كتاب في التربية الخاصة الإعاقة العقلية الاضطرابات المعرفية والإنفعالية PDF تأليف حمدي علي الفرماوي – وليد رضوان النساج …
وصف وملخص الكتاب :
التعليم حق أساسي لكل فرد، ويجب أن يكون متاحًا للجميع مجانًا، مع مراعاة احتياجاتهم وقدراتهم الفردية. يجب أن يتم هذا التعليم في بيئة مرنة تقل فيها القيود، بحيث تتناسب مع المتطلبات التعليمية لكل شخص.
نظرًا لتأثير الإعاقات التعليمية على قدرة الأفراد على التعلم، فإن فهم هذه الإعاقات والتعامل معها بفاعلية يُعد من أهم المسؤوليات التي تقع على عاتق المعلمين وأولياء الأمور على حد سواء. وتُعد الإعاقة العقلية واحدة من أبرز الإعاقات المعرفية التي تعوق التحصيل الدراسي وتؤثر سلبًا على أداء الطلاب، مما يجعل خدمات التربية الخاصة ضرورية لهم.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الأطفال الذين يعانون من الإعاقة العقلية يواجهون تحديات في التكيف الاجتماعي، مما قد يؤدي إلى عزلتهم عن المجتمع أو تحويلهم إلى عبء عليه، بل وقد يصبحون قوة مدمرة إذا لم يُقدَّم لهم الدعم المناسب. لذا، فإن توفير خدمات تعليمية متخصصة تُعزز من قدراتهم وتسهم في إعادة تأهيلهم يُعد أمرًا ضروريًا لضمان إدماجهم في المجتمع بطريقة إيجابية.
يعتمد هذا الكتاب على فرضية أساسية تكتسب قبولًا عالميًا متزايدًا، وهي أن جميع الأفراد، بغض النظر عن مستوى إعاقتهم أو مظاهر القصور لديهم، يمكن مساعدتهم على تطوير مهاراتهم وقدراتهم وشخصياتهم ليتمكنوا من التفاعل مع بيئتهم. يهدف الكتاب إلى تقديم نظرة متقدمة حول موضوع الإعاقة العقلية، مستندًا إلى دراسات وأبحاث متعددة في هذا المجال.
ويُعد هذا الكتاب مرجعًا نظريًا وعمليًا لمعلمي الفئات الخاصة والطلاب المتخصصين في مجال الإعاقة العقلية في المرحلة الجامعية، حيث يساعدهم على اكتساب معرفة شاملة تجمع بين الجوانب النظرية والتطبيقية. كما يُعتبر مصدرًا مهمًا لطلاب الدراسات العليا والباحثين المهتمين بالتربية الخاصة، إذ يتضمن معلومات جوهرية تُسهم في تطوير برامج تعليمية متخصصة.
إلا أن هذا الكتاب لا يدّعي تقديم حلول شاملة أو وصفات جاهزة لمتخصصي صعوبات التعلم، بل يؤكد على أهمية إعادة التفكير المستمر في المعارف المتاحة حول هذه الفئة، واتخاذ القرارات المناسبة بناءً على الحالة الفردية لكل طالب. فالحديث عن تأهيل متخصصي الإعاقة العقلية يتطلب مجلدات عديدة، وهذا الكتاب يُعد مجرد خطوة تأسيسية تضع القاعدة النظرية والعملية التي يمكن الانطلاق منها لاستكشاف أساليب متنوعة تتناسب مع الاحتياجات الفردية لذوي صعوبات التعلم.
مفهوم الإعاقة العقلية (Handicapping Mental Disabilities)
يُعرّف القانون الأمريكي لتعليم الأفراد ذوي الإعاقات لعام 1997 التلاميذ ذوي الإعاقات بأنهم المصابون بـ:
-
صعوبات التعلم النوعية (Learning Disabilities).
-
اضطرابات اللغة (Language Disabilities).
-
التخلف العقلي (Mental Retardation).
-
اضطرابات الجهاز الحركي (Orthopedic Impairments).
-
التوحد (Autism).
-
إصابات دماغية شديدة (Traumatic Brain Injury).
-
اضطرابات انفعالية (Emotional Disturbances).
-
إعاقات سمعية وبصرية (Hearing & Visual Impairments).
-
الإعاقة السمعية-البصرية المزدوجة (Blind-Deaf).
-
الإعاقات المتعددة (Multiple Disabilities).
-
علل صحية أخرى (Other Health Impairments).
ومع ذلك، لم يتضمن هذا القانون اضطرابات فرط الانتباه ونقص النشاط (Attention Deficit Hyperactivity Disorder – ADHD).
مصطلح التخلف العقلي (Mental Retardation)
تبنت الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي (American Association on Mental Retardation – AAMR) التعريف الذي قدمه جروسمان (1973)، والذي يعرّف التخلف العقلي بأنه:
انخفاض ملحوظ في الأداء الذهني العام، يكون مصحوبًا بسلوك غير تكيفي، ويظهر خلال مرحلة النمو.
الجذور التاريخية للاهتمام بالإعاقة العقلية
قبل أواخر القرن الثامن عشر، كانت الإعاقة العقلية تُعامل بالخوف والخرافات، حيث كان يُعتقد أنها لعنة من قوى عليا. وكانت المشكلات الانفعالية والنوبات تُفسَّر على أنها نتيجة لمس الشياطين أو الأرواح الشريرة. في كثير من الأحيان، كان الأطفال المصابون بالإعاقات العقلية أو الجسدية يُنبَذون أو يُقتلون، بينما كان البالغون المعاقون يُهمَلون أو يُساء معاملتهم أو يُستغلّون.
ومع مرور الوقت، بدأت بعض الأديان والفلسفات الأخلاقية تؤكد على أهمية رعاية الأفراد الأقل حظًا، فتم إنشاء مؤسسات ومصحات ضخمة لإيواء ورعاية هؤلاء الأفراد. غير أن هذه المؤسسات كانت تعاني من الاكتظاظ وسوء الظروف الصحية، وكان نزلاؤها يعانون من الإهمال وسوء المعاملة.
تطور الاهتمام بتعليم المعاقين
شهد القرن الثامن عشر جهودًا رائدة للاهتمام بالمعاقين، حيث:
-
1760: أسس رئيس طائفة دينية مدرسة للصم في باريس.
-
1789: افتتح فالنتين هواي المؤسسة الوطنية لصغار المكفوفين.
-
فيليب بينيل (1745-1836): عارض استخدام السلاسل في تقييد المرضى النفسيين، واقترح تدريبهم مهنيًا.
وفي الولايات المتحدة، بدأ التعليم الخاص لذوي الإعاقات في القرن التاسع عشر، من خلال جهود شخصيات بارزة مثل:
-
صمويل جريدلي هاو: مؤسس مدرسة بيركنز للمكفوفين.
-
دوروثيا ديكس: معلمة متقاعدة ناضلت من أجل حقوق المصابين بأمراض نفسية.
-
توماس هوبكنز جالوديت: مؤسس المدرسة الأمريكية للصم.
كانت هذه المدارس تُقام وفقًا للتقاليد الأوروبية، حيث يتم تعليم المعاقين في مدارس داخلية منفصلة عن المجتمع. ومع ذلك، لم تكن هناك خدمات خاصة لهم في المدارس العامة.
ما بين 1850 و1920، شهدت الولايات المتحدة توسعًا سريعًا في مدارس التعليم الخاص، حيث وضعت كل ولاية برامج لاستيعاب فئات معينة من التلاميذ المعاقين. ومع بداية القرن العشرين، بدأت برامج التربية الخاصة في المدارس العامة، ونمت تدريجيًا حتى منتصف القرن.
نشأة فصول التربية الخاصة
يعود الفضل في تأسيس فصول التربية الخاصة إلى جهود:
-
جان إيتارد وإدوارد ساجان، اللذين عملا على تطوير أساليب تدريس فردية للأطفال ذوي الإعاقات.
-
انتشار اختبارات الذكاء أدى إلى الحاجة إلى برامج أوسع لخدمة الأطفال منخفضي الذكاء.
-
1867: تأسست أول الفصول الخاصة بالمعاقين عقليًا في مدينة دريسدن، ألمانيا.
كان الهدف الأساسي من هذه الفصول هو إعادة دمج التلاميذ في التعليم العادي بعد تلقيهم برامج خاصة. لكن التجربة أظهرت أن عدد قليل جدًا من التلاميذ تمكنوا من العودة إلى الفصول العادية، إذ لم يعد من بين 1302 تلميذًا سوى 65 تلميذًا فقط حتى عام 1903.
تصنيفات التخلف العقلي وأسبابه
أولًا: التصنيف وفقًا لاختبارات الذكاء
-
تصنيف تيرمان (Terman, 1916):
-
التخلف العقلي البسيط (Borderline Retardation): معدل الذكاء 70-79.
-
التخلف العقلي البسيط (Moron): معدل الذكاء 50-69.
-
التخلف العقلي المتوسط (Imbecile): معدل الذكاء 25-49.
-
التخلف العقلي الشديد (Idiot): معدل الذكاء أقل من 25.
-
-
تصنيف هيبر (Heber, 1959-1961):
تبنّت الجمعية الأمريكية لعلم النفس تعريف هيبر، الذي صنّف التخلف العقلي إلى خمس فئات:-
حدودي (Borderline): معدل الذكاء 68-83.
-
بسيط (Mild): معدل الذكاء 52-67.
-
متوسط (Moderate): معدل الذكاء 36-51.
-
شديد (Severe): معدل الذكاء 20-35.
-
عميق (Profound): معدل الذكاء أقل من 19.
-
ثانيًا: التصنيف الطبي وفقًا للأسباب المرضية
استند التصنيف الطبي إلى الدليل التشخيصي الرابع DSM-IV (1994)، والذي حدّد أسباب التخلف العقلي كما يلي:
-
أمراض معدية مثل:
-
الحصبة الألمانية.
-
الزهري الخلقي.
-
-
إصابات جسمية مثل:
-
الإصابة الدماغية.
-
التلف الدماغي.
-
الاستسقاء الدماغي.
-
-
حالات خاصة مثل القماءة (Cretinism):
-
تنتج عن اضطرابات الغدة الدرقية (نقص إفراز الثيروكسين).
-
ترتبط بنقص اليود في الطعام.
-
تتميز بأعراض مثل كبر حجم الرأس، جحوظ العينين، جفاف الجلد، قصر الأطراف، وانتفاخ البطن.
-
كتب أخرى للمؤلف : حمدي علي الفرماوي – وليد رضوان النساج
اقتباسات من كتاب في التربية الخاصة الإعاقة العقلية الاضطرابات المعرفية والإنفعالية PDF تأليف حمدي علي الفرماوي – وليد رضوان النساج

تحميل كتاب في التربية الخاصة الإعاقة العقلية الاضطرابات المعرفية والإنفعالية PDF تأليف حمدي علي الفرماوي – وليد رضوان النساج
تحميل الكتاب: اضـغـط هــنا
📢 ما رأيك في هذا الكتاب؟ شاركنا تجربتك في التعليقات، واقترح علينا كتبًا أخرى تود من نشرها!
يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:
- مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive وغيره من المواقع المتخصصة.
- المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
- الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.
يسعدنا تواصلكم معنا عبر أحد الوسائل التالية:
- صفحة حقوق الملكية
- صفحة حول المكتبة نت
- البريد الإلكتروني: [email protected]
- كروب الفيسبوك: [الفيسبوك]
- قناة التلغرام: [التلغرام]
لا تترددوا في التواصل معنا لأي استفسار أو ملاحظة!