كتاب الفيروس الليبرالي: الحرب الدائمة وأمركة العالم PDF تأليف سمير أمين

كتاب الفيروس الليبرالي الحرب الدائمة وأمركة العالم PDF تأليف سمير أمين electro75.com المكتبة 75 (3)

كتاب الفيروس الليبرالي: الحرب الدائمة وأمركة العالم PDF تأليف سمير أمين …

وصف وملخص الكتاب :

في هذه الدراسة عن “الفيروس الليبرالي: الحرب الدائمة وأمركة العالم”، لا يكتفي الدكتور سمير أمين بكشف طبيعة التوسع المعولم للرأسمالية المعاصرة باعتباره التحدي الأكبر لكل شعوب الأرض، بل يتابع النتائج المترتبة على هذا التوسع، ويبحث عن جذوره في الليبرالية الأوروبية، مما يجعل هذه الدراسة أقرب إلى صياغة استراتيجية متكاملة للمواجهة، تنطلق من المعرفة العلمية المتعمقة بهذه الظاهرة ومخاطرها على الشعوب، وكيفية التصدي لها.

ويرى الدكتور سمير أمين أن مشروع الرد الإنساني على تحدي التوسع المعولم للرأسمالية ليس “يوتوبياً”، بل هو، على العكس، المشروع الواقعي الوحيد الممكن، وأنه في تطوره جدير باجتذاب قوى اجتماعية كبيرة قادرة على فرض منطقها. وعندما يناقش خيارات الشعوب المختلفة في مواجهة الفيروس الليبرالي، فإنه ينحاز إلى الخيار الشعبي اليساري، الوطني، الديمقراطي، الاجتماعي، وينتقل بذلك في تحليله للأوضاع العالمية المعاصرة من مستوى الفكر إلى موقف نضالي محدد، مجسدًا بذلك حقيقة أن دور الفكر الاشتراكي العلمي ليس فقط في فهم الواقع، بل في السعي من أجل تغييره.


الفيروس الليبرالي: القصة الرمزية

قرب نهاية القرن العشرين، اجتاح العالم مرض غامض أصاب جميع السكان، ورغم أن الجميع لم يمت بسببه، فإن آثاره كانت مدمرة. وقد أُطلق على الفيروس المسبب للمرض اسم “الفيروس الليبرالي”. ظهر هذا الفيروس لأول مرة في القرن السادس عشر، داخل المثلث المحدود بباريس، ولندن، وأمستردام. حينها، بدت الأعراض التي سببها هذا الفيروس – خاصة للرجال (ونادراً للنساء) – غير ذات أهمية، وسرعان ما اعتادوا عليها، وكونوا أجسامًا مضادة فعالة، بل إنهم استفادوا من النشاط الناتج عن مقاومتهم له.

عبر الفيروس الأطلسي، ووجد في طائفة المنادين بالأرض الجديدة تربة خصبة، إذ لم تكن أجسامهم مزودة بالأجسام المضادة، ما جعل المرض يتخذ أشكالًا أكثر خطورة. وظهر الفيروس في أوروبا مرة أخرى في أواخر القرن العشرين، عائدًا من أمريكا وقد تطور وتقوّى، مما مكّنه من القضاء على أغلب الأجسام المضادة التي كوّنها الأوروبيون عبر القرون الثلاثة الماضية. ونتج عن ذلك وباء كاد أن يقضي على الجنس البشري، لولا أن الأفراد الأقوى في البلدان القديمة تغلبوا عليه، ونجحوا في النهاية في القضاء على المرض.

تسبّب الفيروس في حالة غريبة من انفصام الشخصية لدى المصابين، إذ لم يعد الفرد يعيش ككائن متكامل ينظم حياته الاقتصادية بنفسه، ويطوّر القواعد والمؤسسات التي تسمح له بالازدهار سياسيًا. بدلاً من ذلك، عاش أحيانًا بوصفه “إنسانًا اقتصاديًا” (هومو إيكونوميكس) يترك ما يسمى بـ”السوق” ليتولى التنظيم التلقائي لحياته الاقتصادية، وأحيانًا أخرى بوصفه “مواطنًا” يختار، عبر صناديق الاقتراع، من يضعون قواعد اللعبة لحياته السياسية.

تمحورت كل الأزمات التي وقعت في أواخر القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين – والتي خرجنا منها نهائيًا، لحسن الحظ – حول هذا الانفصام في الشخصية. وقد نجح الرُشاد الحقيقي – لا الأمريكي – في التغلب عليه في نهاية المطاف، واستمرت جميع الشعوب في الحياة، بما في ذلك الأوروبيون والآسيويون والأفارقة والأمريكيون، وحتى سكان تكساس الذين تغيّروا كثيرًا، وعادوا بشرًا أسوياء مثل سائر الناس.

وقد اخترت هذه النهاية السعيدة، لا من باب التفاؤل المفرط، بل لأنه في حال وقوع السيناريو الآخر، لم يكن سيبقى أحد ليحكي القصة. حينها كانت نبوءة فوكوياما ستتحقق، وتنتهي الإنسانية في مذبحة جماعية نتيجة انتصار الليبرالية ونهاية التاريخ. أما قلة من الناجين في تكساس، فكانوا سيتحولون إلى بدو رحل، ثم يُضحّى بهم بأمر من زعيم طائفتهم الذي كانوا يعتقدون في قدرته على صنع المعجزات. وكان اسمه بوش… هو الآخر!

وأعتقد أن هذه القصة تُعبّر بشكل تقريبي عن تاريخ الحقبة الحالية. وعلى أي حال، فإن التحليل الذي سأقدمه هنا لهذه الأزمات، سيستخدم نفس هذا الخطاب تقريبًا.


أولًا: الرؤية الليبرالية للمجتمع

الأفكار العامة التي تقوم عليها الرؤية الليبرالية بسيطة، وتتحدد في الفروض الآتية:

  1. الفاعلية الاجتماعية مرتبطة بالكفاءة الاقتصادية، وهذه الأخيرة ترتبط بالربحية المالية لرأس المال. وهذه التبسيطات تُعبّر عن سيطرة العامل الاقتصادي في الرأسمالية. والغريب أن هذا التبسيط، الذي يُنسب خطأً إلى الماركسية، هو في الحقيقة جوهر الفكر الليبرالي.

  2. التوسع الكامل للسوق يتكامل مع التوسع في الديمقراطية، بحسب الخطاب الرسمي. ويُغفل تمامًا الصراع بين المصالح الاجتماعية، التي تؤثر بتدخلها في السوق، وتلك التي تُعطي للديمقراطية السياسية معناها ومداها. فبينما الاقتصاد والسياسة يُفترض أنهما يُشكّلان الواقع الاجتماعي بشكل جدلي، فإن الواقع يشهد بسيطرة الاقتصاد الرأسمالي على السياسة وإلغاء قدراتها الخلّاقة.

  3. النموذج الأمريكي يُقدّم باعتباره الأنموذج الأمثل، إذ توضع فيه السياسة في خدمة الاقتصاد الرأسمالي. وعلى باقي الشعوب أن تقلّد مؤسساته وممارساته إن أرادت البقاء في المسرح العالمي.

  4. لا بديل عن هذا النموذج، فالفكر الليبرالي يُصر على أن البدائل الاشتراكية قد فشلت، سواء في الاتحاد السوفييتي أو في الصين، وأثبتت عدم كفاءتها الاقتصادية وعداءها للديمقراطية السياسية.

وبعبارة أخرى، هذه الفروض تُقدّم كحقائق أبدية، وكـ”رُشاد” لا يقبل النقاش، خاصة بعد انهيار النماذج الاشتراكية. وبالتالي، فإن البشرية – كما يُقال – وصلت إلى “نهاية التاريخ”، وانتصرت الرأسمالية الليبرالية كأفضل منظومة ممكنة.

وتُقدّم الهيمنة الأمريكية كنتاج طبيعي لهذا الانتصار، وهي، بحسب الليبراليين، ليست إمبريالية بل “قيادة حميدة” مفيدة للإنسانية جمعاء.


في الواقع، وكما سنرى في ما يلي، فإن هذه “الأفكار” تدعو إلى السخرية. فهي مبنية على شبه علم يُدعى الاقتصاد “المجرد”، وأيديولوجية مصاحبة هي ما بعد الحداثة. هذا الاقتصاد ليس نظرية عن العالم الحقيقي، بل هو تصور لرأسمالية خيالية، وحتى هذه لا يمكن تقديمها كنظرية متماسكة. إنه أقرب إلى السحر منه إلى العلوم الطبيعية.

أما ما بعد الحداثة، فهي لا تتجاوز كونها خطابًا مرافقًا يدعو إلى التحرك داخل النظام الليبرالي والتكيّف معه.

ولذلك، فإن إعادة بناء سياسة حقيقية للمواطنين تتطلب من حركات المقاومة والاحتجاج والنضال ضد الآثار الفعلية لهذا النظام أن تتحرر من “الفيروس الليبرالي”.

كتب أخرى للمؤلف :  سمير أمين

اقتباسات من كتاب الفيروس الليبرالي: الحرب الدائمة وأمركة العالم PDF تأليف سمير أمين

كتاب الفيروس الليبرالي الحرب الدائمة وأمركة العالم PDF تأليف سمير أمين electro75.com المكتبة 75 (1) كتاب الفيروس الليبرالي الحرب الدائمة وأمركة العالم PDF تأليف سمير أمين electro75.com المكتبة 75 (2)

📚 لا تفوّت أي كتاب جديد!

اشترك الآن مجانًا وتوصّل بأفضل الكتب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني. اكتشف الإصدارات المميزة، والملخصات المفيدة، والكتب النادرة التي ننشرها أولاً بأول! 👇

تحميل كتاب الفيروس الليبرالي: الحرب الدائمة وأمركة العالم PDF تأليف سمير أمين

للحصول على الكتاب: اضـغـط هــنا

📢 ما رأيك في هذا الكتاب؟ شاركنا تجربتك في التعليقات، واقترح علينا كتبًا أخرى تود منا نشرها!

يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:

  • مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive و Scribd وغيرها من المواقع المتخصصة.
  • المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
  • الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.

يسعدنا تواصلكم معنا عبر أحد الوسائل التالية:

لا تترددوا في التواصل معنا لأي استفسار أو ملاحظة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *