايا الحسنة، إلى جانب ذكاء وقوة الشعب الأميركي.”
ومع ذلك، يبقى اليقين في هذا السجال أن صناع القرار السياسي في أميركا يدركون تمامًا أن في عالم يضم دولًا ذات سيادة وأسواقًا عالمية ومؤسسات دولية واقتصادات رأسمالية وبدائل حضارية، أصبح من المستحيل على الإمبراطورية الأميركية أن تتنكر لصور جنكيز خان أو أن تلبس عباءة روما. لذا، بدأت هذه الإمبراطورية في تأسيس منظمات ومؤسسات دولية تقوم بالنيابة عنها في السيطرة على مفاصل العالم، وتملي قواعد لعبة يجب على جميع اللاعبين الآخرين الالتزام بها. ومع ذلك، كما يقر فيكتور بولمر توماس، صاحب هذا الكتاب، فإن الإمبراطورية الأميركية تشهد حاليًا حالة من التراجع والانكفاء، وربما تصبح مجرد دولة أمة خلال الأعوام الثلاثين القادمة.
يمثل هذا الكتاب دراسة رصينة تتقاطع مع العديد من المقاربات التي تناولت موضوع الإمبراطورية الأميركية، مثل تاريخ الشعب الأميركي لهوارد زين (A People’s History of the United States)، روايته المصورة A People’s History of the American Empire، وتاريخ أميركا الذي يكشفه أوليفر ستون وبيتر كوزنيك في The Untold History of the United States، وكتاب دانييل إيمرفار How to Hide an Empire. غير أن ما يميز بولمر توماس عن هؤلاء جميعًا هو استشرافه لنهاية الإمبراطورية بناءً على مؤشرات موضوعية تشمل السياسة والاقتصاد والثقافة. ما يميز هذا الكتاب بشكل أكبر هو عدسة الاقتصادي الثاقبة التي يرصد بها مسار الإمبراطورية من كيان توسعي ضم جميع الأراضي بعد اقتلاع أصحابها، وصولًا إلى تكوين شبكة من المنظمات الدولية والمؤسسات المتعددة الجنسيات التي يقبع في صلبها منطق السوق وما يؤثث له من أيديولوجيات ساغت تداوله واستمراره لأكثر من قرنين من الزمن.
منذ البداية، يبرز بولمر توماس فكرة الإمبراطورية الأميركية بشكل جلي، ويستعرض العديد من الشواهد التي تؤكد أن أميركا، منذ بداياتها، كانت إمبراطورية تسعى لتأمين مجالها الحيوي عبر الاستيلاء على أراضي السكان الأصليين وارتكاب جرائم الإبادة بحقهم، قبل أن تبدأ في التوسع نحو الغرب تارة، وإلى الشرق والجنوب تارة أخرى. وهكذا تم اختراع أساطير تحولت مع الزمن إلى عقائد، ولا تزال تشكل جزءًا من الخطاب السياسي الأميركي الرسمي حتى اليوم. من هذه الأساطير نذكر “الحروب العادلة” ضد السكان الأصليين، التي كانت تهدف إلى اقتلاع أصحاب الأرض، بالإضافة إلى فكرة “القدر الجلي” أو “استثناء أميركا”، التي تصوّر أميركا على أنها مقدّرة لقيادة العالم ونشر قيم الخير.
لكن هذه الأساطير ما كانت لتصمد لولا القوة العسكرية التي فرضت على الدول الضعيفة الرضوخ لإملاءات الإدارات الأميركية. ورغم ذلك، كانت هناك دائمًا حالات شكلت تحديات للهيبة الأميركية. يتوزع هذا الكتاب بين ثلاثة أقسام، مقدمة وخاتمة، إضافة إلى خرائط وأشكال “إطارات” تساعد على فتح ما استغلق من المفاهيم. في القسم الأول، يتناول الكاتب بداية فكرة أميركا وكيف تحولت من مستعمرات ثلاث عشرة إلى إمبراطورية توسعية ضمت جميع الأراضي بعد أن اقتلع أصحابها ليتم تصنيفهم إلى محميات أو مستعمرات أو كيانات تحت الوصاية الأميركية.
كتب أخرى للمؤلف : فيكتور بولمر توماس
اقتباسات من كتاب إمبراطورية في حالة تراجع الولايات المتحدة الأميركية بين الماضي والحاضر والمستقبل PDF تأليف فيكتور بولمر توماس

تحميل كتاب إمبراطورية في حالة تراجع الولايات المتحدة الأميركية بين الماضي والحاضر والمستقبل PDF تأليف فيكتور بولمر توماس
للحصول على الكتاب: اضـغـط هــنا
📢 ما رأيك في هذا الكتاب؟ شاركنا تجربتك في التعليقات، واقترح علينا كتبًا أخرى تود منا نشرها!
يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:
- مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive و Scribd وغيرها من المواقع المتخصصة.
- المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
- الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.
يسعدنا تواصلكم معنا عبر أحد الوسائل التالية:
- صفحة حقوق الملكية
- صفحة حول المكتبة نت
- البريد الإلكتروني: [email protected]
- كروب الفيسبوك: [الفيسبوك]
- قناة التلغرام: [التلغرام]
لا تترددوا في التواصل معنا لأي استفسار أو ملاحظة!