كتاب قصة سقوط صدام حسين وانهيار نظام حزب البعث في العراق عام 2003 شهادة تاريخية مستقلة PDF تأليف شامل عبد القادر …
وصف وملخص الكتاب :
لم يكن سقوط الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين وانهيار نظام حزب البعث نتيجة عاملٍ واحد، بل جاء نتيجة تراكمات تاريخية، ونخر طويل الأمد أصاب جسد الحكم منذ تموز/يوليو 1979، بفعل ما يمكن تسميته بـ”حشرة الأرضة السياسية” التي نخرت بنية النظام من الداخل حتى تهاوى كل شيء كقطع خشبية مسنودة سقطت في أول ضربة خفيفة!
نظام بوليسي صارم بلا معارضة
منذ لحظة تسلمه السلطة عام 1979، كرّس صدام حسين نظاماً بوليسياً صارماً قائماً على البطش وإظهار القوة، لا يعرف التسامح مع أي صوت معارض، واستُخدمت كل الوسائل القانونية وغير القانونية لتصفية الخصوم. فخلال أقل من عقد من الزمن، اختفت المعارضة العراقية من الداخل، واحتكر حزب البعث السلطة بعد أن أجهز صدام على حلفائه من الشيوعيين وفكك الحركة الكردية باتفاق الجزائر 1975 مع شاه إيران.
مجزرة قاعة الخلد: بداية عهد القسوة
في 22 تموز/يوليو 1979، أطلق صدام حسين العنان لمرحلة جديدة من البطش بقتل 22 قيادياً بعثياً وسجن 23 آخرين بتهم ملفقة، أبرزها “المؤامرة المزعومة” بقيادة محمد عايش بدعم من حافظ الأسد. كانت المجزرة التي أشرف عليها برزان التكريتي، رئيس المخابرات، نقطة اللاعودة. بعد تعذيبٍ بشع في سجن أبو غريب، توفي البعض، وأُفرج عن الناجين بعد خمس سنوات من العزلة والعذاب.
من حكم الحزب إلى حكم العائلة
بمرور الوقت، تحوّل النظام العراقي من حكم الحزب الواحد إلى حكم العشيرة ثم إلى حكم العائلة، حيث سيطر أقارب صدام وأبناء عشيرته على مفاصل الدولة. أصبحت السلطة محصورة بيد أسماء مثل: عدي، قصي، حسين كامل، علي حسن المجيد، عبد حمود، وطبان، سبعاوي، وبرزان.
ورغم ارتكابهم لجرائم علنية، لم يُحاسبوا بجدية، بل كان صدام يطلق سراحهم بعد صورية المحاكمات. كان عدي، ابن صدام، يمارس الانحرافات الأخلاقية في وضح النهار، وسط صمت وتواطؤ من النظام. وصل به الاستهتار إلى تهديد والده بالسلاح إن لم يعد إلى زوجته الأولى، في مشهد وثّقه برزان في مذكراته!
سقوط النظام.. بفعل الداخل لا الخارج
رغم الشعارات الرنانة كدعم القضية الفلسطينية أو معاداة إسرائيل، لم تكن هذه أسباب سقوط النظام. كما أن غزو الكويت لم يكن العامل الحاسم في الإطاحة به. فقد أُعطي صدام فرصة 13 سنة (من 1991 حتى 2003) لإعادة توجيه سياسته، لكنه اختار طريق العزلة والعداء والتخريب الدبلوماسي.
لقد سقط النظام لأنّه تعفن من الداخل، وأصبح مكروهًا من الجماهير العراقية التي ضاقت ذرعًا بالحكم الفاشي. تحوّل إلى نظام هشٍ معلّق على غصن ميت، أسقطته أول رياح التغيير. لم يكن سقوطه بسبب مؤامرة دولية فقط، بل لأن دودة الأرضة كانت قد أكلت أساساته منذ زمن.
بعد السقوط: مراجعات ومفارقات
في المفارقة المؤلمة، عاد كثير من العراقيين لاحقًا، وحتى من أبناء الطائفة الشيعية، ليتحسروا على أيام حكم صدام، مقارنة بسنوات ما بعد 2003 التي اتسمت بالمحاصصة الطائفية والفساد والانقسامات.
كان يمكن لصدام أن يستمر بالحكم لولا التدخل الأمريكي، لكن ذلك لم يكن ليمنع استمرار التعفن والرفض الشعبي والعزلة الإقليمية والدولية. لقد كان نظام صدام يترنح منذ زمن، وكانت نهايته حتمية.
استمر حكم البعث في العراق 35 عامًا، منها 24 عامًا تولى فيها صدام الرئاسة بشكل مطلق، مقابل 37 عامًا حكم فيها ثلاثة ملوك العراق قبل 1958. هذا الفصل من تاريخ العراق لا يمكن تلخيصه في عامل واحد، بل هو حصيلة تآكل داخلي، وقمع ممنهج، وحكم فردي عائلي قضى على الدولة.
لقد أسقطت “دودة الأرضة” صدام حسين، وذهبت معه الجمهورية الثانية إلى الرماد… وما بقي إلا العِبر.
كتب أخرى للمؤلف : شامل عبد القادر
اقتباسات من كتاب قصة سقوط صدام حسين وانهيار نظام حزب البعث في العراق عام 2003 شهادة تاريخية مستقلة PDF تأليف شامل عبد القادر

تحميل كتاب قصة سقوط صدام حسين وانهيار نظام حزب البعث في العراق عام 2003 شهادة تاريخية مستقلة PDF تأليف شامل عبد القادر
للحصول على الكتاب: اضـغـط هــنا
📢 ما رأيك في هذا الكتاب؟ شاركنا تجربتك في التعليقات، واقترح علينا كتبًا أخرى تود منا نشرها!
يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:
- مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive و Scribd وغيرها من المواقع المتخصصة.
- المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
- الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.
يسعدنا تواصلكم معنا عبر أحد الوسائل التالية:
- صفحة حقوق الملكية
- صفحة حول المكتبة نت
- البريد الإلكتروني: [email protected]
- كروب الفيسبوك: [الفيسبوك]
- قناة التلغرام: [التلغرام]
لا تترددوا في التواصل معنا لأي استفسار أو ملاحظة!