كتاب تسطيح العالم أزمة الثقافة وسطوة القواعد والمعايير PDF تأليف أوليفييه روا …
وصف وملخص الكتاب :
النسوية وأزمة الذكورة، العنصرية والتقاطعية، النوع الاجتماعي مقابل الجنس البيولوجي، الهوية مقابل النزعة الكونية، التملك الثقافي، “الووكية” (wokisme)، ثقافة الإلغاء (cancel culture)، “تدني المستوى”، الرقابة على كلاسيكيات الفن والأدب وتصفيتها، ناهيك عن الهجرة…
تُخاض النزاعات السياسية اليوم حول مسائل القيم والهوية، بدلًا من أن تدور حول الاقتصاد أو الرهانات الاجتماعية الفعلية.
ثمة نقطة مشتركة بين هذه النقاشات كافة، وهي أن مسألة الثقافة مركزية فيها، بكل ما لكلمة ثقافة من معنى: مدوّنة أدبية وفية (الثقافة الرفيعة) أو بناء أنثروبولوجي خاص بمجتمع ما أو بجماعة داخل مجتمع مهيمن. إن القواعد والرموز نفسها التي تصنع الرابط الاجتماعي هي التي على المحك، وهو ما نوجزه بجمود بالغ حين نتحدث عن الهوية.
ضراوة الاستقطاب هي نقطة مشتركة أخرى: نبذ، تهديدات، إدانات، شعارات مضللة، رقابة… يقود ذلك كله، بشكل متزايد، إلى محاكمة العلاقات الاجتماعية، أخلاقيًا أو قانونيًا. وفي ما وراء نقاش الأفكار، لا يتعلق الأمر بفرض قواعد ومعايير جديدة فحسب، وإنما فعليًا بتوسيع نطاق المعيارية نفسه (في الحميمية الجنسية، على سبيل المثال).
فكيف يمكن، في مجتمعات غربية تدّعي الليبرالية، أن يُترجم تمدّد مجال الحرية اللافت منذ نصف قرن (السياسية، والجنسية، والاقتصادية، والفنية) إلى تمدّد لافت أيضًا لنطاق القواعد والمعايير؟
لا يتطوّر فحسب إقحام القضاء في الحياة اليومية، وإنما أيضًا المساحات التي تتفحّصها النظرة المعيارية واللجوء المتزايد إلى بيداغوجيا سلطوية لفرض معايير جديدة، سواء تعلّق الأمر بالعلمانية، أو الجندرية، أو الممارسات الدينية.
في ظل هذا العنف اللفظي، ورغم غياب الاتفاق على تحليل الأزمة، فإن الجميع متفقون على توصيفها. يعرف الجميع الانشقاقات التي تقسم المجتمع، رغم أنهم يتناحرون طبعًا حول تأويلها، أي حول القيم التي يدعون إليها أو يرفضونها. كل بيان هو حكم قيمي، حتى عند أولئك الذين ينسبون أنفسهم إلى “الحياد الأخلاقي” الوهمي.
ثمة، في الواقع، توافق على القول إننا في صراع نماذج ثقافية.
نتشاحن حول “القيم” التي تحملها هذه النماذج الثقافية المتضادة (قيم دينية مقابل قيم لذّية، قيم “غربية” مقابل قيم إسلامية، هويات خاصة مقابل حقوق الإنسان، إلخ).
يدين المحافظون وضع التقم الجنسي والأسرة في موضع مساءلة، وتريد النسويات وضع حد لثقافة بطريركية بأشكالها كافة (على غرار “ثقافة الاغتصاب”).
يتعقّب آخرون “ثقافة الإلغاء” في الجامعات، أو يتحدثون عن صدام الثقافات (التي صارت تُسمّى حضارات).
نتذمّر من انعدام الأمن الثقافي، ونتجادل حول “القيم” الجمهورية، أو العلمانية، أو الدينية، أو الوطنية.
فالثقافة هي فعليًا في مركز الاهتمامات، رغم أن معنى الكلمة يبقى مبهمًا، وكذلك الأمر بالنسبة إلى مفهوم “الثقافة الجيدة”.
نتفق على حصول ثورة معلوماتية صاغت “ثقافة الإنترنت”، التي بدّلت بدورها الرابط الاجتماعي والعلاقة بالمعرفة وكل ما يتعلّق بالتواصل.
ونعلم أيضًا أن تقدّمات رقمية وعلمية أخرى تغيّر علاقتنا بالحياة نفسها (علم الوراثة، الذكاء الاصطناعي)، ومن ثم تقلب موازين العلاقة بين الطبيعة والثقافة.
تشكل هذه العلاقة ساحة المعركة ضد التغيّر المناخي، فهل يعني ذلك عكس خضوع الطبيعة التقليدي للثقافة (بكل معانيها)؟
كذلك نقر بأن توسّع اقتصاد ليبرالي عالمي قد يُفتت المجتمعات التي تشكّلت في ظل الدولة الأمة، والجميع واعون بما يترتب على العولمة في ما يتعلّق بالتنقل، والهجرة، والتمازج، والعلاقات المتقلّبة بين الأقليات والأغلبيات، واختفاء الحدود المادية التي تجري محاولات إعادتها إلى نصابها، وتقديمها ضمن سجل الهويات الخيالي.
من الحرية إلى المعيار
عن ماذا تتحدث الأزمة إذًا؟
لتلخيص الأمر بصورة عامة، لدينا أربعة مستويات من التحول غيّرت العالم منذ ستينيات القرن الماضي:
-
تحول القيم مع الثورة الفردانية واللذّية في الستينيات.
-
ثورة الإنترنت.
-
العولمة المالية النيوليبرالية.
-
عولمة المجال وتنقل البشر، أي زوال “الأقلمة” (déterritorialisation).
يحاول عدد لا يُحصى من المؤلفات الأكاديمية، ومن المقالات المميزة، وحتى الروايات، أن يصل بين هذه المجالات كلها، وأن يُعمّق بعض أوجهها ويستخرج منها آفاقًا للمستقبل:
فرانسيس فوكوياما (Francis Fukuyama)، صامويل هنتنغتون (Samuel Huntington)، في فرنسا: ميشال ويلبك (Michel Houellebecq)، جان كلود ميشيا (Jean-Claude Michéa)، وكريستوف غيلوي (Christophe Guilluy).
ومن جانب اليسار: ديفيد غريبر (David Graeber)، إيفا إيلوز (Eva Illouz)، وبياتريس إيو (Béatrice Hibou).
سنجد في هذا الكتاب اقتباسات كثيرة لهؤلاء المؤلفين، لكن غرضي ليس الانخراط بدوري في وضع بيان شامل للحالة الراهنة.
ماذا يقدم هذا الكتاب؟
إنه يحاول النظر في العلاقات بين هذه المستويات الأربعة من زاويتين:
-
الثقافة،
-
والمعيار.
فهل نعيش ببساطة انتقالًا بين نموذجين ثقافيين:
ليبرالي / إنترنتي / كوزموبوليتاني / نسوي
في مقابل
تقليدي / محافظ / سيادي / بطريركي؟
مع أنه يمكن تغيير عناصر هذا التقابل.
لطالما ضبَطَت هذه الانتقالات إيقاع التاريخ: النهضة، عصر الأنوار، الحملة الاستعمارية الكبرى، الثورة الصناعية… أدّت جميعها إلى قطائع ثقافية عميقة.
ودائمًا ما أفضت أزمة حضارة ما إلى ثقافة أخرى، أو، كما يقال بعبارات أنثروبولوجية: يترافق التجريد الثقافي دائمًا مع تثاقف (acculturation).
كثيرًا ما كان الثمن باهظًا، لا سيما على الشعوب المهيمن عليها.
عاش “القدماء” و”الحديثون” هذه الانتقالات بأشكال مختلفة.
فعند المحافظين، يضاف إلى الحنين تأسٍّ من الانحطاط واستشعار للكارثة، حيث تُرى نهاية عالم ما دائمًا على أنها “نهاية العالم”.
وعلى العكس، يرجو “التقدميون” عالمًا جديدًا ويدافعون عن ثقافة جديدة، وكلاهما قد يغريه “البيداغوجيا السلطوية”، سواء للتمسك بماضٍ عفّى عليه الزمن أو لتجذير ثقافة جديدة تواجه صعوبة في فرض نفسها.
عن المؤلف:
أوليفييه روا كاتب وباحث فرنسي متخصص في الشؤون الإسلامية.
صدر له عن دار الساقي:
-
الإسلام والعلمانية
-
الجهل المقدّس
-
الجهاد والموت
-
تجربة الإسلام السياسي
-
عولمة الإسلام: البحث عن الشرق المفقود
المحتويات
-
على سبيل التقديم
-
الفصل الأول: أيّ أزمة؟
-
الفصل الثاني: الثقافة الأنثروبولوجية: امحاء الضمني
-
الفصل الثالث: الثقافة كمدوّنة: هشاشة النقل
-
الفصل الرابع: أزمة مخيالات
-
الفصل الخامس: التواصل: مسألة نظام ترميزي
-
الفصل السادس: هل يمكن أن يختار المرء جنسه أو عرقه؟
-
الفصل السابع: المعاناة والجبر
-
الفصل الثامن: نعيم المعيار
-
في الختام: إنسان، ليس إنسانيًّا بالقدر الكاف
كتب أخرى للمؤلف : أوليفييه روا
اقتباسات من كتاب تسطيح العالم أزمة الثقافة وسطوة القواعد والمعايير PDF تأليف أوليفييه روا

تحميل كتاب تسطيح العالم أزمة الثقافة وسطوة القواعد والمعايير PDF تأليف أوليفييه روا
للحصول على الكتاب: اضـغـط هــنا
📢 ما رأيك في هذا الكتاب؟ شاركنا تجربتك في التعليقات، واقترح علينا كتبًا أخرى تود منا نشرها!
يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:
- مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive و Scribd وغيرها من المواقع المتخصصة.
- المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
- الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.
يسعدنا تواصلكم معنا عبر أحد الوسائل التالية:
- صفحة حقوق الملكية
- صفحة حول المكتبة نت
- البريد الإلكتروني: [email protected]
- كروب الفيسبوك: [الفيسبوك]
- قناة التلغرام: [التلغرام]
لا تترددوا في التواصل معنا لأي استفسار أو ملاحظة!