كتاب فقه بناء الإنسان في القرآن PDF تأليف كفاح أبو هنود

كتاب فقه بناء الإنسان في القرآن PDF تأليف كفاح أبو هنود  (2)

كتاب فقه بناء الإنسان في القرآن PDF تأليف كفاح أبو هنود …

وصف وملخص الكتاب : 

لقد أودع القرآن سرَّ بناء الإنسان في آياته، وجعل قانون بعثه من الهامش إلى التمكين وأسباب حياته بيِّنةً في ثناياه، وقدم منظومةً تربويةً متكاملةً لصياغة القلب والعقل والسلوك. وابتدأ تلك المهمة الكبرى في أول سور التنزيل القرآني في العهد المكي المبارك.

وفي هذا الكتاب محاولة تربوية مسكوبة في قالبٍ أدبيٍّ، نحو قراءةٍ تستلهم قيم القرآن الكريم وتصوراته ومعانيه ومقاصده في تشكيل إنسان الرسالة، وإنسان الحضارة، وإنسان الوظيفة العليا؛ وظيفة عمارة الأرض والخلافة فيها.

وهي محاولة تقوم على تدبر خطاب القرآن في سوره المكية الأولى، والوقوف على المعاني المحددة التي زخرت بها، والتي شكّلت بمجموعها نظريةً شاملةً في فقه بناء الإنسان في القرآن الكريم.

ويقينًا، فإن هذا الأمر يتطلب الكثير من الجهود العلمية والفكرية، والدراسات التي تستلهم المعاني التربوية من الدلالات البلاغية، وتستكشف خصوصية الخطاب القرآني في العهد المكي، وتتفرد بفهم المفردات القرآنية وأسلوب التعبير الذي تميزت به تلك السور. ومن هنا، فإن محاولتي في هذا الاتجاه ليست سوى بذرة في فضاء فكري واسع، تحتاج إلى جهود معرفية متواصلة حتى تنبت وعيًا مؤصلًا يستكشف نظرية بناء الإنسان في القرآن الكريم.

وتزداد الحاجة إلى هذه الجهود كلما تأملنا السياق الحضاري والتاريخي والواقعي لأمة أراد الله لها أن تكون شاهدةً على الأمم وقائدةً لها، لكنها انتكست عن الفهم القرآني، مما أدى بها إلى النكوص عن مهامها الحضارية والاجتماعية والفردية. بل وصل بها الأمر إلى الانكفاء على فهم دينيٍّ سطحيٍّ، بعيد عن مقاصد القرآن الكبرى.

إن استئناف الأمة لوجودها الحضاري يتطلب اكتشاف المنظومة التربوية التي صاغت ملامح المسلم العقلية والنفسية والسلوكية، وبعبارة موجزة: أمامنا مهمة كبرى، هي بعث “إنسان الرسالة” المفقود، وهي المهمة التي غابت عن رؤيتنا الدعوية، يوم انشغلت الأمة بإحياء الشعائر والوقوف عند الأحكام دون الارتباط بالمعاني والمقاصد.

وربما تبدو هذه المحاولة بدايةً أولى لاستلهام قيم القرآن وفقهه في بناء الإنسان، لكنها تضع أسسًا يمكن للباحثين والمهتمين أن يبنوا عليها نظريةً متكاملةً في هذا الاتجاه، نظرية ربما تساهم في تصحيح مسار السير، ومسار الوعي، ومسيرة البناء.

ولا يفوتني، في ختام هذا التمهيد، أن أشكر كل من ساهم في ولادة هذا العمل، وأعان عليه، وساهم في توجيهه بالرأي، أو التصحيح، أو الحوار.

ولله الفضل والمنة فيما أنجز، ومنه العفو والستر في كل حين.


لماذا البحث عن فقه بناء الإنسان في القرآن؟

وما جدوى فقه سور العهد المكي؟

بل ماذا يعني “فقه بناء الإنسان في القرآن”؟

قلتُ له: لماذا نمتد في السراب؟

لأن علاقتنا بالقرآن لا تزال في طور الترتيل، ولم نرتقِ به إلى دور التشكيل.

نحن نتقن الأداء الصوتي للقرآن، ولكننا نعجز كأمة عن الأداء السلوكي.

لا يزال القرآن يتردد في الحناجر، ولم يبلغ بنا إلى أن يغير المصائر.

نحن نمضي إلى الله فارغين من رسالة القرآن، أو ربما ناقصين من المعاني، محملين بالصوت فقط!

هل تدرك أننا قبل التنزيل القرآني كنا نزحف على هامش الحضارات، ولا صوت لنا إلا صوت الزحف الغائب في القاع؟!

فهل تدري متى بُعثنا من غيابنا؟!

ومتى انفرطت عنّا الأكفان؟!

لقد كان ذلك يوم نزل القرآن بقوله:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ” (الأنفال: 24).

كان القرآن حينها يحرر القوم من بعد المسافات عن الشهود الحضاري، ويسحب لهم منصة القيادة، ويعلن أن بين زمن الموت وزمن الحياة لا يفصل سوى فقه القرآن.

كان يغلق لهم صفحة الجنازات، ويفتح لهم عواصم الشهود على التاريخ، ويزرعهم في تربة الخرائط التاريخية دون رحيل.

وكانوا هم يومها صامتين في حضرة الصوت القرآني، يسمعونه من محمد ﷺ، يسمعونه بإحساسه التفاعلي، ويصفون قراءته بأنها: قراءة حزينة، شهية، بطيئة، مترسلة كأنه يخاطب إنسانًا.

وقد كان! إذ كان يخاطب روحه وأمته بكل معنى، ويأذن لنفسه وأمته أن تُخلق خلقًا من بعد خلق بالقرآن.

لقد كان القرآن مع كل نزول يحيك للصحابة أثوابهم الجديدة، وينسج لهم أرواحًا من نوره، وكان ينزع عنهم لباس الجاهلية الأولى مع كل سورة تتلى.

لقد أشرب الصحابة القرآن في قلوبهم حتى تنفسوه سلوكًا.

ورث الجيل الأول فقه التلاوة والتدبر النبوي، فتوحَّدوا مع الآيات حتى ازدحم القرآن في تفاصيلهم، كان القرآن يفيض لهم ويفيض بهم، حتى صاروا في معاشهم قرآنًا يمشي على الأرض.

انظر إليهم في تواصلهم مع النص، كيف كانوا ينبتون!

فهذا ابن مسعود -رضي الله عنه- يمكث زمنًا من الليل لا يردد سوى:

“وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا” (طه: 114)

لقد كان يفقه أن العلم مقام، فكان يستلهم من الدعاء القرب من الله في مقام الشهداء.

ويُذكر أن أحدهم دخل على أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- وهي تقرأ:

“فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ” (الطور: 27)

قال: فوقفتُ عليها، فوجدتها تستعيذ وتدعو، فذهبتُ إلى السوق وقضيتُ حاجتي، ثم رجعتُ فوجدتها ما زالت تستعيذ وتدعو!

لقد كان ذلك تذوقًا تبنى به حياةٌ جديدةٌ!

أما الإمام أحمد بن حنبل، فقد قيل له يومًا: لماذا بكيتَ طوال الليل؟

فقال: “مرَّ بي في الدرس قوله تعالى: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ” (الشورى: 40)، فسجدتُ وبكيتُ، وأحللتُ المعتصم من ضربي وأنا في السجود!”

لقد كان ذلك كله توقدًا بالقرآن، إذ كانت الآيات في أرواحهم كأنها كف المطر، لا تمضي دون أن تنبت فيهم ربيعًا جديدًا!

كتب أخرى للمؤلف : كفاح أبو هنود

اقتباسات من كتاب فقه بناء الإنسان في القرآن PDF تأليف كفاح أبو هنود 

كتاب فقه بناء الإنسان في القرآن PDF تأليف كفاح أبو هنود  (1) كتاب فقه بناء الإنسان في القرآن PDF تأليف كفاح أبو هنود  (3)

📚 لا تفوّت أي كتاب جديد!

اشترك الآن مجانًا وتوصّل بأفضل الكتب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني. اكتشف الإصدارات المميزة، والملخصات المفيدة، والكتب النادرة التي ننشرها أولاً بأول! 👇

تحميل كتاب فقه بناء الإنسان في القرآن PDF تأليف كفاح أبو هنود 

تحميل الكتاب: اضـغـط هــنا

يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:

  • مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive وغيره من المواقع المتخصصة.
  • المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
  • الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.

يسعدنا تواصلكم معنا عبر أحد الوسائل التالية:

لا تترددوا في التواصل معنا لأي استفسار أو ملاحظة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *