كتاب دراسات في الفقه الإسلامي المعاصر الجزء الثاني PDF تأليف حيدر حب الله

www.maktbah.net كتاب دراسات في الفقه الإسلامي الجزء الثاني PDF تأليف حيدر حب الله (3)

كتاب دراسات في الفقه الإسلامي المعاصر الجزء الثاني PDF تأليف حيدر حب الله …

وصف وملخص الكتاب :

تظل دراسة المبادئ التي وضعها الإسلام للعلاقات الداخلية بين المسلمين هامة وضرورية. نحاول في هذه الوريقات المتواضعة أن نتناول التأسيس القرآني لعلاقة المسلمين بعضهم ببعض في الداخل الإسلامي، وكيف تقوم هذه العلاقة، وما هي أبرز المعايير التي تحكمها؟ ولن نتطرق إلى السنة الشريفة، ولا إلى ما يعطيه العقل والمنطق العقلاني، أو العناوين الثانوية أو الزمنية في هذا المجال؛ خوفًا من الإطالة. لهذا ستكون دراستنا بحثًا قرآنيًا، وسنعرض – بعون الله تعالى – الآيات القرآنية التي تؤصل مبدأ العلاقة الإسلامية – الإسلامية، ونحاول تفسيرها وفقهها لاستخراج مبادئ منها وقواعد وأسس، إن شاء الله تعالى.

١. مبدأ عدم التنازع

يقرر القرآن الكريم مبدأ عدم التنازع الداخلي ضمن النص التالي:
“وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين.”
فهذه الآية تدل على تحريم التنازع، ومن ثم تدعو إلى الاتفاق والوحدة، كما فترها بذلك بعض الفقهاء أيضًا.

والتعرض لفقه هذه الآية يكون من خلال نقاط:

أولًا: قد يقال بتخصيص النهي عن التنازع في هذه الآية بحالة الحرب، بمعنى أن هذا الخطاب موجه فقط للجيش المسلم الذي يواجه الأعداء. والشاهد على ذلك:

  1. السياق؛ فإن الآيات السابقة واللاحقة كلها تتحدث عن القتال، فالآية السابقة تقول: “يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئةً فاثبتوا واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون”، وسورة الأنفال – كما نعلم – هي سورة جهادية قتالية أغلبها وارد في قضايا القتال والحرب. وعليه، فلا يُحرز أن النهي عن التنازع في هذه الآية يتخطى مجال المقاتلين المسلمين.

  2. قوله في داخل الآية نفسها: “فتفشلوا وتذهب ريحكم”؛ فإن الفشل وذهاب الريح تعبير آخر عن ذهاب القوى وضعف الجيش، وذهاب الصولة والنصرة والدولة.

  3. ما جاء في أسباب نزول هذه الآية من أن خباب بن المنذر أشار للنبي صلى الله عليه وسلم أن ينتقل من مكانه على الماء ويجيثهم من الخلف، فرفض بعض الصحابة، وتنازعوا، ثم عمل الرسول صلى الله عليه وسلم بقول خباب. ولعل هذه الشواهد وجدت بعض من أدرج الآية في قضايا الاختلاف داخل الجيش. فالبخاري (256 هـ) جعل الآية في مطلع الباب الذي عنونه: “باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب وعقوبة من عصى إمامه”، كما جعل النووي (676 هـ) هذه الآية وما حوها من الآيات التي جَعلت آداب القتال في الإسلام. بل صرح الطبرسي أن التنازع في الآية يراد به التنازع في لقاء العدو كي لا يضعفوا عن مقاتلته.

ولا نرتاب في أن ذلك كله صحيح، وأنه من الصعب جدًا تعميم النهي عن التنازع لغير حال الحرب والقتال، فالخطاب خاص. إلا أنه يمكن الاستناد إلى التعليل الوارد في الآية الكريمة: “فتفشلوا وتذهب ريحكم”، فإن الفشل وذهاب الريح سيقانها هنا مساق التعليل، أي: لا تتنازعوا كي لا تفشلوا. وهذا معناه – كما قرر في أصول الفقه – أن العلة تعمم وتحصص. أي أن المهم عدم الوصول إلى مرحلة الضعف والوهن وذهاب القوة والمنعة والدولة؛ فأي تنازع يبلغ بالمسلمين هذه الحال يكون مشمولًا بالتحريم، تمامًا مثل: “لا تأكل الرمان فإنه حامض”؛ فكل تنازع يؤدي لذلك يكون حرامًا، وإن لم يكن تنازعًا بين المقاتلين في جبهة الحرب. فتفيد الآية مبدأ عدم التنازع بهذا المعنى، والتنازع المضعف لا يقتصر على تنازع المقاتلين.

ثانيًا: ما هو المراد من التنازع؟ هل هو اختلاف الرأي أم شيء آخر أبعد من ذلك؟ الذي يبدو من بعض الفقهاء والأصوليين أنهم استندوا إلى هذه الآية لتحريم العمل بالقياس، لأنه يؤدي إلى اختلاف الرأي. كما استدلوا بها أيضًا لإثبات مذهب التخطئة في أصول الفقه مقابل التصويب. ولعل أقدم من فعل ذلك هو ابن حزم الأندلسي (456 هـ) في “المحلى”، وكذلك فعل الحر العاملي (1104 هـ) في “الفصول المهمة”. كما استدلوا بها لتحريم الجدال.

لكن الصحيح أن النهي عن التنازع لا علاقة له باختلاف الآراء، ومن ثم فاستدلالهم بهذه الآية على مسألة التخطئة أو قضية القياس ونحوها غير صحيح. لأن في فقه دلالتها اللغوية – نوعًا من التجاذب والتشاجر والتخاصم، وهو ما يفهم أيضًا من كلام اللغويين. فمجرد اختلاف الرأي بشكل هادئ وعلمي وأخلاقي دون تجاذب ومنافرة وتحاصم وحقد وضغينة وتشنج، لا يشمله مفهوم التنازع الوارد في الآية الكريمة.


لم تقف يوما قضايا البحث في الفقه الإسلامي، فقد ظل الفقهاء والمشتغلون بهذا العلم في حالة دائمة من البحث والتنقيب لتقديم أجوبة لما يتصل بموضوعات جديدة لم يسبق أن طرحت من قبل، أو بموضوعات سابقة في ضوء وضع جديد على المستوى النظري والفكري أو العملي والميداني. وهذا الكتاب ما هو إلا في هذا المضمار لدراسة مجموعة من القضايا الفقهية المختلفة أو تلك التي تتصل بالفقه الإسلامي بمعناه العام وتعنيته وتدخل في اهتماماته. وهو مجموعة من الأبحاث الفقهية في موضوعات مختلِفة من الشريعة الإسلامية.

يعالج هذا الجزء من الكتاب قضايا متعددة مثل: عقل المرأة وموضوعاته الفقهية، الفورية في وجوب الحج، إخراج غير المسلم من الجزيرة العربية، فقه البيئة وأسلحة الدمار الشامل، فقه الصراعات الإسلامية أو فقه أهل البغي، حقوق الزوجة الجنسية، و…

كتب أخرى للمؤلف : حيدر حب الله 

اقتباسات من كتاب دراسات في الفقه الإسلامي المعاصر الجزء الثاني PDF تأليف حيدر حب الله

www.maktbah.net كتاب دراسات في الفقه الإسلامي الجزء الثاني PDF تأليف حيدر حب الله (1) www.maktbah.net كتاب دراسات في الفقه الإسلامي الجزء الثاني PDF تأليف حيدر حب الله (2)

📚 لا تفوّت أي كتاب جديد!

اشترك الآن مجانًا وتوصّل بأفضل الكتب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني. اكتشف الإصدارات المميزة، والملخصات المفيدة، والكتب النادرة التي ننشرها أولاً بأول! 👇

تحميل كتاب دراسات في الفقه الإسلامي المعاصر الجزء الثاني PDF تأليف حيدر حب الله

للحصول على الكتاب: اضـغـط هــنا

📢 ما رأيك في هذا الكتاب؟ شاركنا تجربتك في التعليقات، واقترح علينا كتبًا أخرى تود منا نشرها!

يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:

  • مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive و Scribd وغيرها من المواقع المتخصصة.
  • المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
  • الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.

يسعدنا تواصلكم معنا عبر أحد الوسائل التالية:

لا تترددوا في التواصل معنا لأي استفسار أو ملاحظة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *