كتاب جهالات عصر التنوير قراءة في فكر قاسم أمين وعلي عبد الرازق PDF تأليف محمد جلال كشك …
وصف وملخص الكتاب :
ما الذي نعنيه برواد عصر التنوير؟ ولماذا تلقى بعض الأفكار والدعوات قبولًا واسعًا في الجماهير وتؤثر في حركة التاريخ، بينما تنتهي أفكار أخرى إلى سلة المهملات، فلا يتركها الزمن إلا وقد التصقت بها رائحة كريهة، ومشبوهة في معظم الأحيان؟
هل صحيح أن الأفكار ملقاة على قارعة الطريق، وأن العبقري هو من يستطيع الترويج لفكرة بعينها ببراعة الأسلوب ومصداقية الحيثيات؟ وهل يتوقف نجاحه على ملاءمة الفكرة لحاجة الزمان والمكان؟
على سبيل المثال، فشلت الماركسية في تحريك الطبقة العاملة الأوروبية من أجل دك النظام الرأسمالي وبناء دولة العمال أو الشيوعية، ولولا أن حوّلها لينين إلى نظرية البرجوازي والموجيك المقهور في روسيا، وسعى إلى بناء مجتمع رأسمالي شبيه بذلك الذي قامت الماركسية لهدمه، لربما نساها التاريخ تمامًا! لقد منح لينين نظريات ماركس وجهًا جديدًا، بل وأعطى الخلود لماركس رغم أنفه، عندما قلب نظريته واحتفظ باسمه!
ومنذ عهد مالينكوف، والروس يعتقدون أن علاقات الإنتاج أو رأسمالية الدولة المسماة بالاشتراكية قد تخطاها التطور في أدوات الإنتاج، التي أصبحت، بفضل النظام الاشتراكي، في مستوى الدول الرأسمالية. لكنهم مع ذلك لم يدركوا أن الرأسمالية، لكي تستمر في تطورها وتقدمها وتدخل مرحلة الثورة الإلكترونية، تحتاج إلى حرية السوق. ولم يجرؤ أحد على الاعتراف بذلك إلا جورباتشوف، الذي قال ما قيل منذ عشرين سنة: “الرأسمالية أعلى مراحل الاشتراكية”. وها هي روسيا اليوم تقود قطيع أوروبا الشرقية نحو الرأسمالية.
أما في الوطن العربي والعالم الإسلامي، فمنذ أن حطمت مدفعية نابليون صفوف الفرسان المماليك، لم يبقَ طبيب ولا “حاوي” ولا حلاق صحة إلا وأكد أننا متخلفون، وأنه لا بد أن نلحق بأوروبا. ولكن لماذا نحن متخلفون؟ وكيف نلحق بأوروبا؟
هنا اختلف المشخصاتية والأطباء، وباختلاف الحيثيات اختلفت الاستجابة من جانب الأمة. ويمكن القول إن التيارات الرئيسية التي تنازعت الفكر العربي أو الإسلامي تندرج كلها تحت دعوتين: التغريب أو التحديث.
-
التيار الأول: دعا إلى أن نصبح جزءًا من أوروبا، وأن نتخلص من كل ما يربطنا بتاريخنا الإسلامي، وهو التيار الذي وصل إلى ذروته في تركيا الكمالية. لكن هذا التيار لم يحقق لا تحديثًا ولا تنويرًا، بل زاد القضية تعقيدًا، وزاد الأمة تخلفًا.
-
التيار الثاني: أرادنا مصريين عربًا مسلمين، نمتلك تكنولوجيا العصر. وكانت حجته، ولا تزال، أن فلاسفة التنوير الحقيقيين هم الذين يثورون على تخلف زمانهم، لا على تاريخهم وهويتهم. إنهم الذين يدعون دائمًا إلى العودة إلى الجذور، لكي تورق الفروع وتزهر من جديد.
إن العودة إلى الماضي الجليل ليست نكوصًا، بل هي إحياء، وليست انسلاخًا، بل هي استعادة للهوية الوطنية بنفض غبار التخلف والاستعمار عنها، وليس باستخراج جواز سفر أجنبي! فالثورة تفقد معناها ومبررها إذا سلمنا بأن ماضينا كان تعيسًا مرفوضًا مثل واقعنا، إذ ما دام أننا لم نفلح أبدًا في بناء ما هو صالح، فما الذي يغري بمحاولة أخرى؟
إن الفكرة الأساسية هي أن ماضينا ليس مبررًا، لكنه يشير إلى أن مستقبلنا يجب أن يكون أفضل من هذا الحاضر المرفوض. وإذا كان لا بد لنا أن نتشبه بأوروبا، فإن مارتن لوثر هو المثال الأعلى لكل مصلح أو مجدد عندنا. لقد كان لوثر يرفض الفكر الكاثوليكي لأنه، في رأيه، كان متخلفًا وسبب تدهور أوروبا المسيحية، لكنه لم يرفض هوية أو دين الجماهير، ولو فعل لما ترك بصمة واحدة على تاريخ أوروبا. بل إن تعاليمه قامت عليها أقوى وأنشط الكنائس البروتستانتية، التي لعبت دورًا كبيرًا في التطور الحضاري الغربي.
أما في العالم الإسلامي، فإن أبرز رواد التنوير الحقيقيين كانوا أمثال الإمام محمد بن عبد الوهاب، وجمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، ومحمد حسين هيكل، ومالك بن نبي، ورشيد رضا، ورفاعة الطهطاوي. هؤلاء أحدثوا أثرًا حاسمًا في الفكر الإسلامي، وساهموا فعليًا في التنوير ومحاولة الخروج من ظلمات التخلف، وإن لم يتمكنوا من إحداث الثورة الشاملة التي تعيد الأمة إلى قطار التاريخ.
وفي المقابل، هناك مجموعة أخرى أثارت ضجيجًا كبيرًا، ما زال صداه يتردد إلى اليوم، مع انعدام أي تأثير حقيقي في حياتنا، رغم كل الدعاية التي روجتها الدوائر العلمانية لهذه المجموعة. وما من متربص بالإسلام إلا ويرفع قميص قاسم أمين وعلي عبد الرازق! ومع ذلك، فإنهم لم يتركوا تأثيرًا حقيقيًا في الفكر الإسلامي.
كتب أخرى للمؤلف : محمد جلال كشك
اقتباسات من كتاب جهالات عصر التنوير قراءة في فكر قاسم أمين وعلي عبد الرازق PDF تأليف محمد جلال كشك

تحميل كتاب جهالات عصر التنوير قراءة في فكر قاسم أمين وعلي عبد الرازق PDF تأليف محمد جلال كشك
للحصول على الكتاب: اضـغـط هــنا
📢 ما رأيك في هذا الكتاب؟ شاركنا تجربتك في التعليقات، واقترح علينا كتبًا أخرى تود منا نشرها!
يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:
- مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive و Scribd وغيرها من المواقع المتخصصة.
- المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
- الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.
يسعدنا تواصلكم معنا عبر أحد الوسائل التالية:
- صفحة حقوق الملكية
- صفحة حول المكتبة نت
- البريد الإلكتروني: [email protected]
- كروب الفيسبوك: [الفيسبوك]
- قناة التلغرام: [التلغرام]
لا تترددوا في التواصل معنا لأي استفسار أو ملاحظة!