كتاب علم نفس النمو من الجنين إلى الشيخوخة PDF تأليف عادل عز الدين الأشول …
وصف وملخص الكتاب :
علم نفس النمو هو أحد فروع علم النفس، يهتم بدراسة الكائن الإنساني منذ تكوين البويضة المخصبة داخل رحم الأم، مروراً بمراحل الجنين في فترة الحمل، فالولادة، ثم بعد الولادة: رضيعا، فطفلا، فمراهقا، فشابا، فرجلا، فكهلا. ويدرس نواحي النمو الجسمي والعقلي والانفعالي والاجتماعي والنفسي، وكل ما يؤثر في تلك الجوانب سلبياً أو إيجابياً.
فالفرد يتغير بصورة مستمرة، كما أنه في خلال عملية النمو يصبح الناس أكثر تناغماً في إدراكهم للمواقف، أو في استجاباتهم الانفعالية واتجاهاتهم وعاداتهم وتقاليدهم. ومن هنا، يمكن القول إن علم نفس النمو يدرس ويصف التغيرات السلوكية التي تصاحب التغيرات في العمر. كما يهتم علم نفس النمو بدراسة الإنسان باعتباره كائناً حياً نامياً، يتطور في مراحل حيوية في سلم تصاعدي في مقتبل العمر، ثم في مرحلة تتوسط الممر، وأخيراً في سلم تنازلي في أواخر العمر.
ولعل هذا الفرع من أهم فروع علم النفس جميعها. فعلى الرغم من كونه فرعاً من أصل ورغم حداثته النسبية، إلا أنه يزود سائر الفروع النفسية الأخرى بحقائق نفسية مهمة عن الإنسان، يستفاد منها في جميع المجالات التطبيقية لعلم النفس، وفي الحياة بصفة عامة.
ويهتم علم نفس النمو بأنواع السلوك المميز لكل مراحل العمر الزمنية، أو مراحل النمو، كما يهتم بالبادئ العامة التي تصف اتجاه النمو، متضمنة التفاعل بين ظروف النمو المختلفة.
وعلم نفس النمو، باعتباره واحداً من الفروع النفسية، يتناول بالدراسة العلمية مظاهر التغير التي يمر بها الكائن الإنساني بهدف تفسيرها والتنبؤ بها وضبطها، وتوجيهها نحو تحقيق النمو الأمثل للكائن الآدمي. أي أن موضوع علم نفس النمو، بمعنى آخر، هو دراسة النشاط النفسي للكائن الإنساني في تطوره وفضائه الزمني، ومدى تأثير هذا التغير على النواحي الجسمية والنفسية والاجتماعية والعاطفية.
تدفع الثورة العلمية التكنولوجية – التي يعيشها المجتمع الإنساني في القرن العشرين وفي الربع الأخير منه خاصة – بقضايا علم النفس إلى الحل الأول بين غيرها من القضايا الاجتماعية والاقتصادية.
هذه الحقيقة يدركها علماء النفس والطب النفسي، فهم بتطويرهم لفروع علم النفس أو بتعبير أدق بتطويرهم للعلوم النفسية كعلم النفس الصناعي والعسكري والحربي والفسيولوجي، ناهيك عن علم النفس التربوي والاجتماعي والطبي، يدركون أنهم لا يستطيعون حل أدق مشكلاتهم إلا إذا وضعوا في الاعتبار الأول العامل الإنساني. بمعنى آخر، حيثما يوجد الإنسان في أي موقع في هذا الوجود، لابد وأن يكون هناك اعتبار للعوامل النفسية، وبالتالي لابد وأن تبرز قيمة الدراسات النفسية إلى الحل الأول.
وعموماً، فإن التقدم الحضاري يستند إلى بعدين متكاملين: البعد المادي والبعد الإنساني. وما يتم بين هذين البعدين من تفاعل خلاّق موصول. ورغم ما للبعد المادي (من ظروف وإمكانيات طبيعية وموارد الثروة وغير ذلك) من أهمية كبيرة، إلا أن الإنسان هو الذي يستخدم هذه الموارد ويجعل منها وسائل ومصادر لحياته ورفاهيته. وبالتالي، حيثما يوجد الإنسان، لابد وأن يكون هناك علم نفس.
فالإنسان الذي يتفاعل مع هذا الوجود وبمكوناته المختلفة ما هو إلا تكوين نفسي. هو شخصية تتميز وتتفرد بخصائص معينة تحقق ذاتها في العمل والإنتاج وفي نظام العلاقات الاجتماعية المختلفة. يستخدم ما لديه من قدرات وطاقات في التفاعل مع هذا العالم والارتقاء به.
والإنسان هو محور العمل والإنتاج والسياسة والإدارة والحرب والعلم والفن – هو محور الوجود الحياتي، الاجتماعي والنفسي – إلا أنه يكون محور هذا الوجود بما يتمتع به من قدرات وخصائص نفسية. وما يكمن وراء تغيير هذا الوجود من طاقة نفسية وجهد دافعي وإبداعي، ما هي إلا إمكانات ينفرد بها الإنسان في عملية نموه وتكوينه.
ولا جدال في أن الآباء والمربين والباحثين النفسيين والاجتماعيين كثيراً ما يتأملون طويلاً في لغز الطفولة ومصاعب المراهقة ومعين أسرارها. فكم من باحث مشهود له بطول الباع في ميادين تخصصه، يؤلف الأسفار الضخمة حولهما وكيفية تقدسهما، ثم نجده في النهاية يعترف بلا مواربة بأن ما بذله من جهد لم يكن إلا محاولة مشوّقة لمعرفة النزر اليسير عن هاتين المرحلتين الحرجتين من حياة الإنسان. وكم من دارس قد كرّس جهده دفاعاً عن الطفولة البريئة، وعن الاهتمام بالمراهقة القلقة، إلا أنه يشعر في نهاية المطاف أنه لم يوفِ الموضوع حقه رغم ما بذله من جهد ومثابرة.
ولا يساورني أدنى شك في أن كثيراً من الأسئلة تشغل أذهان الآباء والعلماء على حد سواء، وجميعها ترمي إلى غاية واحدة، وهي: “ماذا يجب أن أفعل لكي أجعل طفلي أسعد حالاً وأقدر على القيادة وأرسخ في عقيدته؟ وكيف أسوس هذا المراهق الاندفاعي؟ وما هي السبل إلى ترويضه؟ وكيف نتعامل مع شباب اليوم ونحاول حمايتهم من كل المزالق والمشكلات النفسية والانحرافات السلوكية التي قد يتعرضون لها؟ وكيف نزيد من تفهمنا لعمر السن؟”
وفي هذا السياق، يصب جهدي المتواضع، ليكون بمثابة تناول بعض مسائل الطفولة وجوانب المراهقة والشباب بالإضافة إلى فترة الشيخوخة. وما هو إلا رغبة صادقة في أن أضع بين يدي القارئ المهتم بهذه الأمور ما قد يكون مفيداً ومجدياً في هذا الشأن. وإني كأب وكفرد يهتم اهتماماً خاصاً بالطفولة والمراهقة، أرى أن يعار الطفل ما هو جدير به من رعاية وعناية، وأن يوجه المراهق وفق قواعد حكيمة ورصينة، وأن نحاول تفهم شبابنا ونفتح أمامهم فرص النمو المختلفة، لنساعدهم على إبراز ذواتهم، بالإضافة إلى إدراكنا لأهمية فترة الشيخوخة وما يعتريها من نقصان في الجوانب التنموية، مما يستلزم اتباع الطرق المناسبة للتعامل مع هذه السن.
وقد حاولت أن أضمن هذا المؤلف استعراض وتحليل بعض آراء ونظريات علماء النفس وكبار المربين في مجال علم نفس النمو، بالإضافة إلى تناول مرحلة الشيخوخة من حيث الفهوم والخصائص النمائية، والمشكلات التي تواجه كل مرحلة من مراحل العمر، وكيفية مواجهتها، مع التركيز على مفهوم النمو في مراحل العمر المختلفة باعتباره أساساً لنمو الإنسان. كما أضفت ملاحظات خاصة بي، لكي يكون هذا المؤلف مرجعاً مفيداً للقارئ في علم نفس النمو.
كتب أخرى للمؤلف : عادل عز الدين الأشول
اقتباسات من كتاب علم نفس النمو من الجنين إلى الشيخوخة PDF تأليف عادل عز الدين الأشول
تحميل كتاب علم نفس النمو من الجنين إلى الشيخوخة PDF تأليف عادل عز الدين الأشول
تحميل الكتاب: اضـغـط هــنا
📢 ما رأيك في هذا الكتاب؟ شاركنا تجربتك في التعليقات، واقترح علينا كتبًا أخرى تود من نشرها!
يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:
- مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive وغيره من المواقع المتخصصة.
- المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
- الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.
يسعدنا تواصلكم معنا عبر أحد الوسائل التالية:
- صفحة حقوق الملكية
- صفحة حول المكتبة نت
- البريد الإلكتروني: [email protected]
- كروب الفيسبوك: [الفيسبوك]
- قناة التلغرام: [التلغرام]
لا تترددوا في التواصل معنا لأي استفسار أو ملاحظة!
