كتاب كتابات على الرمال الجزء الثاني قصص ورواية الأعمال الكاملة PDF تأليف إيزابيل إبرهارت …
وصف وملخص الكتاب :
النص الذي قدمته مليء بالصور الفنية والمعلومات الأدبية القيمة حول حياة وأعمال إيزابيل إبرهارت، لكنه يحتوي على العديد من الأخطاء اللغوية، الإملائية، والتنضيدية. إليك النص بعد تصحيحه وتحسينه لغويًا مع الحفاظ على المعنى الأصلي والأسلوب الأدبي:
في هذا الكتاب الثاني، نجد مجموع أعمال إيزابيل إبرهارت المتخيلة، ولأول مرة تُنشر حتى تلك التي لم يسبق نشرها، أي سبعًا وخمسين قصة، وأربعة مخططات روائية، وروايتها الوحيدة غير المنتهية، للأسف، “المتشرد”.
كانت إيزابيل إبرهارت بالكاد تبلغ الثامنة عشرة من العمر حين اختارت الاستفزاز مدخلًا إلى عالم الأدب، فقِصتها الأولى المعنونة “جهنمية”، والتي نُشرت في المجلة الحديثة الجديدة، تشهد على جرأتها، وقد كتبت عليها توقيعًا غريبًا: “أسبق قبري”. وستستثمر هذه الجرأة على امتداد أعمالها، جاعلة من الفلاحين، والفيلقيين، والمساجين، والمومسات، والزهاد، والمجانين… أبطالًا لنصوصها.
هذه إذًا أعمال إيزابيل إبرهارت التي نُشرت في شكلها الأصلي، وهي كما كانت تتمنى.
«ذات يوم هادئ من أيام فصل الشتاء، وفي ملل شهر رمضان وكسله، كنت أتجول في الكثيب المنخفض المطل على الوادي الحجري…»
كانت إيزابيل إبرهارت تكتب في عين الصفراء، في الجنوب الوهراني، في شهر كانون الأول/ديسمبر من سنة 1903. لا ريب في أنها أفلحت في أن تنفرد بنفسها في الغرفة التي كانت تقتسمها مع صحفي ورسام هو بيشون إيستريلا في الفندق الوحيد بمدينة الحامية الصغيرة، حيث توقفت أسفل نافذتها خطوط السكة الحديد فجأة أمام الصحراء.
«فرأيت محمدًا جالسًا، مسندًا ظهره إلى الجدار المتداعي لبناية المكتب العربي العتيقة.»
من تكون هذه الـ”أنا” التي وُضعت في هذا النص؟ هل هي إيزابيل إبرهارت؟ كلا، فـ”أنا” هنا تتعلق بشخص آخر. إنه محمود السعدي، الشخصية الخيالية التي مكنت الكاتبة من التجوال في الكثيب ذلك اليوم. كان يرتدي برنس المسافر المجهول، وينتعل الحذاءين الأحمرين العاليين الخاصين بالفرسان. كان يمر أو يتوقف، غير أنه ليس غريبًا. فقد قابل في اليوم السابق محمدًا قرب معسكر الجنود الأهليين، وكان يتحدث لغته نفسها، ولم يشك محمد، ولو للحظة، في أن محمود السعدي كان امرأة.
كان محمود السعدي يتجول بهدوء، ولم يكن يختبئ، بل يأخذ مسافة ليلاحظ على نحو أفضل… لأن المخزني كان مشغولًا بشيء شديد الغرابة؛ فقد أخرج من جيبه مرآة بائسة… وكان يبتسم أمام صورته.
لعبة المرآة. كانت إيزابيل إبرهارت، وهي تكتب، تنظر إلى محمود الذي يرقب المخزني الذي يتأمل صورته. إدماج صورة في قلب صورة، ألعاب بصرية وازدواجية. أين يكمن الخيال؟ فالمخزني محمد حقيقة، أو على الأقل هو انعكاسها، و”الأنا” هي ما تبتكره. وإذا ما تم تحويل زاوية النظر، فلربما أن محمدًا التقى خيال محمود (محمود المتخيل). وما دامت إيزابيل إبرهارت ابتكرت نفسها في محمود، فـ”الأنا” التي تتجول في الكثيب هي وسيط، وتمتح من حقيقة اللوحة التي هي بداخلها كعنصر مدمج. غير أن إيزابيل إبرهارت تدونه في سر كتابتها، فهي تُعبر وتوقع نصها. وهي موجودة.
لماذا لعبة “الأنا” هذه؟ في الأصل، هناك غياب وفراغ تسعى لملئهما مهما كلف الأمر من ثمن. عندما وُلدت إيزابيل إبرهارت، كان لها بالطبع والد، لعله الوصي عليها الكونت تروفيموفسكي، ولربما شخص آخر، معلوم أو مجهول، بيد أنها غير معترف بها ما دامت لا تحمل اسمه. فلتخترع أبًا إذن، وهو ما قامت به من خلال مراسلاتها، دون اقتناع، مشيرة، في من أشارت إليهم، إلى طبيب ألماني. فقد اخترعت اسم عائلة (وليس اسمًا متعارفًا عليه)، اسمًا جدّدته لتعيش. وبهذا العمل، تجاوزت قَدر كونها ابنة غير شرعية، بالطريقة الأكثر أصالة، ما دامت قد اختارت اسمًا مذكرًا، فارّة في الوقت نفسه من المصير المشترك لمعاصراتها من النساء.
كان هذا التخييل من أجل العيش، ولتكون، بصفة نهائية، هي نفسها. فارضة ذلك تباعًا في نصوصها وفي حياتها “الحقيقية”: الصحفي الروسي الشاب نيقولا بودولانسكي، ثم “الحقيقة”: محمود السعدي الطالب، وستنتهي بخلق إيزابيل إبرهارت كامرأة وككاتبة.
منذ أن وُلدت إيزابيل إبرهارت في جنيف سنة 1877، كان التخييل في كل مكان في حياتها، حيث أبٌ متخيل ووطنٌ -هو روسيا- لم تعرفه إلا من خلال لغة أمها ومن خلال الأدب. حكاية أسرية مذهلة تتعاقب فيها المآسي وتختفي الأسرار.
ويُوجد التخييل حتى في الآثار المادية الوحيدة، مثلما يوجد خارج الكتابات التي خلفتها وراءها. فهناك صورة لها وهي في سن الثامنة عشرة، غير أن تلك صورة لملاح فرنسي على وشك ركوب سفينة “الفونجور”. وهناك بطاقة أرسلتها، وهي في العشرين، إلى كاتم أسرارها علي عبد الوهاب في بون، غير أنها موقعة باسم نيقولا بودولانسكي، الصحفي. وثمة صور أيضًا حين كانت تتبع موضة التصوير في جنيف أو بون لدى لويس دافيد، وصور لفتى في ثوب شرقي، كبدوي في تونس، وكامرأة عربية، حيث بدت متنكرة. ثم أربع صور أُخذت بعد ذلك بوقت طويل، ويبدو أنها التُقطت لها خلسة.
كل هذه دلائل لا تترك مجالًا للشك في نهاية شخصية محمود السعدي. وعند فحص هذه الأدلة التي محا عليها الزمن، يُبحث عبثًا عن توقع وجود امرأة في سن الخامسة والعشرين خلف جسد البدوي، رجل البارود، وهو يلوك سيجارته.
غير أنها تظهر في آخر صورة لها، أُخذت قبل أيام فقط من وفاتها: ابتسامة الطفل ونظرته الماكرة.
وقد وقّعت إيزابيل إبرهارت في الفترة نفسها آخر نصوصها، كاشفة عن نفسها فيها كما في تلك الابتسامة الأخيرة.
مع محمود السعدي، تمكنت من ولوج قلب اللوحة التي كانت تصفها. وفي المقابل، تظهر تفاصيل صغيرة من صورتها في كل شخوصها. مكر الكتابة منطقي، مثلما قال رولان بارت، عندما تحدث عن بيير لوتي (أول ملهمي إيزابيل إبرهارت الأدبيين):
“الكتابة أن يكون المرء جزءًا من اللوحة، لا أن يكتب فقط، حيث يُلغى الخصم والأصل، المعبر والمعبر عنه، والموضوع والمبيَّن. هنا تحديدًا تبحث الكتابة الحديثة عن نفسها.”
كتب أخرى للمؤلف : إيزابيل إبرهارت
اقتباسات من كتاب كتابات على الرمال الجزء الثاني قصص ورواية الأعمال الكاملة PDF تأليف إيزابيل إبرهارت

تحميل كتاب كتابات على الرمال الجزء الثاني قصص ورواية الأعمال الكاملة PDF تأليف إيزابيل إبرهارت
للحصول على الكتاب: اضـغـط هــنا
📢 ما رأيك في هذا الكتاب؟ شاركنا تجربتك في التعليقات، واقترح علينا كتبًا أخرى تود منا نشرها!
يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:
- مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive و Scribd وغيرها من المواقع المتخصصة.
- المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
- الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.
يسعدنا تواصلكم معنا عبر أحد الوسائل التالية:
- صفحة حقوق الملكية
- صفحة حول المكتبة نت
- البريد الإلكتروني: [email protected]
- كروب الفيسبوك: [الفيسبوك]
- قناة التلغرام: [التلغرام]
لا تترددوا في التواصل معنا لأي استفسار أو ملاحظة!