كتاب بحثي عن المطلقات PDF تأليف بول تيلتش …
وصف وملخص الكتاب :
يتناول هذا الكتاب آخر ما أنتجه البروفسور بول يوهان تيليتش من أفكار كبيرة قبل وفاته في عام 1965. في هذا العمل، يشير تيليتش إلى السمة المطلقة للواجب الأخلاقي، مدركًا ومبينًا في الوقت ذاته تمظهره النسبي في كل فعل يقوم به الإنسان وفي كل قرار يتخذه. من خلال النص، يُواجه القارئ إشكالية تيليتش الفلسفية المتمثلة في تصوير التوازن السوي والقرابة بين التجربة الحسية والطبيعة المنطقية للعقل، بالإضافة إلى تصوير توافقهما رغم تباينهما.
ذلك أن وطأة الوجود البشري، بما فيه من معاناة وعظمة، تكمن في ما يحمله الإنسان من عهد غير محدود، كما تكمن أيضًا قدرته المتناهية على الوفاء بهذا العهد. وهكذا، فإن البحث عن المعنى اللامتناهي في حياة كل إنسان، سواء كان من الناحية الزمنية أو الروحية، لا يدوم بسبب الطوارئ الوجودية التي تتسم بها الحالة الإنسانية، بل بالرغم منها. وتكمن في هذه العملية الطبيعة الغامضة للواقع كما للمنال الكامل؛ وهو القول النهائي الذي يؤسس للتوجيه الكامل للإنسان.
تكون هذا الكتاب من محاضرات ألقاها تيليتش في كلية القانون التابعة لجامعة شيكاغو. وقد كان قد عزم، لو كان قد قدر له العيش، أن يلقي المحاضرات نفسها في جامعة هارفارد ضمن برامج “محاضرات نوبل”. كانت المحاضرات تتسم بأسلوب غير تقليدي في التفكير من عقل وروح تيليتش، مما ألهم الرسومات التي قام بها شاؤول ستايثبيرغ، التي تتمتع بالقوة والبصيرة الذاتية. فكلا من تيليتش وستايثبيرغ كان يمتلك، كل بطريقته الخاصة، القدرة الكاريزمية التي تربط بشكل حميمي مع الأسئلة العميقة التي يتساءل عنها الإنسان، بلغة فنية وفكرية تحمل أهمية عظيمة.
إن استيعاب ستايثبيرغ لعمق أسئلة المصالحة والتحافي وعماه الحياة بشكل عام، يظهر في رسوماته ذات الأبعاد الواحدة. ربما يمكن القول إنها مكافئ شعبي لتجربة السيولة والانتماء الروحي في الفكر والعقل الحديثين؛ وهي نفس الأفكار التي يطرحها تيليتش في “بحثي عن المطلقات”. إذ لفت ستايثبيرغ، عبر ما يمكن أن نسميه الأسطورة السائلة، الانتباه إلى ظاهرة الوجود المعاصر. وكأن ستايثبيرغ يوازي في رسوماته ما فعله الفيلسوف كيلر في الكونيات، حيث يُظهر لنا أن الكون، بما فيه من خيال، يشير إلى الإمكانيات التامة في الطبيعة الإنسانية، بما يمكن للإنسان أن يختبره في حياته التاريخية والفيزيائية.
لكن بسبب توافر هذا النقاء والكمال في الكون، يصبح من المحتم على الإنسان أن يبحث عنه، رغم صعوبة هذا البحث. وهو ما يشير إليه تيليتش في أطروحته. فالإيمان بالمطلق يستدعي، من الناحية الرمزية والفلسفية، القوة الكامنة في اللغة الفنية كما في الرياضيات والكونيات. وما يشير إليه ستايثبيرغ في الرسومات المتعددة الأبعاد، بما تحتويه من رمزية، هو أن الإنسان لا يمكنه إدراك الفضاء اللامحدود المتجاوز للنجوم. فهذا النوع من المكان في العالم ليس موجودًا، وإذا كان موجودًا فإنه بعيد عن الإدراك لدينا.
عظمة بول تيليتش، مثل عظمة شاؤول ستايثبيرغ، تكمن في رفضهما للواقع الذي يعتمد على لامعقولية وجود المسافة اللامتناهية بيننا وبين نجم معين. سواء كان هذا النجم نجماً كبُرليًا أو غيره، فقد حدد هذان المفكران مواقعهما بالتأكيد على أنه يمكن للإنسان أن يسعى دون أن يصل إلى نهاية؛ فهو بطبيعته متطلع نحو اللامتناهي والمطلقات، ولكنه في الوقت نفسه يحول دون تحقيقها وتحديدها بشكل قاطع.
يؤكد بول تيليتش، الذي يعد النسخة المعاصرة من فيلون الإسكندري، بالتعاون مع شاؤول ستايثبيرغ، على الحاجة الماسة في طبيعة الإنسان ومتطلبات الفكر للمصالحة بين المتعالي والمحايث. يتحد تيليتش وشتايثبيرغ في هذا التقاء عقلين كبيرين، حيث يختبران هذا التلاقي عبر العاطفتين: الفكرية والروحية.
الآن، بعد أن رحل تيليتش، أصبح تصميم كتابه “بحثي عن المطلقات” في سلسلة “Perspectives Credo” يتماشى مع رؤية ستايثبيرغ لتكشف عن الأشواق التي تقع في قلب الأسئلة الإنسانية، فضلاً عن القيود المصاحبة لتلك الأشواق. وعليه، فإن اللغة الخطابية في لاهوت تيليتش الفلسفي، المقترنة بالأسلوب الفني غير الخطابي في عمل ستايثبيرغ، تظهر ببلاغة وحجج قوية سمة التفاعل بين المتعالي والواقعي، وتقدم في ذات الوقت إجابة للسؤال: لماذا يُطلب من الفنان التعليق على عمل لاهوتي؟
لقد أظهر تيليتش، كما فعل فيلون الإسكندري من قبل، العلاقة بين الأفلاطونية والتراث الكتابي والواقع الفلسفي لعصرنا الحالي، وأعاد التفكير في الإرث الكتابي واختباره في ضوء المشكلات الوجودية لعصره. كما أظهر أن الوحدة بين الحرية الإمبريقية والصرورة المتعالية تخضع لجميع الرموز، ما يشير إلى العلاقة بين ما هو غير مشروط وما هو مشروط، ويجسد بذلك إنسان القرن العشرين، ويخلق اللقاء بين الروح التاريخية والمعاصرة.
إن المقدمة الإيمانية “Preamble” التي تشكل نقطة البداية والنهاية في لاهوت تيليتش الفلسفي، رغم أنها لم تعد مقولة عامة دون اعتراضات، إلا أنها تمثل الفكرة الرئيسية في الفلسفة المتعلقة بالجوانب الأكثر أهمية وعظمة في حياة البشرية، رغم الشك واليأس العميقين.
لقد قدمت رسومات ستايثبيرغ، التي تركز على الجمال ومبدأ التكاملية، دليلاً على ميتافيزيقا تيليتش وتعاليمه الأخلاقية والاجتماعية المستندة إلى المبادئ الإيمانية ذاتها. وكان هذا الكتاب حدثًا فريدًا، حيث جمع عمل تيليتش وستايثبيرغ في مرجع فكري واحد، مما يعكس اللقاء العميق بين عقلين يعتبران من أكثر العقول إبداعًا في القرن العشرين.
كتب أخرى للمؤلف : بول تيلتش
اقتباسات من كتاب بحثي عن المطلقات PDF تأليف بول تيلتش

تحميل كتاب بحثي عن المطلقات PDF تأليف بول تيلتش
للحصول على الكتاب: اضـغـط هــنا
📢 ما رأيك في هذا الكتاب؟ شاركنا تجربتك في التعليقات، واقترح علينا كتبًا أخرى تود منا نشرها!
يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:
- مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive و Scribd وغيرها من المواقع المتخصصة.
- المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
- الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.
يسعدنا تواصلكم معنا عبر أحد الوسائل التالية:
- صفحة حقوق الملكية
- صفحة حول المكتبة نت
- البريد الإلكتروني: [email protected]
- كروب الفيسبوك: [الفيسبوك]
- قناة التلغرام: [التلغرام]
لا تترددوا في التواصل معنا لأي استفسار أو ملاحظة!