كتاب البروتوكولات اليهودية والصهيونية – تأليف عبد الوهاب المسيري …
يُعد كتاب “البروتوكولات اليهودية والصهيونية” للمفكر الدكتور عبد الوهاب المسيري امتدادًا لأعماله الفكرية التي تتناول الظاهرة الصهيونية من منظور نقدي عميق ومغاير للرؤية السائدة. يستند هذا الكتاب إلى الخلفية المعرفية الموسوعية التي يتمتع بها المسيري، لا سيما من خلال عمله الضخم: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية.
الصهيونية وكراهية اليهود: تفكيك المفهوم
يرى المسيري أن جوهر الفكر الصهيوني يتمثل في تعزيز كراهية اليهود وشيطنتهم، ليس من منطلق كراهية خارجية فقط، بل من داخل الإطار الفكري الصهيوني نفسه، إذ تُصور الصهيونية اليهود كجماعة متعالية، تكره البشرية وتسعى للهيمنة على العالم، خاصة في الجانب الاقتصادي من خلال سيطرتها المزعومة على رؤوس الأموال.
وبحسب المسيري، فإن الهدف من هذه الصورة المبالغ فيها عن قوة اليهود هو كسب الحرب النفسية قبل خوض المعركة الفعلية، حيث يسعى الفكر الصهيوني إلى ترسيخ هذه الفكرة في أذهان العرب والمسلمين لإضعافهم نفسيًا، ولزرع الرهبة في نفوسهم من “العدو الذي لا يُقهر”.
البروتوكولات: أداة خطيرة للتضليل
ينبه المسيري إلى خطورة استخدام “بروتوكولات حكماء صهيون” كوثيقة لإدانة اليهود أو مهاجمتهم، لأنها وثيقة مزيفة ثبت تاريخيًا أنها ملفّقة، وقد كُتبت لخدمة أغراض سياسية معينة. ويرى أن الاعتماد عليها يؤدي إلى نتائج عكسية، أبرزها اتهام العرب والمسلمين بالعنصرية ومعاداة السامية، وهو أمر يُستغل دوليًا للتشهير بالقضية الفلسطينية.
ويضيف أن كثيرًا من المفكرين والكتّاب العرب أسسوا موقفهم من الصهيونية بناءً على هذه الوثيقة المزيفة، ما يجعل تغيير نظرتهم أمرًا صعبًا، لأنهم تبنوا ما يسميه المسيري “النموذج الإدراكي المغلق”، أي أن طريقة تفكيرهم تأثرت بالبروتوكولات لدرجة أنها أصبحت مرجعهم الأساسي.
تحليل نقدي لعبارات البروتوكولات
يقول المسيري في أحد تحليلاته:
“يُلاحظ هنا أن هذه العبارات تضفي على اليهود صفات الإله المتحكم في كل شيء، القادر على كل شيء، الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء، فهل يُعقل أن نُصدِّق أن هناك من البشر العاديين من يتسمون بصفات الله عز وجل حتى لو ادّعى حكيم حكماء صهيون ذلك؟ ألا يتناقض هذا مع فكرة الإيمان بالله نفسها؟”
بهذا المنهج النقدي، يفكك المسيري الأساطير التي تُحيط بالبروتوكولات، ويُظهر أن تصديقها يتناقض مع العقيدة الإسلامية نفسها التي ترفض تأليه البشر أو تصويرهم بقدرات خارقة.
الصهيونية: عقيدة غربية تناقض الشريعة اليهودية
من أبرز ما يطرحه المسيري في الكتاب أن الصهيونية ليست من نتاج اليهود أنفسهم فقط، بل هي حركة نشأت في أوروبا الغربية وشارك فيها غير يهود من الخلفية المسيحية البروتستانتية التبشيرية، الذين كانوا يحملون كراهية دفينة لليهود، ويعتبرونهم مسؤولين عن صلب المسيح.
كما يشير إلى أن الشريعة اليهودية الأرثوذكسية تحرّم العودة إلى فلسطين قبل ظهور المسيح المنتظر (الماشيح)، وبالتالي فإن المشروع الصهيوني يتناقض مع العقيدة الدينية اليهودية التقليدية، ما جعله مرفوضًا من قبل فئة كبيرة من اليهود أنفسهم، خصوصًا في الشتات.
تناقضات داخلية في الفكر الصهيوني
يُفند المسيري الأسطورة القائلة بأن اليهود يمثلون كتلة واحدة متجانسة، مشيرًا إلى أن اليهود عبر التاريخ تنوعوا من حيث اللغة والثقافة والجغرافيا والانتماء العقائدي. وهذا ما يُناقض النظرة الصهيونية التي تُصورهم كأمة موحدة ذات هدف واحد.
كما يؤكد أن الصهيونية تحتقر يهود الشتات، وترفض أي إنجازات لهم في أوطانهم خارج فلسطين، وتُصنفهم كمجرد أدوات أو ضحايا تم استخدامها لإنشاء الدولة الصهيونية، ما يجعل المشروع الصهيوني معاديًا للتراث اليهودي ذاته.
البعد التبشيري المسيحي في الصهيونية
ومن الجوانب التي يُسلط المسيري الضوء عليها هو التحالف بين الصهيونية والمسيحية الصهيونية التبشيرية، حيث يعتقد أتباع هذا التيار أن عودة اليهود إلى فلسطين شرط لعودة المسيح، ومن ثم حدوث معركة نهاية الزمان (هرمجدون) التي سيُقتل فيها آلاف اليهود، ولن ينجو منهم إلا من يعتنق المسيحية.
هذا البُعد ينمّ عن عداء دفين لليهود من داخل المشروع الصهيوني نفسه، ما يجعل من الخطأ النظر إلى الصهيونية كحركة تحرر لليهود، فهي بالأحرى مشروع استعماري يُوظف الدين لخدمة أهداف سياسية واستعمارية غربية.
كتب أخرى للمؤلف : عبد الوهاب المسيري
👤 من هو عبد الوهاب المسيري؟
عبد الوهاب محمد المسيري (1938 – 2008) هو مفكر ومؤرخ وعالم اجتماع مصري مسلم. يُعرف بكونه أحد أبرز المفكرين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين، وقد تميز برؤيته النقدية تجاه الحداثة الغربية ومفاهيمها الكبرى، ومن بينها العلمانية، العولمة، والتشيّؤ.
من أشهر أعماله:
-
موسوعته الضخمة “اليهود واليهودية والصهيونية“، التي تعد من أضخم الموسوعات الفكرية في العالم العربي، وتقدم رؤية تحليلية مغايرة لليهودية والصهيونية، تجمع بين المعرفة الأكاديمية والرؤية النقدية.
وقد نال المسيري إشادة واسعة في الأوساط الفكرية العربية، رغم وجود بعض الآراء الناقدة له، خاصة في ما يتعلق برؤيته للظاهرة اليهودية، حيث اتهمه البعض بالتحيّز، فيما رآه آخرون باحثًا موضوعيًا تجاوز الأحكام الجاهزة.
اقتباسات من كتاب البروتوكولات اليهودية والصهيونية – تأليف عبد الوهاب المسيري
تحميل كتاب البروتوكولات اليهودية والصهيونية – تأليف عبد الوهاب المسيري
للحصول على الكتاب : البروتوكولات اليهودية والصهيونية
📢 ما رأيك في هذا الكتاب؟ شاركنا تجربتك في التعليقات، واقترح علينا كتبًا أخرى تود منا نشرها!
يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:
- مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive و Scribd وغيرها من المواقع المتخصصة.
- المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
- الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.
يسعدنا تواصلكم معنا عبر أحد الوسائل التالية:
- صفحة حقوق الملكية
- صفحة حول المكتبة نت
- البريد الإلكتروني: [email protected]
- كروب الفيسبوك: [الفيسبوك]
- قناة التلغرام: [التلغرام]
لا تترددوا في التواصل معنا لأي استفسار أو ملاحظة!
