كتاب الدولة والشريعة في الفكر العربي الإسلامي المعاصر PDF تأليف براق زكريا …
وصف وملخص الكتاب :
لا مراء في أن الإشكالية السياسية هي القضية المركزية والمحورية التي شغلت ولا تزال، الفكر العربي الإسلامي الحديث والمعاصر؛ بل إن هناك علاقة تلازمية، منذ التكوين، بين الفكر العربي الحديث وبين الإشكالية السياسية. وأوضح ذلك أنه في أول احتكاك للعالمين العربي والإسلامي مع الغرب، كان ذلك عسكرياً في قلب البلاد العربية والإسلامية عبر حملة نابليون بونابرت على مصر (1801)، وثقافياً من خلال البعثات العلمية إلى أوروبا لاستكشاف ذلك الغرب وللإفادة من علومه ومعارفه وتقدمه في مختلف الميادين الحضارية.
وفي سعي طموح من محمد علي، كان أول ما استرعى أنظار القادة العرب والمثقفين، تلك النقلة الكبيرة في فنون الحكم والإدارة والسياسة والعسكرية، ناهيك عن تلك الشبكات العلمية والمعرفية والحضارية الكبرى. وسرعان ما تبين لرواد النهضة العربية الحديثة، في تشخصهم علّة تخلف العرب والمسلمين وتقدم غيرهم، أن وراء الغرب تنظيماً معيناً للدولة، وأصبحت هذه حقيقة ثابتة لديهم: إن سر تقدم الغرب يرجع أساساً إلى نظام الدولة فيه، وبالمقابل فإن تخلف العرب والمسلمين والشرق عموماً يعود إلى تخلف نظام الدولة.
وكان مما جلبته تلك النخبة المثقفة من أوروبا في مجال السياسة، نظرية الفصل بين الدين والدولة، بين الكنيسة والسياسة. بيد أنها لم تلقَ ذلك الرواج على الساحة الفكرية في ذلك الوقت لأسباب عدة. لكن بعد سقوط خلافة بني عثمان رسمياً عام 1924، برزت الحاجة بإلحاح لإيجاد بديل يحل محل نظام الخلافة البائد. فكان المفكر علي عبد الرازق وكتابه “الإسلام وأصول الحكم” أول من تصدى لهذه الإشكالية في الخلافة، وهي التي لم يكن قد مرّ على سقوطها واقعياً أكثر من سنة، بتلك الجرأة غير المسبوقة، وبذلك النقد الفريد. فإعادة النظر في فكرة الخلافة نفسها، وقَطعُ العلاقة مع المفهوم الكلاسيكي للخلافة الذي كان يُقدّمها على أنها مسلمة بديهية قطعية، لا يمكن لأي شخص أن ينتهكها؛ فهي الحصن الحصين للأمة، وجامعة أواصرها، وحارسة الدين.
فانبرى عبد الرازق لينادي لأول مرة في تاريخ الفكر الإسلامي، بأن الإسلام دين وليس دولة، ورسالة لا حكم. النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن إلا رسولاً لدعوة دينية خالصة، لا تشوبها نزعة ملك ولا مملكة بالمعنى الذي يفهمه الناس عن السياسة والحكومة، بل كان فقط رسولاً ولم يكن ملكاً ولا مؤسس دولة.
وقد فجر بهذه الأطروحة مقارعات فكرية قاسية وعميقة، وأثار بها هزات فكرية ما زلنا نلمس أصداءها حتى اليوم. ومنذ ذلك الحين، لا تزال العلاقة بين الشريعة والدولة هي الإشكالية الكبرى التي تشعل النقاشات الفكرية في العالم العربي، ويثير حولها جدالات حادة وموجات فكرية تدور حول هذه القضية المركزية.
الإشكالية محل النزاع بين المفكرين العرب من غير ذوي النزعة الإسلامية، ومن جهة أخرى بين بعضهم البعض داخل الصف الإسلامي، تدور حول مرجعية الدولة: هل هي الشريعة الإسلامية، أم الدستور الوضعي البشري؟ وهل الإسلام دين ودولة، وعقيدة وشريعة، أم هو دين وعقيدة فحسب؟ وما المرجعية في أمور القضاء والسياسة والاقتصاد والإدارة؟ هل الإسلام هو المرجعية في كل ذلك، أم أن هذه الأمور دنيوية، ويُقال “أنتم أعلم بأمور دنياكم”؟ بالتالي، فإن “الحل والعقد” فيها، متروك لاجتهادات البشر الخاضعة للتغيرات والتطورات وفقاً للظروف والأحوال.
هل نخضع الدولة، قادتها ومؤسساتها وحكامها ومحكوميها لقانون السماء، أم للقانون الوضعي ولاجتهادات البشر دون مرجعية غيبية؟ وهل نتمسك بالدين ليشمل السياسة وأمور الحكم وإدارة الدولة، أم نتجاوز ذلك ونعزله عن مجالات الحكم؟
وقد تباينت الآراء حول هذه الإشكالية، وتعددت النزعات والاتجاهات، ليس فقط بين المفكرين الإسلاميين والعلمانيين، ولكن أيضاً بين المفكرين الإسلاميين أنفسهم. وكل منهم يدلي برأيه في هذا المجال، بحسب مشربه الفكري والإيديولوجي.
وفيما يتعلق بنظرية فصل الدين عن الدولة، هناك من يراها حلاً مناسباً للخروج من حالة التخلف والجمود، معتبرين أن الإسلام دين ودولة في ذات الوقت، وأن لا مجال للفصل بين الروحي والزمني. بينما يرى آخرون أن هذه النظرية مفروضة من الغرب وهي غريبة عن ثقافتنا الإسلامية، ولا بد من الالتزام بالقيم والمبادئ الإسلامية التي لا تفصل بين الدين والسياسة.
كتب أخرى للمؤلف : براق زكريا
اقتباسات من كتاب الدولة والشريعة في الفكر العربي الإسلامي المعاصر PDF تأليف براق زكريا

تحميل كتاب الدولة والشريعة في الفكر العربي الإسلامي المعاصر PDF تأليف براق زكريا
للحصول على الكتاب: اضـغـط هــنا
📢 ما رأيك في هذا الكتاب؟ شاركنا تجربتك في التعليقات، واقترح علينا كتبًا أخرى تود منا نشرها!
يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:
- مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive و Scribd وغيرها من المواقع المتخصصة.
- المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
- الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.
يسعدنا تواصلكم معنا عبر أحد الوسائل التالية:
- صفحة حقوق الملكية
- صفحة حول المكتبة نت
- البريد الإلكتروني: [email protected]
- كروب الفيسبوك: [الفيسبوك]
- قناة التلغرام: [التلغرام]
لا تترددوا في التواصل معنا لأي استفسار أو ملاحظة!