كتاب الكفايات في علوم التربية بناء كفاية PDF تأليف الحسن اللحية

كتاب الكفايات في علوم التربية بناء كفاية PDF تأليف الحسن اللحية (1)

كتاب الكفايات في علوم التربية بناء كفاية PDF تأليف الحسن اللحية …

وصف ومراجعة الكتاب : 

لماذا الكفايات في التعليم؟

لا يمكن أن ننطلق في إجابتنا عن هذا السؤال من خلال بيداغوجيا بسيطة كقولنا، كما يذهب بعضهم، بأن الكفايات هي الجيل الثاني للأهداف التربوية، أو كقول بعضهم بأنها ثورة كوبرنيكية أصابت المدرسة، أو كالقول القائل بأن تبنيها في التعليم يستهدف تكيف المدرسة مع المحيط… إلخ.
إن مجمل هذه الإجابات – مهما كانت – إما أنها تبسيطية أو أنها تقنع خلفيات كبرى، أو أنها إجابات تلقائية؛ ولذلك فإن المطلوب هو تفكيك منطق الكفايات بإرجاعها إلى أصولها ومقارباتها واستعمالاتها الإيديولوجية، ومن ثم التساؤل عن وظيفتها في المدرسة.
قد عملت الكاتبة في هذا المؤلف على تحديد المقاربات المتنوعة للكفايات، ثم حاولت رصد منطق الكفايات في علوم التربية لتخلص إلى نموذج (باراديغم) سوسيو-بنائي لا يلغي الذات والمحيط ولا ينظر إلى المدرسة كمؤسسة معزولة أو كمقاولة كما يذهب إلى ذلك (اغزافي رويجرس)، وكل من ينطلق من منطلق تقويمي صرف أو يدور في فلك التدبير معتقدًا أنه يشتغل على هندسات التكوين والمنهاج الدراسي.

نقدم للأستاذ والطالب إطارًا عمليًا ونظريًا. فالإطار النظري يشمل الميثاق الوطني للتربية والتكوين والمراجع النظرية المؤصلة والمهتمة بموضوع الكفايات من حيث المنشأ والميلاد والتداول والإطار المعرفي والتاريخي والتصورات التربوية والداغرجية. في حين يتعلق الإطار العملي بكل ما يدور حول تغيير وظيفة التكوين ذاته: التكوين على الكفايات بالنسبة للمدرس والطالب.
وعلى العموم فإن التكوين المراد يهم المفتش والأستاذ والطالب. ففيما يخص الأستاذ، مطلوب منه إدماج كفاياته وتحضير الأنشطة وبناؤها وتقويمها. في حين مطلوب من المفتش تكوين الأساتذة على تطبيق المقاربة بالكفايات والتأكد من تتبعها وممارستها في الميدان. ومطلوب من التلميذ والطالب تغيير وظيفة التلمذة والحضور السلبي والاعتماد على الذاكرة والأستاذ كمصدر للمعرفة إلى المشاركة الفعالة والحضور الفاعل…إلخ.

نريد أن نتوقف من خلال النصوص الواردة أدناه على المدرسة الجديدة التي يقترحها الميثاق الوطني للتربية والتكوين بديلاً، علمًا أن مفهوم المدرسة الجديدة ومفهوم التجديد التربوي هما مفهومان يخترقان جميع المقررات الدولية كمقررات البنك الدولي ومقررات المجموعة الأوروبية ومنظمة طاولة المعلمين الأوروبيين المصطلح عليها بإرتي (أنظر الحن اللحية، نهاية المدرسة). وعلى وجه الإجمال، فإن كثيرًا من التصورات التي يقترحها الميثاق الوطني للتربية والتكوين ترد في جميع المقررات والتصورات التي ينبني عليها إصلاح التعليم في العالم. وإن السؤال المطروح في الحالة المغربية هو: ما هذه المدرسة الجديدة؟ ما هي سمات التجديد فيها؟ وهي جديدة بالمقارنة مع أي مدرسة قديمة؟ وما معنى التجديد التربوي؟ وما هي وظيفتها؟ وما هي حدود طابعها؟ وما هي قمة شواهدها ودبلوماتها؟ وما مكانة المواطن فيها؟ أهي مدرسة للمواطنة أم مدرسة لتكوين طالبي الشغل في المستقبل؟ أم هي مدرسة للمعرفة والعلم أم مدرسة لتنمية الكفايات من المنظور المقاولاتي؟ وما مصير هذه المدرسة في عصر تتعدد فيه التكوينات والتكوينات عن بعد، وتتعدد فيه صلاحيات الشهادات والدبلومات؟ وما مكانة هذه المدرسة في عهد تتعدد فيه أنواع المدارس الخاصة والجامعات الخاصة والمعاهد الخاصة؟ هل هي مدرسة منفتحة؟


ستكون المدرسة الجديدة مدرسة تتلاءم وسياق إصلاح عالمي، ويتجلى ذلك من خلال التصحيح على مدرسة متفتحة في مجمل الإصلاحات التي أشرنا إليها، ومنها نص الميثاق الوطني للتربية والتكوين.
ما يعني أن المدرسة الجديدة تختلف عن المدرسة القديمة التي كانت محكومة بالزاوية المتعلقة بالكفاءة الذاتية وغير المعنية بما يحدث في محيطها وفي العالم.
إن انفتاح المدرسة على المحيط يعني تحويلاً لوظائف المدرسة والمدرس وإعادة النظر في المحتويات والمعارف المدرسية نحو رؤية نفعية للتعليم (التعليم النَّافِع) كما جاء في تقرير اللجنة الأوروبية (7 مارس 1991). والانفتاح المتصور عليه يعني في نظر اللجنة الأوروبية (تقرير 1991) جعل الجامعة جامعة تشبه المقاولة الصِناعة، وجعل التعليم الجامعي عن بعد متوجًا يباع في سوق التعليم المستمر الذي يخضع بدوره لقانون العرض والطلب.
للانفتاح مستلزمات يجب أن تتوفر كي يتخذ مضمونه الحقيقي منها كما ترى اللجنة الأوروبية ضرورة توفير بنيات تتلاءم ووظيفية الحاجيات التي يعبر عنها الزبون. والمقصود هنا توفير الإطار القانوني والبنية المعلوماتية بما فيها تحرير قطاع الاتصالات. هكذا سيكون الانفتاح تحويلاً للمعارف من معارف مجردة إلى معارف وظيفية نفعية، وتحويلاً لوظيفة المدرسة من مؤسسة عمومية مجانية إلى مؤسسة تقدم خدمات ومنتجات التكوين والتكوين المستمر، إلا أن ذلك لا يتحقق إلا بتحرير قطاع الاتصالات وغزو التكنولوجيات الجديدة للتعلم أو ما يصطلح عليه بإدماج التكنولوجيات الجديدة في التعليم.

ثانيًا: شركاء المدرسة
إن مدرسة متفتحة على المحيط الاقتصادي، وهي جزء متداخل بمساهمتها فيه، لا يمكنها إلا أن تلج رهانات تربوية وصناعية كما حددت في الكتاب الأبيض الصادر عن اللجنة الأوروبية في سنة 1995؛ فمن جهة أولى يجب تكيف المدرسين مع التكنولوجيات الجديدة وما تحمله تلك التكنولوجيات من بيداغوجيات جديدة كتطوير البرامج التربوية وتطوير أنظمة جديدة للتكوين كالأقراص المدمجة، وتطوير الممارسات البيداغوجية، وهي كلها من الأمور التي لها أثر مباشر على وظيفة المدرس ووجوده، ولها تأثيرات على الدبلومات والشهادات وأنماط التصديق: الكفايات الأساسية والمهنية الواجب التوفر عليها للحصول على دبلوم أو شهادة.

إن طرح الشهادة للنقاش في إطار هذه الرؤية النفعية للتعليم يعني أن الدبلوم والشهادة لم يعدا مسألة معرفية محضة، بل أصبحا مدار رهانات بين الجامعة والمقاولة بحيث أن النقاش سيصب على الكفايات الأساسية التي يجب أن تبنيها المدرسة. ومن ثم كان لا بد من مراجعة البرامج والمناهج لتحديد ما يجب أن تعلمه المدرسة وما يترك للتلميذ وما يمكن أن يقوم به التكوين المستمر والتكوين عن بعد وما ستساهم به التكوينات في المقاولة.

إن ما ينبغي أن تتميز به المدرسة الجديدة في ظل الشراكات بين المقاولة والمدرسة أو في ظل تحول المدرسة إلى مقاولة هو الاتصاف بالمرونة في التربية والتكوين وأخذ بعين الاعتبار نوع الزبائن والطلبات والمناطق والجهات، حتى وإن اقتضى ذلك انخراط الطلبة في تحمل الجزء الأكبر من تكلفة التربية والتكوين كما جاء في تقرير أوسيدي لسنة 1996.

ثالثًا: ممولو المدرسة الجدد
لا ينبغي أن نغفل أن هناك سوقًا كبيرة ومتنامية تدور حول التعليم والفاعلية المدرسية. يكفي أن نتحضر دروس الدعم والبرامج التربوية والمعينات البيداغوجية والوسائط التربوية والحواسب وكل ما له علاقة بالتكنولوجيات الحديثة لفهم قيمة هذه الوقائع وأهميتها كقوة جديدة مؤثرة في مستقبل التربية والمدرسة، وبالتالي مؤثرة في دور المدرس والمتمدرس وفيما يجب أن يتوفر في المتخرج من المدرسة وما ينبغي أن تكون عليه المعرفة المدرسية.

إن تمويل المدرسة الجديدة يمر عبر الشراكة والإشهار مثل ما تقوم به نستلي في المدارس الابتدائية ورياض الأطفال، أو ما تقوم به شركة لمعجون الأسنان وهي تتفاخر بهدف حضور صورة منتجها في الكتاب المدرسي، أو قد يصبح حضور الشركات مرتبطًا بتوفير موارد مالية في الجامعات، مع ضرورة وجود دفاتر التحملات والمناقصات.

رابعًا: التكوين مدى الحياة
يقترن في الاقتصاد الجديد العمل عن بعد بالتكوين عن بعد، ويعكس هذا التوجه دافع وجوده في وجوب التكيف مع المحيط المتحول والتطور التكنولوجي والبحث الدائم عن تحسين الإنتاجية وتعزيز المرونة والمردودية. تتحدث اللجنة الأوروبية عن الشراكات بين المدرسة والمحيط، وعن رهانات جديدة لتكوينات جديدة مثل “التكوين عن بعد” الذي يعتبر أداة للتعلم بعيدًا عن المدرسة.

لقد حدث تحول منذ بداية الثمانينيات في ثقافة التأهيل والتكوين المستمر، وحدث تغير في التوظيف وإحداث مناصب الشغل؛ إذ ارتأت المقاولات أن المنافسة المتعددة تحتم العمل بأساليب جديدة من التكوين ودفع التعليم إلى تبني تصورات جديدة للتربية والتكوين.

كتب أخرى للمؤلف : الحسن اللحية 

اقتباسات من كتاب الكفايات في علوم التربية بناء كفاية PDF تأليف الحسن اللحية

كتاب الكفايات في علوم التربية بناء كفاية PDF تأليف الحسن اللحية (2) كتاب الكفايات في علوم التربية بناء كفاية PDF تأليف الحسن اللحية (3)

📚 لا تفوّت أي كتاب جديد!

اشترك الآن مجانًا وتوصّل بأفضل الكتب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني. اكتشف الإصدارات المميزة، والملخصات المفيدة، والكتب النادرة التي ننشرها أولاً بأول! 👇

تحميل كتاب الكفايات في علوم التربية بناء كفاية PDF تأليف الحسن اللحية

تحميل الكتاب: اضـغـط هــنا

يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:

  • مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive وغيره من المواقع المتخصصة.
  • المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
  • الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.

يسعدنا تواصلكم معنا عبر أحد الوسائل التالية:

لا تترددوا في التواصل معنا لأي استفسار أو ملاحظة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *