كتاب الفكر العلماني في إيران الإسلامية PDF تأليف عماد الهلالي …
وصف وملخص الكتاب :
يحتوي هذا الكتاب بين دفتيه بحوثًا دُوِّنت عن ثلاثة مفكرين إيرانيين طرحوا أفكارًا علمانية لإصلاح الدين داخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ودافعوا عن نظرياتهم الجريئة بكل حزمٍ وإرادة. يواجه الشعب الإيراني، ومنذ أكثر من قرن، تحديات فكرية أساسية في الأزمة الفكرية بين: الدين والعلم، والفلسفة والوحي، والقديم والحديث، والأهم من ذلك بين الاستبداد والحرية.
وفي هذه المسيرة الشاقة، لعب المفكرون الإصلاحيون ذوو التوجه العلماني دورًا كبيرًا في إعادة صياغة العقلية الإسلامية، واكتشاف ثغرات المنهجية الماضية، وعوامل أزمة الأمة، واقتراح منهجية مناسبة لمتطلبات العصر.
في هذا الكتاب (الفكر العلماني في إيران الإسلامية) يحاول الباحث عماد الهلالي استعراض أبرز ثلاثة مفكرين إيرانيين (سروش، شبستري، ملكيان) ذوي الجذور الإسلامية، حيث لعبوا دورًا مهمًا في نقد الفكر الديني المعاصر وتحليله، وعرض منهجية جديدة في هذا المضمار.
لقد قطع الفكر الإسلامي المعاصر في إيران مراحل متقدمة في معالجة قضايا منهجية وأساسية في الفكر الديني تستحق الدراسة والتأمل.
إن نقاشًا غير منحاز حول الفكر العلماني ليس بالأمر اليسير في أي مجتمع إسلامي، فضلًا عن نظام ديني كما هو الحال في إيران. لكن المسألة شديدة الإلحاح والإثارة في الوقت نفسه، بحيث يستحيل إغفالها أو تهوين أهميتها.
تمثل إيران الإسلامية تركيبًا منظوميًا من قيم ومفاهيم، يرجع بعضها إلى التراث الديني وتقاليد المجتمع الإيراني، بينما استُمد بعضها الآخر من الفكر والثقافة الحديثة التي تطورت في الغرب، مثل مفاهيم: الجمهورية، الديمقراطية، العلمانية، الليبرالية، الحقوق الدستورية، وغيرها من المفاهيم التي لم تكن في السابق موضع تداول في الأوساط الدينية، لا سيما في المعاهد الشرعية التقليدية (الحوزات العلمية) التي جاء منها أبرز قادة الثورة الإسلامية.
منذ عام 1979، أصبحت إيران محط اهتمام شريحة كبيرة نسبيًا من الباحثين من مختلف التخصصات. لكن القليل فقط من تلك الأبحاث ركز على النقاشات الدائرة حاليًا داخل هذا البلد حول “العلمانية” أو الفكر العلماني، وعلاقة الدين بالحداثة.
وأريد الإشارة في هذا السياق إلى النظريات والبحوث المثيرة للاهتمام، التي قدمها: محمد مجتهد شبستري، وعبد الكريم سروش، ومصطفى ملكيان، والتي يقدم كل منهم فيها رؤية معمقة لمسار التحول الجاري في الجمهورية الإسلامية اليوم.
يتألف هذا الكتاب من مساهمات لثلاثة من المفكرين الإيرانيين، تدور جميعها حول الفكر العلماني أو النظريات العلمانية في الداخل الإيراني، أي داخل النظام الإسلامي القائم في إيران، ويعالج كل منهم المسألة من زاوية خاصة، وفقًا لرؤيته للفكر العلماني في الداخل الإسلامي. وأملنا أن تُسهم هذه المساهمات بمجموعها في إيضاح الجوانب الإشكالية الرئيسية التي ينطوي عليها الموضوع. بمعنى: هل يمكن إقامة نظام سياسي يجمع بين المبادئ الكبرى للعلمانية والقيم العليا للإسلام؟ والعلمانية، كما هو معروف، ليست مفهومًا صلبًا أحادي المعنى.
بعبارة أخرى، فإن التوصل إلى تركيب مناسب للدين والعلمانية يحتاج إلى فهم للدين يسمح بهذا التركيب، كما يحتاج، من جهة أخرى، إلى تعديل في مفهوم العلمانية كي يتناسب مع المضمون الديني الذي سيصبح جزءًا من المنظومة القيمية للنظام الحاكم.
بناءً على هذا، فإن المفكرين الثلاثة المشار إليهم يؤكدون على الحاجة إلى قراءة جديدة للدين، مختلفة منهجيًا ومن حيث الأغراض عن القراءة الموروثة. ولعل أبرز ما يميز القراءة المقترحة هو خروجها عن إطار الفهم التقليدي للدين الذي يعتبر الفقه محور التدين، أو تجسيده الرئيسي في الحياة العامة. الفقه هو أحد أجزاء الدين، لكن الدين أوسع من أن يُحصر في حدوده.
تتعامل هذه النظريات الثلاث مع الدين باعتباره جزءًا أساسيًا في تشكيل الهوية، ومصدرًا للأخلاقيات والمثل التي تعني الحياة الإنسانية، وهو بالتالي ضرورة لأي نظام سياسي في مجتمع مسلم.
القاسم المشترك بين النظريات الثلاث هو انتماء أصحابها إلى شريحة من المفكرين المهتمين بالإصلاح الديني، وهي شريحة تجمع بين الخلفية الأكاديمية والنشاط في الحقل الاجتماعي والثقافي، إلى جانب خلفيتهم في الفكر الديني المدرسي (الحوزات العلمية). فلا من الغريب أن تجد في نظرياتهم نزعة تجريبية، تسعى لوضع فرضيات واحتمالات مختلفة وتناقشها دون أن تُصدر أحكامًا نهائية.
بعبارة أخرى، فإنها تتعامل مع الفكر الديني تعاملاً قابلاً للنقد والتطوير، لا كفتوى أو حكم نهائي. وهي لا تنظر إلى المشكلات النظرية كشُبَه أو غزو ثقافي، بل تراها تحديات يجب فهمها واستيعابها وتقديم الإجابة عنها.
أخيرًا، فإن المقاربات التي يعرضها الكتاب لا تنتمي إلى المثل الطوباوية أو الترف الفكري، بل هي قضايا مطروحة للنقاش على المستويين الديني والعلمي، وكذلك على المستوى الاجتماعي بين عامة الناس.
يبدأ الكتاب بنظرية الدكتور عبد الكريم سروش “تكامل المعرفة الدينية”، التي تركز على الإطار المعرفي للعلوم البشرية. فهي تبدأ بالإشارة إلى التحولات الكبرى التي أفرزها ظهور العلم الحديث، ولا سيما انهيار النظريات الجزمية حول الكون والإنسان، وهيمنة الاتجاه النقدي الذي ينظر إلى كل شيء في الكون كموضوع للبحث والتحليل.
أدى هذا التحول إلى تغير نظرة الإنسان لنفسه ولمكانته، وبالتالي لمعادلة العلاقة بين حقوقه وواجباته. ونتيجة لذلك، فقد حل “العلم” محل “الدين” كمرجع للمعرفة والفهم، وأصبح الإنسان – لا الخالق – محور الفهم وغايتها.
ومن هنا، فإن الاستدلال الذي يطرحه سروش، هو أن فهم الإنسان للدين لا يمكن أن يكون بمعزل عن فهمه للطبيعة والعلوم الطبيعية، أو متعارضًا مع هذا الفهم. لذلك يفرّق بين ثبات الشريعة، والطبيعة المتغيرة للمعرفة الدينية، التي هي جزء من المعرفة الإنسانية الأوسع، المطبوعة بحالة دائمة من التعاطي الفكري المتغير.
وتتلخص نظريته في أن العلوم البشرية مترابطة ومتداخلة فيما بينها تمامًا كالمسبحة في اليد، فعندما يحصل تغير أو تحرك في أي من هذه العلوم، فإن ذلك يؤثر تلقائيًا على العلوم الأخرى. والسبب في ذلك أن الفهم الديني فهم بشري، يخضع في قراءته للدين إلى تلك المعطيات العلمية والفلسفية التي كان العقل البشري قد اختارها في مرحلة سابقة، فإذا تحولت هذه المعطيات، تم فهم الدين فهمًا مختلفًا.
كتب أخرى للمؤلف : عماد الهلالي
اقتباسات من كتاب الفكر العلماني في إيران الإسلامية PDF تأليف عماد الهلالي
تحميل كتاب الفكر العلماني في إيران الإسلامية PDF تأليف عماد الهلالي
للحصول على الكتاب: اضـغـط هــنا
📢 ما رأيك في هذا الكتاب؟ شاركنا تجربتك في التعليقات، واقترح علينا كتبًا أخرى تود منا نشرها!
يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:
- مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive و Scribd وغيرها من المواقع المتخصصة.
- المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
- الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.
يسعدنا تواصلكم معنا عبر أحد الوسائل التالية:
- صفحة حقوق الملكية
- صفحة حول المكتبة نت
- البريد الإلكتروني: [email protected]
- كروب الفيسبوك: [الفيسبوك]
- قناة التلغرام: [التلغرام]
لا تترددوا في التواصل معنا لأي استفسار أو ملاحظة!
