كتاب سيكولوجية الحكمة PDF تأليف فاروق مصطفى جبريل …
وصف وملخص الكتاب :
أثر الحكمة موضوعًا رئيسيًا في الضفة العلمية، لاسيما تلك التي تتعلق بالدين والفلسفة. ولم تكن الحكمة موضوعًا رئيسيًا في البحث العلمي، إذ ظلت الدراسات فيها محدودة، خاصة في علم النفس.
ويرجع ذلك إلى أن مفهوم الحكمة ارتبط منذ بدايات البحث فيه بالفلسفة، حيث كانت تُعرف بأنها جوهر الحكمة. ولهذا، ظل هذا المفهوم يُبحث في سياق الفلسفة، رغم أن الفلاسفة تناولوه على أنه قدرة عليا، إلى أن ظهرت الأعمال النفسية لجان بياجيه (Piaget) وإريك إريكسون (Erikson) في منتصف القرن العشرين.
وفرت البحوث في علم النفس التي ركزت على التفكير والسلوك والسياق الاجتماعي أرضية مثالية لدراسة الحكمة، فدخل مفهوم الحكمة في سياق علم النفس. وسرعان ما وجد رواجًا بين الباحثين على اختلاف توجهاتهم العلمية وأطرهم النظرية، سواء في المجتمعات الغربية أو الشرقية أو الإسلامية.
الدراسات السيكولوجية حول الحكمة
كان محور الدراسات السيكولوجية المبكرة، كما ظهر في كتابات لايتون وإريكسون، هو دراسة الحكمة لدى الأشخاص الذين يُنظر إليهم على أنهم حكماء. وفي نهاية القرن العشرين، ظهرت عدة دراسات وبحوث نفسية حول الحكمة، تضمنت دراسة تطور الحكمة لدى الفرد، وصياغة مفهوم لها، وكيفية قياسها.
يصنّف علاء أيوب ولامة إبراهيم (2013) هذه البحوث في ثلاث فئات هي:
-
بحوث تناولت كيفية تعريف الناس للحكمة (Sternberg, 1985).
-
بحوث ركزت على تحليل العمليات المتعلقة بالحكمة (Baltes, 2000; Staudinger, 2000).
-
بحوث تناولت الحكمة كبناء متعدد الأبعاد يمكن قياسه عبر التحليل العاملي (Ardelt, 2003).
ورغم الاهتمام المتزايد بدراسة مفهوم الحكمة، إلا أن الجهود البحثية لم تتوصل إلى اتفاق موحد حول تعريفها، ولكن هناك إجماعًا على أن مفهوم الحكمة متعدد الأبعاد، يختلف حسب الأطر النظرية والثقافية للباحثين (Ardelt, 2003).
النظريات حول الحكمة
توصل المنظرون للحكمة، استنادًا إلى التفكير الإجرائي، إلى أنها مرحلة متقدمة من الفكر تتجاوز العمليات الصورية، ولذلك يتمتع بها من لديهم تفكير تأملي أو جدلي، حيث تُعتبر الحقيقة غير مطلقة بل متطورة وفق السياق التاريخي.
تناول فؤاد أبو حطب (1996) الحكمة باعتبارها القدرة على تحقيق التوازن بين المعرفة والوجدان والفعل في السلوك الإنساني، وهي القاسم المشترك بين الذكاء الموضوعي والاجتماعي والشخصي.
ويرى ستيرنبرج (Sternberg, 2001) أن الحكمة تقع على قمة العمليات العقلية، حيث تتداخل مع أنواع التفكير المختلفة، مثل التفكير النقدي، والإبداعي، والتأملي، وحل المشكلات، واتخاذ القرارات، والتفكير ما وراء المعرفي.
أما أردلت (Ardelt, 2003) فقد عرّفت الحكمة على أنها تكامل بين أبعاد المعرفة، والتأمل، والوجدان.
وفي دراسة لاحقة، وصف ستيرنبرج (Sternberg, 2004) الحكمة بأنها نمط معقد من السمات الموقفية والشخصية والحياتية التي يجب أن تعمل معًا ليصل الفرد إلى مستوى الحكمة.
وقد عرّفها جروفر وسباهر (Spahr & Gruver, 2006) بأنها القدرة على اتخاذ القرارات الناجحة استنادًا إلى خبرات القادة الناجحين.
بينما يرى كولبرز (Külpers, 2007) أن الحكمة تمثل شكلاً متكاملاً من أشكال الحياة الإنسانية، إذ ترتبط بالاتجاه التأملي، وتجمع بين الانفعالات والرغبات والقدرات المعرفية، مما يساعد على الاستجابة الفعالة لمشكلات الحياة اليومية واتخاذ القرارات الجيدة على المستويين الفردي والمجتمعي.
أما محمد دسوقي (2007) فيرى أن الحكمة هي حالة عقلية سلوكية تتضمن التكامل والتوازن والتفاعل بين الجوانب العقلية والوجدانية والدافعية، بحيث يحقق الفرد التوازن بين مصالحه الشخصية ومصالح الآخرين في السياق الاجتماعي والبيئي المحيط به.
ويشير ستيرنبرج (2010) في نظريته التطورية للحكمة إلى ثلاثة أبعاد رئيسية للحكمة:
-
البعد المعرفي: يتعلق بكيفية الحصول على المعلومات ومعالجتها.
-
البعد الأخلاقي: يتصل بالسلوك ذي القيمة الاجتماعية.
-
البعد الفردي: يتعلق بالهدف الشخصي الذي يسعى إليه الفرد من خلال الحكمة.
بينما يرى أصحاب نموذج “سان دييجو للحكمة”، الذي يعتمد على النهج العصبي-النفسي (Thomas et al., 2017)، أن للحكمة ستة أبعاد رئيسية:
-
المعرفة بالحياة
-
التنظيم العاطفي
-
السلوك الاجتماعي
-
نسبية القيم
-
الحسم
أهمية دراسة الحكمة
حظيت دراسة الحكمة باهتمام العلماء من مختلف التخصصات، مثل الفلسفة، والدين، والأنثروبولوجيا، والثقافة، والسياسة، والتربية، وعلم النفس. وتزايد هذا الاهتمام منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث بدأت الأبحاث في تفسير الحكمة وأبعادها المختلفة والعمليات المتضمنة فيها.
ويرجع البعض هذا الاهتمام إلى عدة عوامل، منها:
-
تعقد طبيعة المجتمعات الحديثة، مما جعل الأفراد بحاجة إلى التوجيه، حيث يمكن أن تساعد الحكمة في هذا المجال.
-
دور الحكمة في دعم رأس المال الاجتماعي، حيث تمثل رافدًا أساسيًا للأجيال القادمة.
-
الحكمة تساعدنا في فهم العالم ورؤية الأمور بوضوح.
-
تمثل الحكمة إحدى القيم التي تعزز التعاون والتوازن بين العمليات المعرفية والعاطفية والدافعية.
-
يُنظر إلى الحكمة على أنها ذروة التطور الإنساني، ويُقترح تعزيزها كهدف رئيسي في التربية والتعليم.
-
الحاجة إلى تحسين جودة الحياة والقرارات الاجتماعية من خلال تكامل العمليات الفكرية والعاطفية.
الحكمة والتعليم
يشير الباحثون إلى أن الحكمة يمكن أن تكون مؤشرًا على نجاح مخرجات التعلم المعقدة، لذا يسعى بعض الباحثين إلى دراستها لدى الخريجين باعتبارها تعكس المحصلة النهائية لخبراتهم التعليمية.
وفي هذا السياق، أكدت يسرية صادق (2010) على ضرورة اهتمام المؤسسات التعليمية بتنمية الخصائص الوجدانية والمعرفية التي تساعد الأفراد على فهم ذواتهم وفهم الآخرين والبيئة المحيطة بهم، مما يعزز تحقيق الصالح العام.
كما أن سيادة الحكمة داخل المؤسسات التعليمية تسهم في تحسين جودة التعليم، وزيادة التحصيل الأكاديمي، وتعزيز الحضور الطلابي، ورفع الأداء المؤسسي بشكل عام.
كتب أخرى للمؤلف : فاروق مصطفى جبريل
اقتباسات من كتاب سيكولوجية الحكمة PDF تأليف فاروق مصطفى جبريل
تحميل كتاب سيكولوجية الحكمة PDF تأليف فاروق مصطفى جبريل
تحميل الكتاب: اضـغـط هــنا
📢 ما رأيك في هذا الكتاب؟ شاركنا تجربتك في التعليقات، واقترح علينا كتبًا أخرى تود منا نشرها!
يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:
- مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive وغيره من المواقع المتخصصة.
- المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
- الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.
يسعدنا تواصلكم معنا عبر أحد الوسائل التالية:
- صفحة حقوق الملكية
- صفحة حول المكتبة نت
- البريد الإلكتروني: [email protected]
- كروب الفيسبوك: [الفيسبوك]
- قناة التلغرام: [التلغرام]
لا تترددوا في التواصل معنا لأي استفسار أو ملاحظة!
