كتاب لا تكن لطيفا أكثر من اللازم كيف تتجنب تسعة أخطاء ضارة بك PDF تأليف ديوك روبنسون …
وصف ومراجعة الكتاب :
الأخطاء الناتجة عن لطفنا تدمرنا
يجب علينا أولاً أن نعترف بأن ليس كل شيء سيئ في كوننا لطفاء. فمن جانب، هذا يعني أننا حساسون لاحتياجات الأسرة والأصدقاء، وعلماء النفس يؤكدون أن الذين يراعون مشاعر الآخرين يكونون في صحة جيدة وسعادة أكبر من الأنانيين. ومن جانب آخر، تحمينا اللطف من النقد والإحراج والرفض. وكلما كنا لطفاء، كلما فكر الآخرون أننا رائعون. وعلاوة على ذلك، فإن مراعاة شعور الآخرين ومجاملتهم تمهد الطريق لابتكار مجتمع أكثر إنسانية، وتساعد في جعل هذا العالم أكثر تحضراً وحيوية. وفي حالات نادرة ولكنها هامة، تحفز صفة اللطف لدى الناس ليكونوا شجعانًا إلى درجة بطولية. وهكذا، تكون السلوكيات اللطيفة خير معين لنا بطرق عديدة. هذا الجانب الإيجابي لهذه السلوكيات يجعلنا نعجب بها ونحب أن نفكر في أدائها.
ومشكلة اللطف أنه له نتائج سلبية وتكلفنا أكثر مما نتوقع. والأخطاء الأوليان مرتبطان ببعضهما: محاولة أن نكون كاملين، وتحمل ما لا نطيق، يؤديان إلى الإنهاك. ويقللان من طاقتنا حتى نشعر أننا كالسفن المحملة بأكثر من طاقتها فتميل وتغرق. وبالمناسبة، أبدأ بهذين الخطأين لثلاثة أسباب: (1) أنهما من بين أصعب الأخطاء التسعة التي يجب تجنبها؛ (2) الحاجة الداخلية التي تدفعنا إلى فعل هذين الخطأين تؤدي بنا إلى حد ما إلى ارتكاب الأخطاء السبعة الباقية؛ (3) إذا استطعنا التوقف عن فعل هذين الخطأين، سيكون لدينا طاقة أكبر للتعامل مع الأخطاء الأخرى.
الأخطاء الأربعة التالية هي: ألا نقول ما نريد، وأن نكبت غضبنا، وأن نتعقل أمام عدم تعقل غيرنا، وأن نتكلم بالأكاذيب الصغيرة. هذه الأخطاء تكلفنا الكثير من سلامة أنفسنا حيث نفقد الاتصال مع جوانبنا العاطفية. ونتفق جميعًا على أن مشاعرنا هامة بالنسبة لتفاعلنا مع الآخرين، ولكن عندما تتعارض مشاعرنا مع صفة اللطف (مثلاً، عندما نغضب من شخص أو نرغب في شيء لكننا نخشى فقدان اللطف)، فإننا نقوم بكبت هذه المشاعر ونتظاهر بعدم الشعور. وأحيانًا ندفن مشاعرنا في مكان لا نعلمه، أو قد لا نستطيع وضعها في الموضع الصحيح، وإذا انفجرت المشاعر، فغالبًا ما نجد أننا لا نستطيع التعامل مع حدتها أو حجمها، ولذلك نمارس التبادل الوجداني مع الآخرين متجاهلين مشاعرنا الحقيقية، مستكرين لها، ومخفين لوجودها. أو نحن نقع تحت وطأتها ونصاب بالإجهاد بسبب خفقاننا لها.
في الواقع، فإن خوفنا من عواطفنا، التي غالبًا ما نقع أسرى لها، هو الذي يجعلنا نتظاهر بغير ما نشعر به. ونتيجة لذلك، نفشل في أن نقترب حقًا من أنفسنا. وهذه هي المشكلة التي تجعلنا نعيش بعيدًا عن الجوهر الذي يهمنا.
الأخطاء الثلاثة الأخيرة هي: إسداء النصح للآخرين، إنقاذ الآخرين، وحماية المحزونين. هذه الأخطاء تعمل على إفساد مسار من نحبهم، وغالبًا ما تجعل مشاكلهم أسوأ مما هي عليه. لا يوجد لدينا أفضل من إرادتنا الواعية لمساعدة الآخرين، ولكن لأن هذه السلوكيات لا تخلو من محاولات لاشعورية للتحكم في الآخرين بينما نبدو في الشكل طيبين، فإن هذه السلوكيات تجهض نوايانا.
في الحقيقة، تبنينا هذه السلوكيات التسعة لنكون مقبولين اجتماعيًا ولنتجنب الألم الوجداني، ولندعم المحتاجين لنا. دعني أقول منذ البداية إن الانغماس في هذه السلوكيات يشعرنا بالبهجة، رغم أننا مستمرون في ممارستها بحكم العادة، لكنها تبدو طبيعية لنا. ولأننا غالبًا لا ندرك توابعها الفظيعة في بعض الأحيان، قد تدفعنا بعض منها إلى الجنون. ومع ذلك، حتى عندما يكون الحال كذلك، فإننا لا نراها كمشاكل نحن مسؤولون عنها. وإذا رأيناها كذلك، فإننا عادة لا نجد الوقت للتفكير في كيفية التوقف عن تكرارها. ومع ذلك، في أعماق أنفسنا، يوجد خوف من أننا إذا توقفنا عن التصرف بهذه الطرق، قد لا نصبح كما نحن الآن.
من المهم أن نعرف أننا بوصفنا لطيفين قد تدربنا على صياغة عقولنا بطريقة حسنة النية ولكنها خاطئة. لقد تم برمجتنا من خلال رسائل تسيطر على الوعي وقد ضللت سلوكنا. ومن المهم أيضًا أن نفهم أننا غير مضطرين للشعور بالأسف على أنفسنا إلى الأبد، أو إلقاء تبعة مشاكلنا على آبائنا. نحن لسنا ضحايا أبرياء لوراثتنا أو للمرحلة الأولى من حياتنا داخل الأسرة. علاوة على ذلك، فمن المفيد أن نعلم أن هذه التوجيهات الخاطئة ليست مقصورة علينا فقط، بل هي عامة، والأكثر من هذا أنه لا يجب أن نمشي على نفس الطرق ذات النتائج العكسية، ولكن هناك طرقًا معينة لتجنبها. وبوضع هذه الأخطاء التسعة وراء ظهورنا، والتصرف وفقًا لمعرفة جديدة بأنفسنا وبإمكاناتنا في السلوك، يمكننا أن نغير شكل حاضرنا، وأن نشكل مستقبلنا. وبالوعي والجهد، يمكننا تغيير أنفسنا بطرق تجعلنا أصحاء أكثر من أي وقت مضى.
ومن المهم بنفس القدر أن نفهم أن التغييرات التي أتحدث عنها لا تتطلب منا أن نتوقف عن التصرف بلطف. ولكنها قد تتطلب منا تغيير نوايانا الحسنة ومقاييسنا بحيث نستعيد ما فقدناه من توازن، ونبدأ في التصرف بطريقة مختلفة. هذا التغيير يتطلب منا أن نوازن بين اللطف والمصداقية.
كيف سيساعدك هذا الكتاب؟ في كل فصل من هذا الكتاب، سنستعرض كل خطأ من الأخطاء التي يرتكبها الناس اللطفاء، ثم نشرح سبب وقوعهم فيها، وأهمية التوقف عن ممارستها. وبالطبع، لا يكفي مجرد فهم الخطأ، بل يجب أن نتوقف عن ارتكابه. ولذا، جنبا إلى جنب مع كل خطأ، سترى سلوكًا إيجابيًا تستطيع تبنيه. في كل فصل، سأعرض طرقًا فعالة للتوقف عن ارتكاب الأخطاء وتبني السلوكيات الإيجابية. لكن حتى عندما تبدو الأفكار التي ستقابلها حقيقة وتعدك بالمنفعة، فالشخص الذي يجب أن يقرر تطبيقها هو أنت. أنت من يجب أن ينقلها من فكرة إلى واقع حقيقي في حياتك.
من الملاحظ أن الناس جميعهم يرتكبون هذه الأخطاء في غمرة التعاملات الاجتماعية المعقدة التي تتسم بعدم اليقين والتعقيد الاجتماعي. وبالتالي، فإن كل سلوك بديل يحتاج إلى سلسلة من الخطوات التي يجب اتخاذها بشكل ديناميكي ومرن، مما يتيح لك اختيار الخطوات التي تتخذها في الوقت المناسب، وأحيانًا قد تحتاج لإعادة خطوة معينة عدة مرات. بمجرد أن تتقن هذه المهارات، سيكون لديك القدرة على الاستجابة بشكل ملائم لكل موقف.
نتيجة لتعلم هذه المهارات، سيكون كل منا قادرًا على:
- تحرير نفسه من الالتزام بما يتوقعه الآخرون منا.
- عدم تحمّل ما لا نطيق.
- أن نقول ما نريده للآخرين.
- التعبير عن غضبنا بشكل صحي، والحفاظ على علاقاتنا.
- الرد بفعالية عندما يهاجمنا الناس أو يوجهون لنا الانتقادات غير العقلانية.
- إخبار أصدقائنا بالحقيقة عندما يخذلوننا.
- الاهتمام بالآخرين دون تحمل عبء إدارة حياتهم.
- مساعدة الأشخاص الذين يحبون التدمير الذاتي على استعادة صحتهم النفسية.
- الشعور بالكفاءة والتعاطف عند مواجهة الألم والحزن.
التغيير ليس سريعًا دائمًا، لكنه ممكن.
كتب أخرى للمؤلف : ديوك روبنسون
اقتباسات من كتاب لا تكن لطيفا أكثر من اللازم كيف تتجنب تسعة أخطاء ضارة بك PDF تأليف ديوك روبنسون
تحميل كتاب لا تكن لطيفا أكثر من اللازم كيف تتجنب تسعة أخطاء ضارة بك PDF تأليف ديوك روبنسون
تحميل الكتاب: اضـغـط هــنا
يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:
- مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive وغيره من المواقع المتخصصة.
- المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
- الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.
نحن دائمًا في خدمتكم ويسعدنا تواصلكم عبر أحد الوسائل التالية:
- صفحة حقوق الملكية
- صفحة حول المكتبة نت
- البريد الإلكتروني: [email protected]
- كروب الفيسبوك: [الفيسبوك]
- قناة التلغرام: [التلغرام]
لا تترددوا في التواصل معنا لأي استفسار أو ملاحظة!
