كتاب هكذا سكت نيتشه هكذا تكلم زوربا PDF تأليف أنس زاهد …
وصف وملخص الكتاب :
هذا الكتاب ليس دراسة نقدية بالمعنى الفني أو الاحترافي للكلمة. وبمعنى أكثر دقة، فإن هذا الكتاب لا يضع ضمن اهتماماته دراسة العناصر الفنية لرواية زوربا للكاتب اليوناني نيكوس كازانتزاكيس، مثل بناء الشخصيات والبيئة الروائية وما إلى ذلك من أمور فيها. الكتاب هو محاولة للغوص في الفكر الزوربي الذي يمثل الفطرة الإنسانية النقية في أشد حالات تألقها.
ومن ناحية أخرى، يسعى الكتاب إلى عقد مقارنة أو مقابلة بين الفكر الزوربي، الذي قلت قبل قليل إنه يمثل الفطرة الإنسانية الخالية من الشوائب الاجتماعية والثقافية، وبين الفكر النيتشوي، وبالتحديد فكر فريدريك نيتشه الذي تجلى على أكمل وجه من خلال كتابه الأهم والأشهر: هكذا تكلم زرادشت.
لكن لماذا نيتشه مقابل زوربا؟ لماذا نيتشه دون غيره؟
الجواب هو أنني كنت ولا أزال أعتقد أن كتابات الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه هي التجسيد الأعظم لقدرة العقل البشري على الإبداع؛ العقل البشري الخلاق الذي لا يتوقف عند حدود ولا يرتهن إلى محظور، ولا يلزم نفسه باتباع أي عرف أو التسليم بأي من البديهيات. والحدود والمحظورات والأعراف والبديهيات هي أعتى أنواع القيود التي يمكن أن تكبل العقل البشري.
إن وجه الشبه الأكبر بين نيتشه وزوربا، رغم الاختلافات الشاسعة التي تفصل بين الاثنين، هو أنهما قد بلغا من التفوق ما يجعل من الحياة بكل جمالها وجلالها، تتوارى أمامهما خجلاً لأنها أضيق من أن تستوعب مطالب وطموحات هذا الثنائي المتفرد، الخارج عن وعلى كل سياق.
لقد أبدع نيتشه أهم كتبه هكذا تكلم زرادشت عندما خرج تماماً عن كل سياق، فكتب نصاً منفلتا لم أعثر فيه على تأثير أحد من سابقيه سوى المسيح، بالإضافة إلى الأثر المحدود الذي تركه الفيلسوف الألماني شوبنهاور. لم يتأثر فكر نيتشه، وخصوصاً في هذا الكتاب، بأي من سبقه من الفلاسفة والأدباء، لأنه في انفلاته كان قد تجاوز الجميع بما فيهم الحياة نفسها. أليس نيتشه هو القائل من خلال هذا الكتاب:
“لقد أصبح كل شيء صغيراً، فإنني حيثما أوجه أنظاري لا أرى غير أبواب خفضت أرتاجها، فإذا شاء أمثالي أن يجتازوها، تحكم عليهم أن ينحنوا. أيطول بي الزمان حتى أعود إلى وطني حيث لا أرغم على الانحناء أمام كل صغير؟”
لم تلب الحياة مطالب نيتشه، خذلته بمحدوديتها إزاء عقله الذي عرف بالتحديد مكامن الخلل وأوجه القصور، فتمرد على الحياة ومن ثم تمرد على نفسه وغرق في الجنون.
وهكذا تكسرت أجنحة ذلك العقل الجبار الذي سرقت منه النسور سرعتها وأنفتها وتحليقها وجرأتها وجبروتها.
زوربا هو الآخر يحمل القدر نفسه من عدم الرضا الذي يفضي إلى التمرد. لكن زوربا اعتمد مشروعاً آخر بعيداً عن مثالية نيتشه، حيث سعى الأخير إلى تحقيق الكمال على الأرض عبر مشروعه العقلي، بينما اندفع الأول في حب الحياة كما هي دون أن يطمح في تغييرها. وهذه هي المصالحة التي يمكن أن تمد المرء بالطاقة على الاستمرار.
زوربا كان يدرك أن الحياة مليئة بأوجه القصور، والأهم أنه كان يدرك أين تكمن مظاهر القصور. وقد كان يثور في وجهها أحياناً، لكنه لم يعتقد أبداً أن الحل المثالي هو هدم المعبد على من فيه تمهيداً لإعادة البناء على وجه أكمل من دون وجود أي ضمانة تكفل تحقيق الغاية الأخيرة، وأقصد بها: إعادة البناء بعد تحويل البناء القديم إلى أنقاض. يقول نيتشه في كتابه هكذا تكلم زرادشت في عبارة تحمل أكبر قدر ممكن من التمرد والرغبة في الهدم: “من أراد أن يكون مبدعاً، سواء أكان في الخير أم في الشر، فعليه أن يبدأ بهدم ما سبق تقديره وبتحطيمه تحطيماً. وهكذا فإن أعظم الشر يبدو جزءاً من أعظم الخير، ولكن هذا الخير لم يُعط إدراكه إلا للمبدعين”.
كتب أخرى للمؤلف : أنس زاهد
اقتباسات من كتاب هكذا سكت نيتشه هكذا تكلم زوربا PDF تأليف أنس زاهد

تحميل كتاب هكذا سكت نيتشه هكذا تكلم زوربا PDF تأليف أنس زاهد
للحصول على الكتاب: اضـغـط هــنا
📢 ما رأيك في هذا الكتاب؟ شاركنا تجربتك في التعليقات، واقترح علينا كتبًا أخرى تود منا نشرها!
يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:
- مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive و Scribd وغيرها من المواقع المتخصصة.
- المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
- الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.
يسعدنا تواصلكم معنا عبر أحد الوسائل التالية:
- صفحة حقوق الملكية
- صفحة حول المكتبة نت
- البريد الإلكتروني: [email protected]
- كروب الفيسبوك: [الفيسبوك]
- قناة التلغرام: [التلغرام]
لا تترددوا في التواصل معنا لأي استفسار أو ملاحظة!