كتاب المد والجزر في العلاقات البريطانية السعودية 1910 – 1932 PDF تأليف جمال محمود حجر

كتاب المد والجزر في العلاقات البريطانية السعودية 1910 – 1932 PDF تأليف جمال محمود حجر …

وصف وملخص الكتاب :

لم يتبلور النظام البريطاني في منطقة الخليج العربي قبل أن تصبح بريطانيا سيدة البحار في القرن التاسع عشر، حين فرضت ما يُعرف بـ “السلام البريطاني” (Pax Britannica). ومن هنا، تميزت علاقة بريطانيا مع دول الخليج العربي بأنها “علاقة بحرية”، هدفها تأمين خطوط الاتصال بين أجزاء إمبراطوريتها المترامية الأطراف في الشرق، وحماية مصالحها التجارية.

ولتحقيق هذا الهدف، عقدت بريطانيا سلسلة من “الاتفاقيات التعاهدية” مع مشايخ الخليج العربي، وقامت بإبعاد القوى الأجنبية المنافسة مثل فرنسا وروسيا. وظلت بريطانيا الدولة الأوروبية الوحيدة التي حافظت على اهتمام متزايد بالسواحل الشرقية لشبه الجزيرة العربية منذ بداية القرن التاسع عشر، حتى أصبحت القوة المهيمنة في المنطقة بعد الحرب العالمية الأولى.

وخلال هذه الفترة، أجرت بريطانيا مسحًا دقيقًا لسواحل الخليج العربي، وبدأت دراسات حول مشاريع الملاحة النهرية في العراق، بالإضافة إلى الطرق البرية والسكك الحديدية في شبه الجزيرة العربية. إلا أن قلب شبه الجزيرة العربية بقي بعيدًا عن أطماع الدول الأوروبية، حيث لم تجد بريطانيا ما يدفعها لاختراق صحراء نجد الشاسعة، في حين كان الرحالة الأوروبيون هم من يغامرون لاستكشاف ذلك الجزء النائي من العالم.

حتى الربع الأول من القرن العشرين، كانت بريطانيا تدعي أن الخليج قد أصبح “بحيرة بريطانية”، بينما كان البحر الأحمر يخضع لظروف خاصة تتعلق بالمواقع المقدسة الإسلامية، ويُحكم من خلال معاهدة الامتيازات الموقعة بين بريطانيا والدولة العثمانية، والتي انتهت في عام 1927 بعد إلغاء الملك عبد العزيز آل سعود لها.

لكن بعد الحرب العالمية الأولى، تغيرت الأوضاع بشكل جذري، حيث بدأ عبد العزيز آل سعود في توسيع سلطته داخليًا وفي مواجهة الأطماع الأجنبية. فتعاونت بريطانيا مع عبد العزيز آل سعود بشكل مباشر بعد أن كانت تقتصر علاقتها على السواحل فقط. وبحلول عام 1913، أصبح عبد العزيز يمثل تهديدًا حقيقيًا للمصالح البريطانية في الخليج، مما دفع بريطانيا إلى توقيع اتفاقية عام 1915 معه.

بينما كانت بريطانيا في حالة ضعف بعد الحرب العالمية الأولى، أدركت أنها يجب أن تتعامل مع عبد العزيز آل سعود كقوة محورية في شبه الجزيرة العربية. فقد عمل عبد العزيز على استكمال أهدافه الاستراتيجية، حيث ضم مناطق مثل حائل، الحجاز، وعسير، وأصبح قوة إقليمية بارزة على سواحل الخليج والبحر الأحمر.

بحلول عام 1919، وبعد انهيار الدولة العثمانية، أصبحت بريطانيا القوة الوحيدة القادرة على ملء الفراغ الذي خلفه العثمانيون في شبه الجزيرة العربية. وفي هذه الفترة، قامت بريطانيا بتوسيع علاقاتها مع عبد العزيز آل سعود، وهو ما ساعد في تغيير السياسة البريطانية تجاه المنطقة.

وقد شهدت الفترة بين 1919 و1926 تحولًا دبلوماسيًا غير مسبوق، حيث وظفت بريطانيا كبار الخبراء للتعامل مع عبد العزيز، مثل الكابتن شكسبير وفيلبي وغيرهم، مما ساعد في تعزيز الروابط بين بريطانيا والمملكة السعودية الناشئة.

تطور الموقف البريطاني تجاه المملكة السعودية، بداية من العزوف عن التدخل في شؤونها حتى عام 1913، إلى مراقبة دائمة للأوضاع في الداخل السعودي، ثم محاولة إشراك عبد العزيز في الحرب العالمية الأولى، وصولًا إلى التوصل إلى اتفاقيات دولية. وعندما توقفت الحرب، لم تتوقف أهداف عبد العزيز التي كانت تسعى إلى توسيع نفوذه داخليًا وخارجيًا.

وهكذا، فقد أصبحت علاقة بريطانيا بالسعودية تتسم بالتقلبات بين الإقدام والتراجع، وهو ما يمكن أن نطلق عليه “المد والجزر” في العلاقات البريطانية السعودية، وهي حالة من التردد بين التقدم والتراجع في سياسة بريطانيا تجاه شبه الجزيرة العربية.

كتب أخرى للمؤلف : جمال محمود حجر

اقتباسات من كتاب المد والجزر في العلاقات البريطانية السعودية 1910 – 1932 PDF تأليف جمال محمود حجر

📚 لا تفوّت أي كتاب جديد!

تحميل كتاب المد والجزر في العلاقات البريطانية السعودية 1910 – 1932 PDF تأليف جمال محمود حجر

للحصول على الكتاب: اضـغـط هــنا

📢 ما رأيك في هذا الكتاب؟ شاركنا تجربتك في التعليقات، واقترح علينا كتبًا أخرى تود منا نشرها!

يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:

مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive و Scribd وغيرها من المواقع المتخصصة.
المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.

يسعدنا تواصلكم معنا عبر أحد الوسائل التالية: