كتاب الأدب الألماني في نصف قرن PDF تأليف عبد الرحمن بدوي …
وصف وملخص الكتاب :
1. النزعة الطبيعية
النزعة الطبيعية كانت بمثابة رد فعل ضد النزعة الرومانسية الألمانية التي تمثلت في أعمال كل من نوفالس، هيلدرلن، وتيك، من جهة. ومن جهة أخرى، كانت متأثرة بالنزعة الطبيعية في فرنسا، والتي تمثلت في أعمال إميل زولا، وفي روسيا عبر دوستويفسكي وتولستوي، وفي الدول الإسكندنافية عبر إبسن وبيورنسوه وأشترندبرج.
دعت النزعة الطبيعية إلى الاهتمام بالواقع اليومي، والتركيز على طبقات المجتمع الدنيا، والبحث في الغرائز، وفيما هو قبيح. كانت النظرة إلى الإنسان في هذه المدرسة على أنه نتاج للوراثة، والبيئة المحيطة، والوضع التاريخي والاجتماعي.
بدأت النزعة الطبيعية في الأدب الألماني على يد أرنو هولتس (1863-1929)، الذي استهل إنتاجه الشعري بديوان صغير بعنوان “كتاب الزمان” (1885)، الذي تناول فيه معاناة الناس في المدن الكبرى، مشاهد بؤسهم وشقاءهم، حيث كانت تسيطر على قصائده صور من معاناة العمال في المستشفيات، السجون، والبيئة الحضرية الملوثة. وقد اعتبر هولتس في بعض قصائده أن قطعة من الزبد أفضل من مسرحية “فاوست” لجيته، داعيًا الشعر ليكون أداة لمناهضة النظام الاجتماعي الفاسد.
بعد الشعر، انتقل هولتس إلى الأقصوصة بالتعاون مع يوهانس شلاف (1862-1941)، حيث سعى لتطبيق مبدأ إميل زولا: “العمل الأدبي هو زاوية من الطبيعة تُرى من خلال المزاج”، فكانت قصصهم مليئة بالتفاصيل الدقيقة التي قد تبدو مملة.
ثارت أفكار هولتس ضد الشكل التقليدي للقصيدة، حيث دعا في كتابه “ثورة الشعر الغنائي” (1890) إلى تحرير الشعر من قواعد النظم. وأصدر مجموعة من القصائد تحت عنوان “فنطاسيا” (1925)، التي تميزت بالإيقاع الحر والترتيب الطبوعي الجديد، مما جعل القصيدة عنده تتسم بالغرابة والتقلبات السريعة.
أحد أبرز الشخصيات في هذه المرحلة كان جيرهيرت هاوبتمن (1862-1946)، الذي قدم مجموعة ضخمة من الأعمال الأدبية بما في ذلك 44 مسرحية و24 رواية، بالإضافة إلى ملاحم شعرية. عرف هاوبتمن بتصويره بؤس الفقراء ومعاناتهم، كما في مسرحية “النساجون” (1892) التي تناولت تمرد العمال في سيليزيا. على الرغم من تأثير النزعة الطبيعية في أعماله، فقد تحول في مراحل متقدمة من حياته إلى رومانسية جديدة ورمزية، حيث تناول في أعماله الحب، والطبيعة، والروحانية.
2. النزعة التعبيرية
في مواجهة النزعة الطبيعية، ظهرت النزعة التعبيرية (Expressionismus) التي نشأت كرد فعل على ما اعتُبر إفلاسًا في الإيمان بالطبيعة والنظرة الرومانسية التقليدية. طالب التعبيريون بإعادة خلق العالم عبر الإنسان فقط، محاولين بناء مجتمع متحرر من القيود والنواميس التقليدية.
ركز التعبيريون على استكشاف أعماق النفس البشرية، واللاشعور، والعاطفة، والانفعالات الفردية، مع شعور باللامعقول والتناقض. كان شعارهم: “ما ليس الأنا مباشرة ليس بشيء”. تأثرت هذه الحركة بشكل كبير بفلسفة نيتشه وعلم النفس عند فرويد.
شملت هذه الحركة مجموعة كبيرة من الأدباء والمبدعين في مجالات الشعر والمسرح، أبرزهم: هايم، جورج تراكل، برشت، فرانتس كافكا، وألفريد ديبلن.
تأثرت النزعة التعبيرية بالعوامل التالية:
-
النزاع الحاد بين الأجيال في ألمانيا في حوالي عام 1770.
-
الأزمة الحضارية في ألمانيا قبيل وبعد الحرب العالمية الأولى.
-
التأثير الكبير لفلسفة نيتشه وعلم النفس الفرويدي.
-
الحاجة الملحة للتجديد في المعاني والأشكال الأدبية.
ظهرت النزعة التعبيرية في العديد من المجلات الأدبية مثل “مجلة العاصفة” (1910) و”مجلة الفعل” (1912)، التي دعت إلى تجديد الفن والأدب وتغيير الأشكال القديمة.
كتب أخرى للمؤلف : عبد الرحمن بدوي
اقتباسات من كتاب الأدب الألماني في نصف قرن PDF تأليف عبد الرحمن بدوي

تحميل كتاب الأدب الألماني في نصف قرن PDF تأليف عبد الرحمن بدوي
للحصول على الكتاب: اضـغـط هــنا
📢 ما رأيك في هذا الكتاب؟ شاركنا تجربتك في التعليقات، واقترح علينا كتبًا أخرى تود منا نشرها!
يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:
- مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive و Scribd وغيرها من المواقع المتخصصة.
- المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
- الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.
يسعدنا تواصلكم معنا عبر أحد الوسائل التالية:
- صفحة حقوق الملكية
- صفحة حول المكتبة نت
- البريد الإلكتروني: [email protected]
- كروب الفيسبوك: [الفيسبوك]
- قناة التلغرام: [التلغرام]
لا تترددوا في التواصل معنا لأي استفسار أو ملاحظة!