كتاب في تاريخ الأفكار السياسية وتنظير السلطة PDF تأليف محمد نصر مهنا …
وصف وملخص الكتاب :
يبدأ الفكر السياسي بآراء تتضح وتتبين بأضواء براقة، يتجلى عنها في النهاية فكر ينادي به كتّاب يدرسون ويقارنون ليستخدموا مذهبًا معينًا في سياسة الدولة وحكم الشعوب. وتتعارض الآراء وتتناقض لكي تتمخض عن رأي واضح في الحكم، وأن تعارضها هو على وتيرة اختلاف الروح الإنسانية وطبيعة البشر وحاجاتهم وكفايتهم وملكاتهم. ولا يمكن بحال أن يقوم الحكم على فكر دائم مستقر، وأن يتكون رأي في السياسة لا حياد عنه. فالآراء دائمة الحركة والتغيير أسوة بالحياة الإنسانية وتطور الحضارة، على أن يكون نبع الفكر والحركة هو الحريات العامة.
والآراء والأفكار والنظريات كلمات مترادفة وهدفها واحد، ولكنها تفصل ما بين الآمال وما يتصوره العقل، وبين العقل والتطبيق. والنظرية هي نهاية المطاف في الآراء والمذاهب، فهي ثمرة الملاحظة، وهي المعرفة الواقعية والإيجابية كنتيجة لتقرير الحقائق، وهي تتعدى التسجيل إلى التفسير ووضع قواعد في السياسة قابلة للتعديل والتنقيح. هي قواعد الحكم سواء كانت نظريات الحريات أو حكم الفرد أو حكم القلة وطبقة الأوليغارشية أو سيادة العنصرية. وتجمع النظرية السياسية بين شتى الأحداث والتطورات منسقة ومفسرة ومنظمة لاستخلاص خطة مثلى منها.
أما المذهب السياسي فإنه ينبثق من الفكر والرأي بعد تبلوره لوضع أسس توضحها، فهو الحلم الذي يراه المفكر بحكمته كأفضل نظم الحكم. ويأتي بعد ذلك دور المحلل السياسي في الشرح والتفسير لهذا الحلم باعتباره أسلوبًا في الحياة السياسية الدائمة الحركة منذ فجر التاريخ. فلا يستقر نظام حتى يسعى الإنسان إلى تغييره تطوريًا أو من خلال العنف أو بانقلاب أو بثورة. فهناك المذهب الفاشي القائم على سيادة الزعيم باسم الدولة أو في إطار العصبة، وهناك المذهب الحر القائم على الديمقراطية البرلمانية وسيادة الشعب وحقوق الإنسان. وهناك الاتجاهات السياسية التي ترتبت على التقدم الآلي والكيميائي السريع بفعل الحربين العالميتين، وعلى الرجل الإداري والتكنوقراطي أن يستوعب ذلك كأساس سياسة الدولة العصرية.
والمذاهب السياسية على اختلافها هي تنظيم متواصل للمسرح العالمي، ويمكن أن تدرك منها اتجاهات الشعوب وتعددها شيئًا فشيئًا عن سلطات الكنيسة، ومثال ذلك كفاح بسمارك ضد الكنيسة في ألمانيا في القرن الماضي وقيام الدولة العلمانية في فرنسا ابتداء من سنة 1905 بعد فصل الكنيسة عن الدولة. وفي هذه الديناميكية السياسية، هناك امتزاج بين المذهب السياسي والنظرية بالدراسات التاريخية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها. وكلما كان الفكر السياسي والنظريات مرتبطين بالدراسات التاريخية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، وكلما كان الفكر السياسي وتطبيقه واضحًا، أمكن تفهمه وتحقيقه بسهولة.
أما إذا كان تعقيد الفكر السياسي غير واضح، فقد تتشابك المصالح وتختلف في تفهمه وتنفيذه داخليًا، وكذا تفسيره في العلاقات السياسية الخارجية حيث تتسع دائرة التعقيد وتؤدي إلى أزمات بما في ذلك من صدام مع أطماع وسياسات دول أخرى.
وتجد الأفكار السياسية تفسيرها لعلاج المجتمع في مجموعات كتابات الحكماء في اليونان القديمة وفي الفاتيكان بعد ذلك، ثم في الدول الحديثة الحرة القائمة على ترك الأمور تسير في مجراها، ثم في الدولة الشاملة القائمة على التخطيط والاقتصاد الموجه أو السير (أي الذي يدار بواسطة الدولة). ويلاحظ أن عبارة “النظرية السياسية” وهي قاعدة الحكم في تحديد ماهية الحريات وحقوق الإنسان، ووظائف الدولة وسيادة الشعب هي مصطلح يختلف الكتاب بشأنه كما يحيط التضارب باستعماله. فقد تقف النظرية عند حد جمع الحقائق والأحداث بدون تعليق عليها لتحليل الواقع السياسي، وقد تذهب النظرية إلى مدى أبعد في تقصي الحقائق، وهنا تتناول النظرية السياسية دراسة تاريخها والمقصود بالعدالة وسعي الإنسان في تكوين مجتمعه في إطار النظام السياسي للجماعة لمحاولة تحديد العلاقة الصحيحة بين الفرد والدولة ومدى طاعته للنظام وحدود المثل السياسية والخلق السياسي الذي تبني عليه أسس الدولة.
كما تتناول دراسة النظرية طبيعة السياسة الدائمة الحركة كقوة ديناميكية تسير وفق التطور ولا يستقر لها قرار، وهي أهم مظهر للدولة والحكومة. وتحدد حقوق الفرد وواجباته وما تهدف إليه الدولة وما يتوقعه الناس من الدولة من حيث تحقيق الرفاهية والقضاء على الآلام، أي تحقيق الصالح الاجتماعي والطمأنينة والسلام والنظام والحرية والعدالة والمساواة والإخاء والمحافظة على الأرواح والأموال. وعلي الدولة أن ترعى حقوق الفرد وعلي الفرد أن يطيع الدولة فكل منهما يتمم الآخر سياسيًا. وإذا حدث انشقاق بين الفرد والدولة، فالواجب أن لا يصلحه السوط بل يجب تقويم المعوج من خلال الرأي العام المستنير والتفاهم وإلا تمزق كيان وأسس الدولة نتيجة لانتشار الظلم والظلام.
والتاريخ الحديث والمعاصر فيه أمثلة بارزة على ذلك ابتداءً بزوال الدولة العثمانية ومرورًا بالدكتاتوريات التي سادت في الفترة ما بين الحربين مثل النازية والفاشية.
كتب أخرى للمؤلف : محمد نصر مهنا
اقتباسات من كتاب في تاريخ الأفكار السياسية وتنظير السلطة PDF تأليف محمد نصر مهنا

تحميل كتاب في تاريخ الأفكار السياسية وتنظير السلطة PDF تأليف محمد نصر مهنا
للحصول على الكتاب: اضـغـط هــنا
📢 ما رأيك في هذا الكتاب؟ شاركنا تجربتك في التعليقات، واقترح علينا كتبًا أخرى تود منا نشرها!
يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:
- مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive و Scribd وغيرها من المواقع المتخصصة.
- المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
- الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.
يسعدنا تواصلكم معنا عبر أحد الوسائل التالية:
- صفحة حقوق الملكية
- صفحة حول المكتبة نت
- البريد الإلكتروني: [email protected]
- كروب الفيسبوك: [الفيسبوك]
- قناة التلغرام: [التلغرام]
لا تترددوا في التواصل معنا لأي استفسار أو ملاحظة!