كتاب الإنهيار الكبير حروب الذهب ونهاية النظام المالي العالمي PDF تأليف ويليم ميدلكوب

يركز الكتاب على الأزمات الاقتصادية التي تهدد النظام المالي العالمي، موضحًا الدور المحوري الذي يلعبه الذهب في الحروب المالية. يناقش المؤلف كيف أن الذهب لم يفقد قيمته كأصل استراتيجي رغم صعود العملات الورقية، بل أصبح أداة رئيسية في النزاعات الجيوسياسية والاقتصادية.

كما يتناول الكتاب تطورات الأزمات المالية التي أدت إلى تفاقم عدم الاستقرار الاقتصادي، مع تحليل السياسات النقدية وتأثيراتها بعيدة المدى. ويشير إلى أن الاعتماد المتزايد على الديون والطباعة المستمرة للنقود يؤديان إلى تقويض الثقة في النظام المالي، ما يجعل العودة إلى الذهب كملاذ آمن أمرًا محتملاً.

يقدم الكتاب نظرة متعمقة حول الصراعات الخفية بين القوى الاقتصادية الكبرى حول السيطرة على الذهب، محذرًا من أن النظام المالي الحالي قد يواجه تحديات وجودية في المستقبل القريب.

التضخم وغياب معيار الذهب: تهديد المدخرات واستراتيجيات الحماية

يلغي غياب معيار الذهب كل فرصة لحماية المدخرات من المصادرة بفعل التضخم، مما يؤدي إلى انعدام طرق حفظ القيمة. في حال وجود طرق للحفاظ على القيمة، ستعمل الحكومات على سحب الصفة القانونية منها كما حدث مع الذهب. على سبيل المثال: إذا قرر كل شخص تحويل ودائعه المصرفية إلى الفضة أو النحاس أو أي مادة أخرى، ثم رفض قبول شيكات ثمناً للسلع، فإن الودائع المصرفية ستفقد قيمتها الشرائية، وسيصبح الرصيد المصرفي الذي أنشأته الحكومة عديم القيمة عند المطالبة بتعويض عن السلع.

تتطلب السياسة المالية لدولة الرفاهية ألا تكون هناك أي وسيلة لحماية الثروات، وهذه الحقيقة تكشف خلفية المواقف المعادية للذهب من قبل مؤيدي السيطرة الاقتصادية للدولة.

آلان جرينسبان: التضخم والمخطط السري لمصادرة الثروة
إن العجز في الإنفاق هو ببساطة مخطط لمصادرة الثروة. في هذا السياق، يقف الذهب في مواجهة هذه العملية الغادرة، حيث يعترض سبيلها ويقوم بحماية حقوق الملكية والدفاع عنها.

الذهب كحامي لقيمة المال
قبل انهيار ليمان براذرز، كان كتابي الأول قد نُشر في هولندا بعنوان “إذا انهار الدولار” عام 2007. توصلت، بعد دراسة استمرت لأكثر من عشرة أعوام، إلى أن انهيار النظام المالي العالمي ومساعيه المشوشة لمواجهة الديون المتراكمة هو مسألة وقت فقط. وبعد عام من انهيار ليمان براذرز، تغيرت حياتي بشكل جذري، حيث أصبحت شخصاً معروفاً في هولندا واتخذت قراراً بترك عملي كمعلق سوق والتركيز على الفرص التجارية الناشئة من هذا الواقع الاقتصادي الجديد.

أدركت أن هذا الواقع سيحفز المستثمرين على النظر في الأصول الثابتة، خاصة الذهب والفضة، وهو ما تكررت الإشارة إليه في العديد من الأزمات الاقتصادية عبر التاريخ.

المعيار الذهبي: من الاستقرار إلى الانهيار
قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى، كانت معظم العملات الرئيسية مدعومة بالذهب. كان ذلك في عصر معيار الذهب حيث كان عرض المال مرتبطاً بنمو احتياطي الذهب. ومع ازدياد حاجة الدول الأوروبية لتمويل تكاليف الحرب، تم التخلي عن معيار الذهب في العقد الثاني من القرن العشرين، واستبدل بالنقد الورقي.

مواصلة الصراع على الذهب في النظام المالي الحديث
على عكس النقود الورقية، حافظ الذهب على قوته الشرائية على مر العصور. على سبيل المثال، عملة رومانية ذهبية تزن 8 غرامات لا تزال تشتري نفس كمية العصير الرخيص كما كانت قبل 2000 عام. يعتبر الذهب بمثابة مقياس للأزمات المالية، حيث يُنذر ارتفاع سعره بوجود خلل في النظام النقدي، وغالباً ما يكون هذا بسبب طباعة البنوك لكميات كبيرة من المال.

منذ أن فصلت الولايات المتحدة الدولار عن معيار الذهب في عام 1971، أصبح الذهب العدو المالي الأول لوول ستريت والبيت الأبيض، حيث يعد مؤشر الذهب تهديداً يفضح تراجع قيمة الدولار.

الحروب الاقتصادية: أزمة الديون العالمية والمستقبل المالي
يعرض هذا الكتاب الأدلة على ما أسميه الحرب السرية على الذهب التي تخوضها الولايات المتحدة وبعض محافظي المصارف المركزية منذ ستينيات القرن الماضي.

منذ أزمة ليمان براذرز عام 2008، حاولت العديد من الدول تخفيض قيمة عملاتها لدعم صادراتها. كما قامت الحكومات ببيع كميات ضخمة من السندات لسداد ديونها المتراكمة. ورغم ذلك، توقف عدد متزايد من المستثمرين عن شراء هذه السندات الحكومية، ما دفع المصارف المركزية للجوء إلى طباعة المزيد من المال.

إعادة ترتيب النظام المالي: ضرورة التحول إلى نموذج جديد
اليوم، تعتبر الجامعات في مختلف أنحاء العالم فكرة “الاقتصاد الورقي” هي الأساس الذي لا يزال يعتمد عليه الكثير من الطلاب. ولكن في ضوء الأزمة الحالية، من الواضح أن الأنظمة النقدية الورقية قد فشلت عبر التاريخ في تلبية احتياجات الاقتصادات العالمية.

من المتوقع أن يصل السياسيون في النهاية إلى استنتاج مفاده أن النظام المالي العالمي بحاجة إلى “إعادة ترتيب” جذرية، تتضمن إحياء دور الذهب كعنصر أساسي في النظام المالي العالمي، وبالتالي فقدان الدولار مكانته كعملة احتياطية. ستبرز دول صاعدة مثل الصين بشكل أكبر في هذا السياق، وسيتعين على الدول الغربية الاستعداد لهذا التحول الكبير.