كتاب السياسة الخارجية PDF تأليف أحمد نوري النعيمي …
وصف وملخص الكتاب :
تعد مادة السياسة الخارجية من المواد الأساسية في مفردات علم السياسة، لا سيما إذا علمنا أنها تدرس في جامعات متقدمة بلغة سوسيومترية، يطغى عليها استخدام نظرية التكامل والتفاضل في الرياضيات والإحصاء، التي تهدف إلى محاولة الوصول إلى بناء نظرية عامة في السياسة الخارجية.
قد يبدو في البداية أن منطق العلوم الرياضية هو منطق رمزي يتصادم مع المنطق السياسي القائم على القيم (Values)، ويفترض أحكام (Judgement). وهذه جميعها تتصادم مع خصائص التحليل الرياضي، لأن التطور المعاصر يجعل من أداة التحليل الرياضي عنصرا أساسيا من عناصر بناء النظرية السياسية. من هذا المنطلق، كانت هناك محاولات من بعض العلماء لخلق ما أسموه “الرياضة الإنسانية”، التي ترتبط بخصوص الظواهر التي لا تخضع بطبيعتها لعملية التمويل الكمي.
هنا لا بد من الإشارة إلى أن عملية بناء النموذج التي تتباين مع عملية بناء النظرية (Building Theory) هي عملية عقلية تخضع للعلوم الرياضية في التحليل. ومن هنا تأتي أهمية اعتماد عملية البحث السياسي على الأساليب الرياضية. في هذا المجال، يثار السؤال التالي: أليست الأساليب الرياضية هي الدراسة المنطقية للعلاقات الرمزية؟ من هذه العلاقة بين التحليل السياسي والمنطق الرياضي، يمكننا القول أنه من خلال أسلوب التحليل السياسي، تمكن من استخدام أدوات التحليل التي كانت مصدرها العلوم الأخرى في بناء النظرية المنهجية: التحليل الإحصائي في التمويل الكمي، التحليل النفسي في التحليل المعملي، والتحليل الرياضي في عملية التجريد الفكري والبناء الرمزي لنماذج التحليل.
يدور مفهوم استخدام المنطق العلمي في السياسة الخارجية حول ثلاثة مفاهيم رئيسية:
-
إمكانية التنبؤ برد الفعل، يليه بعد ذلك تقديم نماذج للحركة.
-
تصور نتائج الحركة السياسية وآثارها على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي.
-
قياس الرأي العام لاكتشاف الاتجاهات الحقيقية بشأن إعداد قرار معين.
ويجب أن نفهم الرأي العام هنا على أنه يمثل الرأي العام الخارجي أو الإقليمي. وفي هذا الشأن، يجب أن نؤكد أن استخدام المنهج العلمي بالمعنى الواسع لا يعدو أن يكون محاولة لرفض مفهوم الانطباع في دلالته التقليدية، ووضع قواعد تسمح بالضبط الكمي والكيفي للانطباعات. وهنا يجب أن نميز بين التحليل الكمي والتحليل النوعي والتحليل الكيفي. إذ أن التحليل الكمي يغلب عليه فكرة التكرار، بمعنى آخر أن عدد المرات التي تذكر فيها كلمة معينة أو حجة معينة أو رمز معين يمثل في ذاته دلالة يجب أن نبحث عنها في التحليل. وراء هذا الأسلوب تستتر فكرة عامة وهي أن رقم التكرار يعني درجة معينة من الاهتمام، أو بتعبير آخر يعكس فكرة الأهمية. أما التحليل النوعي فلا يقتصر على ذلك، بل يسعى إلى اكتشاف ما هو أبعد من التكرار، أي ما هو أبعد من الاهتمام. التحليل النوعي يقدم تساؤلات حول وجود صفة معينة من عدمه، حيث أن الصفة تحدد النوع. وهكذا، قد يتساءل: هل الاهتمام هو بالتأييد أم بالمعارضة، بالقبول أم بالرفض؟ أما التحليل الكيفي فيمثل خطوة نحو الأمام: التكرار لا يكفيه، والنوع أيضا لا يقنعه. إنه يريد أن يجيب عن السؤال: كيف حدث الوصول إلى تلك الصفة؟ بعبارة أدق، يتابع الحقيقة الاتصالية كعملية تطور، ومن لم يسعى إلى التعمق في حقيقة العملية النفسية التي تستتر وراء الكلمات والرموز.
ولأهمية المنطق العلمي في دراسة السياسة الخارجية، بدأت تظهر في السنوات الأخيرة مراكز التفوق في البحث السياسي. ويكفي أن نتذكر في هذا الخصوص الأبحاث التي تجرى في جامعة شيكاغو لحساب البنتاغون حول ظاهرة الذعر الجماعي كأحد الأساليب المكملة للسياسة الخارجية.
وبلغ الأمر بهذا التقدم والتخصص أن بدأت الأساليب العلمية تغزو الدول الصغيرة أو على الأقل الدول غير الكبرى. فمراكز تحليل السياسة الخارجية اليوم منتشرة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك دراسة السياسة الخارجية للدول غير الكبرى. فالهند بعد الصين تولي اهتماما كبيرا بهذه الأساليب. وينبغي في هذا المجال أن لا ننسى اهتمامات الكيان الصهيوني بتحليل سياسته الخارجية.
يمكننا القول في هذا السياق: إذا كانت مادة العلاقات الدولية تعد من أفقر المواد في علم السياسة من حيث الاعتماد على لغة الرياضيات والإحصاء بسبب هيمنة الدراسات التاريخية والقانونية عليها، فإن مادة السياسة الخارجية تعد من أكثر مواد علم السياسة علمية بسبب العوامل السالفة الذكر.
لم تُدرس مادة السياسة الخارجية في الوطن العربي في العشرينات من القرن الماضي كمادة مستقلة، فكانت تدرس في إطار مادة العلاقات الدولية أو السياسة الدولية، ولكن بعض الجامعات العربية بدأت تخطو خطوات جديدة، مثل جامعة بغداد كلية العلوم السياسية، التي تدرسها كمادة مستقلة لها إطارها العام على مستوى الدراسات الأولية والدراسات العليا. من هنا، رأينا أنه من الأهمية تأليف كتاب في هذا الشأن، يضاف إلى الكتب العلمية التي كتبها أساتذة أجلاء في الجامعات العربية.
ولأهمية هذا الموضوع، فقد تناولناه في الفصول التالية:
-
الفصل الأول: دراسة نظرية السياسة الخارجية، التي تناولت الموضوعات التالية: مفهوم السياسة الخارجية، السياسة الخارجية والسياسة الدولية، السياسة الخارجية والاستراتيجية، السياسة الخارجية والدبلوماسية، السياسة الخارجية والعلاقات الدولية، العلاقة بين السياسة الخارجية والسياسة الداخلية.
-
الفصل الثاني: مناهج السياسة الخارجية، حيث تناولنا المناهج التقليدية والمناهج المعاصرة في السياسة الخارجية.
-
الفصل الثالث: العوامل المؤثرة في السياسة الخارجية، التي تندرج تحت عوامل داخلية وخارجية. وقد طرحنا في الأول منها الإمكانات الموضوعية الدائمة أو شبه الدائمة، التي تتحدد في المتغيرات الجغرافية والاقتصادية والسكانية والعسكرية، فضلاً عن المتغيرات الاجتماعية التي تكمن في الطابع القومي والرأي العام والأحزاب السياسية وجماعات الضغط. أما العوامل الخارجية، فهي تركز على الموضوعات التالية: الرأي العام الدولي والتكتلات الدولية والمنظمات الدولية والشركات متعددة الجنسية.
-
الفصل الأخير: دور وزارة الخارجية في عملية صنع القرار، على الرغم من معرفتنا أن هذا الدور يقتصر على الجانب التنفيذي، بسبب أن الدبلوماسية لها علاقة في نقل قواعد السلوك السياسي الداخلي على مستوى العلاقات الدولية.
كتب أخرى للمؤلف : أحمد نوري النعيمي
اقتباسات من كتاب السياسة الخارجية PDF تأليف أحمد نوري النعيمي

تحميل كتاب السياسة الخارجية PDF تأليف أحمد نوري النعيمي
للحصول على الكتاب: اضـغـط هــنا
📢 ما رأيك في هذا الكتاب؟ شاركنا تجربتك في التعليقات، واقترح علينا كتبًا أخرى تود منا نشرها!
يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:
- مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive و Scribd وغيرها من المواقع المتخصصة.
- المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
- الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.
يسعدنا تواصلكم معنا عبر أحد الوسائل التالية:
- صفحة حقوق الملكية
- صفحة حول المكتبة نت
- البريد الإلكتروني: [email protected]
- كروب الفيسبوك: [الفيسبوك]
- قناة التلغرام: [التلغرام]
لا تترددوا في التواصل معنا لأي استفسار أو ملاحظة!