كتاب الجذور التاريخية للشعوبية PDF تأليف عبد العزيز الدوري …
وصف وملخص الكتاب :
يمثّل كتاب “الجذور التاريخية للشعوبية” للمفكر والمؤرخ العراقي عبد العزيز الدوري مرجعًا هامًا في فهم أحد أخطر التيارات الفكرية التي واجهت الأمة العربية والإسلامية منذ بدايات العهد الإسلامي وحتى يومنا هذا. ويأتي هذا الكتاب ضمن سياق نقدي تحليلي يرصد حركة الشعوبية ليس فقط باعتبارها ظاهرة تاريخية، بل كفكر متجدد يُطلّ علينا في كل مرحلة من مراحل الضعف العربي، ليُشكك في الهوية، ويضرب مفهوم الأمة، ويُقوض أركان الثقافة العربية والإسلامية.
أهمية دراسة الماضي لفهم الحاضر
ينطلق الدوري من رؤية علمية راسخة ترى أن صفحات الماضي لا تزال حيّة في الحاضر، كما أن تجارب الحاضر لا يمكن فهمها دون الغوص في عمق التاريخ. فالحاضر ليس إلا امتدادًا لما مضى، والأمم التي لا تُدرك تاريخها، لا تستطيع أن تواجه تحديات الواقع أو تصوغ مستقبلها بوعي. ومن هنا، تأتي أهمية هذا الكتاب كدراسة علمية تهدف إلى الكشف عن جذور الشعوبية، تلك الحركة الفكرية التي ظهرت في عصور الإسلام الأولى، وسعت بكل ما أوتيت من أدوات إلى ضرب العروبة والعربية من الداخل، لا سيما من خلال الطعن في التراث، والتقليل من شأن اللغة، والتشكيك في القيادة العربية للعالم الإسلامي.
الشعوبية: حركة فكرية ضد العروبة
في كتابه، يُعرّف عبد العزيز الدوري الشعوبية بأنها تيار فكري واجتماعي نشأ في أحضان المجتمعات غير العربية داخل الدولة الإسلامية، وسعى إلى التمرد على الهيمنة العربية، ليس فقط على المستوى السياسي، بل على المستويات الثقافية واللغوية والدينية. بدأت الشعوبية مع نهايات العصر الأموي، لكنها بلغت ذروتها في العصر العباسي، حين تبنّت بعض الأقليات غير العربية هذا الفكر لتُنازع العرب سلطانهم الأدبي والسياسي والديني.
وقد تمثلت أبرز تجليات هذه الحركة في الطعن في النسب العربي، والسخرية من البداوة، والمفاخرة بالحضارات الفارسية واليونانية والرومانية، مع الإعلاء من شأنها على حساب الثقافة الإسلامية ذات الجذور العربية.
الشعوبية والوعي العربي المعاصر
لا يقف الدوري عند حدود الدراسة التاريخية البحتة، بل يُوظّف منهجه النقدي لفهم الشعوبية المعاصرة التي ما تزال تمارس دورها التخريبي، وإن اختلفت أساليبها وأقنعتها. ففي حين كانت الشعوبية القديمة تتسلح بالشعر والنثر والجدل العقائدي، فإن الشعوبية الجديدة تستعين بوسائل الإعلام، والمؤسسات البحثية، والخطاب الثقافي المعاصر، لتبث الشك في الهوية العربية، والانتماء الحضاري، واللغة والدين.
ويرى الدوري أن هذا الخطر يُمثّل تحديًا وجوديًا للأمة العربية، لأنه يسعى إلى تفكيكها من الداخل باسم التنوع أو الحداثة أو الإقليمية أو حتى باسم الإنسانية، بينما هو في حقيقته هجوم مُمنهج على العرب والعربية والإسلام.
ضرورة مواجهة الشعوبية بالوعي والبحث
يدعو المؤلف إلى ضرورة مواجهة هذا التيار بالبحث العلمي والوعي التاريخي، مؤكدًا أن الأمة العربية ليست حديثة العهد بالحضارة، بل هي صاحبة جذور حضارية عميقة، وهي التي أنارت بنورها عصورًا من التقدم العلمي والفكري والثقافي. ويرى أن الرد على الشعوبية لا يكون بالشعارات الفارغة أو الخطاب الانفعالي، بل بالفكر، والتحليل، وفضح جذورها التاريخية وأهدافها المعاصرة.
سلسلة التاريخ المترابط
من أبرز أفكار الكتاب أن تاريخ الأمة العربية سلسلة مترابطة لا يمكن فصل حلقاتها، وأن كل فترة من فتراتها تُضيء الأخرى، وتُشكّل في مجموعها وعينا بتاريخنا وهويتنا. ولذلك، فإن فهم الحاضر العربي، بما فيه من تحديات وانقسامات وصراعات، لا يمكن أن يتم دون الرجوع إلى تاريخ الحركات التي سعت إلى النيل من العرب، ومنها الشعوبية.
الشعوبية بين الثابت والمتغير
يكشف الدوري أن الشعوبية عبر العصور لم تكن ثابتة الشكل، لكنها ظلت ثابتة الهدف. فهي قد تظهر تارة في شكل دعوة قومية مفرطة، وتارة في شكل طعن في الإسلام من خلال الطعن في العرب، وأخرى في شكل احتقار للغة العربية أو الدعوة إلى تجاوز التراث العربي والإسلامي. لكنها في جميع أشكالها تسعى إلى إضعاف الهوية العربية وتفكيك الانتماء.
كتب أخرى للمؤلف : عبد العزيز الدوري
اقتباسات من كتاب الجذور التاريخية للشعوبية PDF تأليف عبد العزيز الدوري
تحميل كتاب الجذور التاريخية للشعوبية PDF تأليف عبد العزيز الدوري
للحصول على الكتاب: كتاب الجذور التاريخية للشعوبية
📢 ما رأيك في هذا الكتاب؟ شاركنا تجربتك في التعليقات، واقترح علينا كتبًا أخرى تود منا نشرها!
يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:
- مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive و Scribd وغيرها من المواقع المتخصصة.
- المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
- الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.
يسعدنا تواصلكم معنا عبر أحد الوسائل التالية:
- صفحة حقوق الملكية
- صفحة حول المكتبة نت
- البريد الإلكتروني: [email protected]
- كروب الفيسبوك: [الفيسبوك]
- قناة التلغرام: [التلغرام]
لا تترددوا في التواصل معنا لأي استفسار أو ملاحظة!
