كتاب كيف تكسب قوة الشخصية PDF تأليف هادي المدرسي …
وصف الكتاب :
قوة الذات
هل يولد البعض بشخصية قوية بينما يولد آخرون بشخصية ضعيفة؟
أم أن القوة والضعف هنا مكتسبان؟
لا شك أن هناك من يولد في ظروف تجعله أقوى شخصية من غيره، فكما يرث أحدنا الصفات الجسدية لآبائه وأمهاته مثل لون بشرته، وتقاسيم وجهه، فإنه كذلك يرث صفاتهم النفسية بنسبة معينة، ولكن ذلك لا يعني أن من لم يرث قوة الشخصية من آبائه لا يمكنه اكتسابها.
فالصفات التي نراها ليست كلها من النوع الذي لا يمكن تبديله أو تغييره، ولا من النوع الذي لا يمكن الإضافة عليه بشكل أو بآخر.
ظروف الحياة، والتجارب التي يمر بها الإنسان، وتصميمه الجاد وقوة إرادته، كلها تشكل عوامل تدفعه إلى زرع الصفات التي يرغب فيها في ذاته لتنمو في شخصيته.
وهذا يعني أن ضعفاء الشخصية يمكن أن يصبحوا بمرور الزمن أقوياء، كما يمكن أن يولد أشخاص أقوياء في شخصياتهم من جهة الوراثة، لكنهم بفعل الظروف الاجتماعية والعائلية قد يفقدون قوة شخصيتهم إلى درجة كبيرة.
إن النظر إلى الواقع العملي يكشف عن أن الأكثرية من أقوياء الشخصية هم من الذين اكتسبوها من خلال الخطوات العملية التي مارسوها في حياتهم، وليس من خلال عوامل الوراثة. وأنهم كانوا يعانون من الضعف في فترات سابقة من حياتهم.
وهذا يعني أن كل إنسان يولد بحد أدنى من قوة الشخصية، ومن خلال التربية، والإرادة، والممارسات العملية، يكتسب قوة إضافية يضيفها إلى رصيده الطبيعي منها.
إن قوة الذات في جميع البشر تكمن في الالتزام بهدي الفطرة التي يولدون بها، وهي تلك الطهارة الداخلية التي تولد الحقيقة، ومنها تنبع القوة كلها.
ألا ترى أن قوة جاذبية الإمام علي عليه السلام وقوة ولده الحسين عليه السلام، وبعد مرور أكثر من ألف عام على مقتلهما، تنبع من التزامهما العملي بالطهارة الداخلية، وتمسكهما الصارم بالحقيقة، ورفضهما الانقياد وراء المصلحة الآنية الباطلة؟
إن الحياة تحتوي على قضايا عظيمة وأخرى تافهة، وكلما كان الإنسان مرتبطًا بقضية عظيمة، كلما اكتسب عظمة تلك القضايا.
فإذا رفع أحدنا راية العدالة، وكان صادقًا في تمسكه بها، دون أن يرجو من خلالها مصلحة شخصية، بحيث لا ينافق أو يتناقض مع نفسه، تحولت قوة العدالة إليه، فأصبح رمزًا لها. ومن ثم يصبح قويًا لا يقهر.
ألم نرَ كيف أن رجلًا فقيرًا فاشلًا في شبابه، تحول إلى قوة كبرى تحدت أكبر إمبراطورية في عصره، وانتصرت عليها؟ أعني غاندي، الذي حرر الهند من الاحتلال البريطاني عندما كانت أكبر قوة استعمارية، من غير اللجوء إلى أية قوة إلا ما سماه “قوة الحقيقة”؟
إن الحفاظ على الطهارة الداخلية النابعة من الفطرة، والإيمان الصادق بالمبادئ والقيم، والعمل المخلص من أجلها، يعطي الذات قوة عظمى لا يقتصر تأثيرها على الزمن المعاصر لها، بل تتدفق في الأزمنة اللاحقة أيضًا.
أليس كل ذلك متاحًا لكل الناس؟
حقًا، إن للصدق قوة كبرى، وكذلك للإيمان، والعدالة، والحرية، والأخلاق. وكل من يلتزم بها، ويعمل من أجلها، يصبح له قوة في الذات، ويصبح له تأثير في الحياة بقدر ما يحمل من ذلك.
فمثلاً: الصدق ليس مجرد مفردة أخلاقية، بل هو الذي يعطي الحياة معنى، عبر القوة التي يمد بها صاحبه. وكل الذين دفعوا الناس للأن يسيروا وراءهم، ويقتدوا بهم كانوا صادقين مع أنفسهم ومع الناس.
وكذلك الأمر مع بقية الأخلاق الفاضلة، حيث إن لها سلطانًا على النفوس، حتى بالنسبة لأولئك الذين لا يلتزمون بها.
حتى الكذاب يحترم من يلتزم بالصدق، وحتى الظالم لا يستطيع إلا أن يحترم – على الأقل في أعماق نفسه – من يرفع راية العدالة في وجهه.
وفي هذا يكمن السر في عجز طغاة التاريخ عن القضاء على الأنبياء والرسل والصالحين.
إن في الروح ينبوعًا من القوى الهائلة، وكل من يقترب من هذا الينبوع يصبح لديه قوة يسميها البعض “سحرية”، ولكنها هي قوة الروح الحاكمة على الحياة.
أليست الروح من أمر الله؟
يقول تعالى: “ويسألونك عن الروح، قل الروح من أمر ربي.”
ومن يملك روحًا يملك الحياة كلها، أما من يفتقدها، فلا تنفع معه الأمور الأخرى.
مثلاً، يظن البعض أن الذكاء أو العلم مهمان جدًا من أجل كسب النجاح في الحياة أو كسب الأهمية في المجتمع، إلا أن تجارب كل الناجحين تدل على أن قوة الشخصية تساهم في نجاح العمل أكثر بكثير مما يساهم الذكاء، مهما كان خارقًا.
كتب أخرى للمؤلف : هادي المدرسي
اقتباسات من كتاب كيف تكسب قوة الشخصية PDF تأليف هادي المدرسي
تحميل كتاب كيف تكسب قوة الشخصية PDF تأليف هادي المدرسي
تحميل الكتاب: اضغط هنا
يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:
- مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive وغيره من المواقع المتخصصة.
- المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
- الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.
نحن دائمًا في خدمتكم ويسعدنا تواصلكم عبر أحد الوسائل التالية:
- صفحة حقوق الملكية
- صفحة حول المكتبة نت
- البريد الإلكتروني: [email protected]
- كروب الفيسبوك: [الفيسبوك]
- قناة التلغرام: [التلغرام]
لا تترددوا في التواصل معنا لأي استفسار أو ملاحظة!
