كتاب لكنود يا من انطلقت شاكياً.. انتظر قد نسيت بعض رزقك إليك عبادة السعادة PDF تأليف إسلام جمال …
وصف وملخص الكتاب :
من الكتاب : عندما وصلنا إلى المدرسة في أول يوم لي، أرشدني شقيقي إلى صفي، لكنني قلت له إنها ليست مضطرة للبقاء معي، لأنني أستطيع التعامل بنفسي.
دخلت الصف بثقة، ثم توجهت نحو المعلمة التي كانت جالسة عند مكتبها قريبة من الباب. لم ترفع نظرها إليّ، بل استمرت في القيام بعملها الذي كانت منشغلة به.
كانت تطلب من الأطفال قبل الدخول أن يقرؤوا فقرة كتبتها على السبورة حتى تتأكد من قدرتهم على القراءة. سألتني بعد قليل: “أخبريني، ماذا ترين على السبورة هناك؟”
قلت لها: “لا أستطيع أن أرى شيئًا!” فقالت بلهجة حادة: “إذا، ماذا تفعلين هنا؟ هذه ليست مدرسة للمكفوفين، ونحن لا نقبل الأطفال الذين لا يستطيعون الرؤية.”
أجبتها في دهشة وذعر: “لن أستطيع البقاء في هذه المدرسة الكبيرة؟ هذا مستحيل!” شعرت بأنفاسي تتسارع والضيق يخيم على صدري.
ظلت المعلمة جالسة وهي تراقبني عن قرب، وحاولت التفكير في كيفية التعامل مع الموقف. لم أكن كفيفة، فأنا أستطيع الرؤية، ولكن نظري ليس بقوة نظر باقي الأطفال. كنت قادرة على المساعدة في المنزل تمامًا مثل الباقين.
لم أستطع العودة للمنزل، فقد قال لي أبي أنني دائماً ما يجب أن أنهي ما أبدأه. لذلك كان علي إفهام المعلمة أنني أستطيع الرؤية. قلت لها: “أستطيع أن أرى، لكن ليس من مسافة بعيدة!”
لكنها لم تصدقني، فأصبت باليأس. كيف يمكنني إقناعها أنني لست مريضة؟ دخل جميع الأطفال إلى القاعة بينما كنت الوحيدة التي بقيت عند الباب. كدت أبكي، لكني تماسكت حتى خطرت لي فكرة.
وقفت أمام السبورة واقتربت جدًا منها حتى تمكنت من قراءة الكلمات. كنت أسير جيئة وذهابًا أمام السبورة لأتمكن من قراءة الحروف الكبيرة التي كانت قريبة من عيني.
بدأ بعض الصبية يضحكون بصوت مكتوم، لكني استمررت في القراءة حتى أنهيت الفقرة، ثم بدأت أبكي وأقول للمعلمة: “أستطيع أن أرى، أستطيع أن أرى!”
كررت ذلك عدة مرات والدموع تغمر وجهي. شعرت المعلمة أخيرًا بتأثري، وسمحت لي بالبقاء.
عندما خرجنا للاستراحة، بحثت عن شقيقي لكني لم أتمكن من العثور عليه، ولم أجد أي شخص أعرفه. تجولت في أرجاء ملعب المدرسة ودققت في وجوه الأطفال القريبين مني لأرى إن كان بمقدوري التعرف على أحد، لكنني شعرت بالعزلة.
كانت نظرات الأطفال إليّ مختلفة، البعض ينظر إليّ بشفقة، والبعض الآخر يضحكون بصوت مكتوم. لم أدرك سبب ذلك! كنت سعيدة في صباح ذلك اليوم قبل الذهاب إلى المدرسة، فقد اختارت لي أمي ثيابًا خضراء جميلة، وكنت أظن أن مظهري كان حسنًا كالأميرات. لكنني لم أتوقع أن تعيق عيني كل شيء.
تعرضت لمضايقات في ظهر ذلك اليوم من بعض الصبية المشاغبين، مما دفعني إلى اختيار طريق متعرج للعودة إلى المنزل للتخلص منهم. صعدت السلم بسرعة وتوجهت إلى غرفة نوم أمي، أخذت المرآة اليدوية من خزانتها وصعدت السلم مجددًا إلى غرفتي. وقفت قرب النافذة حيث أشعة الشمس، وألصقت المرآة بوجهي، ولأول مرة في حياتي تمكنت من رؤية شكلي بوضوح.
كانت إحدى عيني أصغر بكثير من الأخرى، وكانت غائرة في رأسي، وكأنها كرة زرقاء باهتة ميتة، وكانت أضعف بكثير من العين الثانية. حدقت في وجهي لفترة ولاحظت أن عيني السليمة أيضًا بها بقع بيضاء في الزاوية الزرقاء منها. كما لاحظت أن جفن عيني الضعيفة مغمض جزئيًا بشكل دائم.
حاولت فتح جفني لتكون العين مثل الأخرى، لكني لم أستطع التحكم به بشكل طبيعي. وعندما أدركت أنني عاجزة عن فعل ذلك، حاولت فتح جفني بيدي. سبب لي ذلك ألمًا كبيرًا، حيث اضطررت إلى إفلات الجفن وغلق كلتا عيني، ثم حاولت الرؤية من خلال فتحة ضيقة جدًا، لكنني لم أنجح.
اعتقدت أنني سأبدو مثل الآخرين إذا غمضت عيني، وتمنيت لو يراني الناس وأنا نائمة ليتوقفوا عن نظرات الشفقة والسخرية. نظرت طويلاً إلى وجهي في المرآة، وبعد أن أدركت تمامًا كيف أبدو في أعين الناس، أجهشت بالبكاء.
كتب أخرى للمؤلف : إسلام جمال
اقتباسات من كتاب لكنود يا من انطلقت شاكياً.. انتظر قد نسيت بعض رزقك إليك عبادة السعادة PDF تأليف إسلام جمال
تحميل كتاب لكنود يا من انطلقت شاكياً.. انتظر قد نسيت بعض رزقك إليك عبادة السعادة PDF تأليف إسلام جمال
للحصول على الكتاب: اضـغـط هــنا
📢 ما رأيك في هذا الكتاب؟ شاركنا تجربتك في التعليقات، واقترح علينا كتبًا أخرى تود منا نشرها!
يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:
- مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive و Scribd وغيرها من المواقع المتخصصة.
- المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
- الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.
يسعدنا تواصلكم معنا عبر أحد الوسائل التالية:
- صفحة حقوق الملكية
- صفحة حول المكتبة نت
- البريد الإلكتروني: [email protected]
- كروب الفيسبوك: [الفيسبوك]
- قناة التلغرام: [التلغرام]
لا تترددوا في التواصل معنا لأي استفسار أو ملاحظة!
