كتاب تدمير وطن الحرب الأهلية في سوريا PDF تأليف نيقولاوس فان دام

كتاب تدمير وطن الحرب الأهلية في سوريا PDF تأليف نيقولاوس فان دام  (2)

كتاب تدمير وطن الحرب الأهلية في سوريا PDF تأليف نيقولاوس فان دام …

وصف وملخص الكتاب : 

جراء الربيع العربي الدامي وما نتج عنه من قمع وحشي للنظام، وتدخلات خارجية في الشؤون الداخلية للبلدان المعنية، زُعزِع استقرار الجزء الأكبر من الشرق الأوسط، وازداد فيه التطرف. وبالكاد استفاد من ذلك أحد. بل إن وضع كل واحد تقريبًا وكل دولة معنية أصيب بأضرار بالغة وزعزعة في الاستقرار. لو لم تتدخل الدول الغربية والعربية ضد النظام السوري بشحناتها من الأسلحة والدعم، لبذلت المعارضة السورية بالتأكيد جهودًا جدية لإسقاط النظام، بفعل ما استوحته من التطورات في تونس وليبيا ومصر. ففي النهاية، أطيح برؤساء هذه الدول الثلاث بعد مظاهرات حاشدة، وفي حالة ليبيا بعد التدخل العسكري المباشر. إلا أنه، من دون التدخل الخارجي، كان من الممكن على الأرجح سحق انتفاضة المعارضة بعنف في وقت أقصر، ولَسَقَطَ نتيجةً لذلك عدد أقل بكثير من الضحايا والقتلى.

ولم تكن هناك عدة ملايين من اللاجئين كما هي الحال اليوم، وكان حجم الدمار أقل في البلاد. صحيح أن الديكتاتورية السورية كانت ستستمر بلا هوادة هي الأخرى، لكنها لا تزال مستمرة الآن، ولو في ظروف أسوأ بكثير. إلا أن الحرب (ردًا على فظاعات النظام) استهلت، في الواقع، من دون وسائل كافية أو تخطيط يسمح بإمكانية كسب هذه الحرب فعلاً. وكان على الدول الخارجية المتدخلة، قبل الانخراط في الحرب، أن تدرس الوضع العسكري بما يكفي للتأكد من أن حلفاءها السوريين يمتلكون فرصة حقيقية لكسبها. لكنها، على ما يبدو، لم تفعل. على المرء، لهزم عدوه وقتله، أن يتأكد مسبقًا من أنه الأقوى والفريق الأفضل تسليحًا، لتفادي الهزيمة وقتل النفس.

ليس تطور الحرب، عمومًا، عملية مستقيمة ويمكن التكهن بها. كما أنه لا يمكن، بشكل أكيد، توقع الطرف الذي سينجح في الاستيلاء على السلطة، كما برهنت على ذلك التدخلات العسكرية المختلفة السابقة، كما في أفغانستان والعراق وليبيا واليمن. لم يمتلك الجنود الفارون من الجيش السوري، الذين انتظموا لاحقًا في الجيش السوري الحر وغيره من التنظيمات، التخطيط الشامل، لأن تنظيماتهم المعارضة لم تتطور إلا تدريجيًا.

أدت التدخلات العسكرية الخارجية – المباشرة وغير المباشرة – إلى تعزيز كبير في موقف روسيا، وقد تمثل هدف روسيا الرئيس من التدخل في إبقاء حليفها الإقليمي الوحيد، النظام السوري، في السلطة. ومن دون التدخلات الخارجية الأخرى في سوريا، بهدف إحداث تغيير في النظام، لما كان لدى روسيا أي سبب للتدخل بالطريقة التي تدخلت بها منذ 2015.

ما الذي يكسبه النظام من الحل السياسي بدلاً من الحل العسكري؟ فهو لا يستطيع البقاء في السلطة إلى الأبد (حتى وإن كانت شعاراته تؤكد أنه سيفعل)، ومن مصلحته بالتالي المساعدة في إنشاء سوريا جديدة شاملة لجميع السوريين، بحيث يتم تفادي ثورة جديدة أو تسوية الحسابات من خلال الانتقام. كان على النظام القيام بذلك قبل وقت طويل على بدء الثورة أو بعدها مباشرة، لكن بشار الأسد ومؤيديه اختاروا طريق القمع العنيف. كان قد ذكر أن الأسد تردد في بداية الثورة بين مقاربة أكثر ليونة وبين لجوء القوات الحكومية إلى القمع العنيف. كان عدم اتخاذ طريق الإصلاح والمصالحة في البداية قرارًا مصيريًا، على ما يُفترض، وبخاصة عند أخذ التداعيات الكارثية في الاعتبار. إلا أنه من غير المؤكد إذا كان إعلان الرئيس في البداية عن إجراءات إصلاحية سيرضي فعلاً المتظاهرين، طالما أن الديكتاتورية السورية بقيت مستمرة.

ففي النهاية، كانت الحماسة مسيطرة على المتظاهرين نتيجة ما يسمى الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا، التي سقط رؤساؤها. وها قد أصبح اتخاذ إجراءات إصلاحية جذرية أكثر صعوبة بكثير. لكن ذلك بنفسه لا يعطي مبررًا لعدم بذل محاولة جدية لتحقيقها. ومن المشكوك فيه تمكن النظام من بذل جهود فعلية في هذا الاتجاه، لأن ذلك، من وجهة نظره، يمكن أن ينطوي على تقويض موقعه، كما كان الحال في بداية الثورة السورية.

إلا أنه بإمكان الرئيس بشار الأسد الشروع في اتخاذ إجراءات إصلاحية اقتصادية جذرية، مكافحة الفساد، ومنح الآخرين حيزًا سياسيًا، وبخاصة غير البعثيين منهم، للمشاركة في حكومته، بالرغم من أنه ربما لن يكون من السهل إيجاد مرشحين مناسبين على استعداد لذلك بعد كل ما جرى من سفك للدماء.

وطالما احتفظ النظام بالسيطرة على القوات المسلحة وأجهزة المخابرات، فيضمن الرئيس سلطته، وسيكون من السهل تقسيم النصف أو أكثر من المقاعد الوزارية مع الآخرين، والاعتياد على نوع من القاعدة الأوسع للنظام. يجب اتخاذ مختلف أنواع إجراءات بناء الثقة، كما يجب تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، بما في ذلك إطلاق السجناء، وما إلى ذلك.

تبدو المصالحة مستحيلة في الظروف الراهنة، بسبب الحقد المتبادل السائد، وتبادل اللوم على الكارثة التي حلت بسوريا. بيد أنه على مختلف أطراف النزاع بذل الجهود الدؤوبة، على الأقل للوصول إلى طريقة للتعايش. وإذا لم تبذل الجهود الدؤوبة، فقد يتطلب الأمر أجيالًا لحل النزاع الحالي، وربما تكون ثورة أخرى قيد الإعداد.

كتب أخرى للمؤلف : نيقولاوس فان دام

اقتباسات من كتاب تدمير وطن الحرب الأهلية في سوريا PDF تأليف نيقولاوس فان دام 

كتاب تدمير وطن الحرب الأهلية في سوريا PDF تأليف نيقولاوس فان دام  (1) كتاب تدمير وطن الحرب الأهلية في سوريا PDF تأليف نيقولاوس فان دام  (3)

📚 لا تفوّت أي كتاب جديد!

اشترك الآن مجانًا وتوصّل بأفضل الكتب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني. اكتشف الإصدارات المميزة، والملخصات المفيدة، والكتب النادرة التي ننشرها أولاً بأول! 👇

تحميل كتاب تدمير وطن الحرب الأهلية في سوريا PDF تأليف نيقولاوس فان دام 

تحميل الكتاب: اضـغـط هــنا

يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:

  • مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive وغيره من المواقع المتخصصة.
  • المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
  • الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.

يسعدنا تواصلكم معنا عبر أحد الوسائل التالية:

لا تترددوا في التواصل معنا لأي استفسار أو ملاحظة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *