كتاب معارك التنويريين السعوديين لمحو الظلام – تأليف يعقوب محمد إسحاق – محمود محمد بترجي …
وصف وملخص الكتاب :
الكارثة الكبرى هي أن المواطن السمودي كسول جدًا، لا يشغل عقله ولا يتعب نفسه بالقراءة والبحث، فقد أعطى عقله إجازة مفتوحة. ومن أجل أن تكون راحته أبدية، سلَّم عقله لبعض رجال الدين المتعالمين، الذين وجدوا في ذلك فرصة ذهبية لحشو دماغه بمفاهيمهم الدينية على أساس أنها الحقيقة المطلقة. فجعلوه يستحلي الحياة في دياجير الظلام، ولا يشعر أبدًا بأنه أصبح كالببغاء يردد آراء الأوصياء عليه.
وبذلك، لم تعد حياتنا تختلف كثيرًا عن حياة الأوروبيين في القرون الوسطى، حينما كانت الكنيسة تدّعي أن الأرض مسطحة وثابتة لا تتحرك، وتحارب العلوم والحداثة، وتضطهد من يعارض الدجل والخرافات والأساطير. كما كانت تبيع صكوك الغفران للمذنبين، وتلصق التهم بالآخرين الذين يخالفونها، فتصفهم بالزنادقة والملحدين، ولا تتردد في سجنهم وتعذيبهم وقتلهم بكل سهولة.
إنَّ قدر التنويريين السعوديين هو خوض المعارك الفكرية من أجل الانتصار للحرية والعقل والعلم وحقوق الإنسان والعدالة والمساواة، والوقوف ضد الاستسلام لأغلال القديم. عليهم أن يصبروا على الاتهامات المظلمة التي تستهدف تشويه سمعة العقل والعلم والحرية والديمقراطية والليبرالية والعلمانية. وما زال هدف التنويريين السعوديين هو نقل المواطن السعودي من الظلام إلى النور، وتحريره من الردة الفكرية التي قلصت مساحة التسامح في حياته، مما أدى إلى ميل بعض المواطنين إلى تبديع وتفسيق وتكفير الآخرين الذين يختلفون معهم في الرأي.
وتكررت محاولات بعضهم لحرق النوادي الثقافية ومنع بعض محاضراتها وأنشطتها، والدعوة إلى منع بيع بعض الأعمال الفكرية والإبداعية، والعمل على فرض القيود على حرية التعبير بحجة حماية الدين، بينما الهدف الحقيقي هو حماية سلطتهم ومصالحهم.
إننا نفخر بتقديم هذه الموسوعة التوثيقية لأهم المعارك الفكرية التي خاضها التنويريون السعوديون من أجل نشر النور ومحو الظلام.
الصحوة الإسلامية السعودية
في الثمانينيات الميلادية، ونتيجة للثورة الإيرانية وبعد حادثة جهيمان الشهيرة، ظهر نجم جديد في سماء الفكر السعودي، حيث أطلق أتباعه عليه اسم “تيار الصحوة الإسلامية”، بينما يصرّ المخالفون على تسميته بـ “التيار السروري”، ومنهم من يسميه تجاوزًا “التيار القطبي”.
كانت الميزة الرئيسة لهذا التيار تتمثل في محاولة التوفيق بين طرفي معادلة متناقضة في الحقيقة، وهما:
-
الفكر الوهابي في المجال العقدي
-
الفكر الإخواني/القطبي في مجال العمل الواقعي
وكما قال الباحث السعودي علي العميم في دراسته “مشايخنا ومشايخ الصحوة”، التي نشرتها صحيفة إيلاف الإلكترونية:
“ولدت الفكرة السرورية في محاضن الصحوة، حيث حافظت على التزمّت الحنبلي الوهابي الشكلي من جهة، ومن جهة أخرى، تبنّت ديناميكية سياسية واجتماعية وعقائدية.”
ومع ذلك، فإن هذه المعادلة كانت متغيرة باستمرار تبعًا للظروف، لذا لاحظنا أن المتغير الإخواني قد يتحول إلى متغير جديد هو المتغير القطبي، الذي نشأ أساسًا من العباءة الإخوانية. وقد تجلّى ذلك في مراحل مختلفة من عمر الصحوة الإسلامية.
وفي الآونة الأخيرة، وبعد تصاعد الهجوم على الفكر الوهابي من الداخل والخارج، لم يكن غريبًا أن نشاهد بعض الصحويين يحاولون إحلال مفهوم الإسلام الوسطي بدلًا من العقيدة الوهابية، نظرًا لازدياد التحديات التي تواجهها هذه العقيدة. وأبرز مثال على ذلك هو الدكتور محسن العواجي، المؤسس والمشرف على موقع منتدى الوسطية.
الموقف السياسي للصحويين
سياسيًا، كان الصحويون – ولا يزالون – كما يقول الباحث علي العميم، يتبنون موقفًا سياسيًا يمكن وصفه بأنه:
-
موالٍ للمذهب الديني للدولة السعودية (من الإمام محمد بن عبدالوهاب إلى الشيخ عبدالعزيز بن باز).
-
غير موالٍ للجسم السياسي للدولة منذ إعادة تأسيسها الثالث على يد الملك عبدالعزيز آل سعود.
بمعنى آخر، كانوا موالين للدعوة وغير موالين للدولة التي انبثقت عنها في طورها السعودي الثالث.
ويؤكد باحث سعودي آخر، وهو محمد بن عبداللطيف آل الشيخ، في مقالة نشرت في جريدة الحياة اللندنية، أن الوهابيين التقليديين هم دُعاة الدولة وحماتها، على العكس من الصحويين الذين يسعون إلى هدم الدولة وإعادة بنائها وفق رؤية جديدة تمامًا، وهو الحلم الذي كانوا يأملون في تحقيقه.
وبعبارة أخرى، يمكن القول إن:
-
التقليديون يطوعون النصوص لحماية الدولة.
-
الصحويون يطوعون النصوص لهدم الدولة!
كتب أخرى للمؤلف : يعقوب محمد إسحاق – محمود محمد بترجي
اقتباسات من كتاب معارك التنويريين السعوديين لمحو الظلام – تأليف يعقوب محمد إسحاق – محمود محمد بترجي
تحميل كتاب معارك التنويريين السعوديين لمحو الظلام – تأليف يعقوب محمد إسحاق – محمود محمد بترجي
للحصول على الكتاب: اضـغـط هــنا
📢 ما رأيك في هذا الكتاب؟ شاركنا تجربتك في التعليقات، واقترح علينا كتبًا أخرى تود منا نشرها!
يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:
- مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive و Scribd وغيرها من المواقع المتخصصة.
- المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
- الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.
يسعدنا تواصلكم معنا عبر أحد الوسائل التالية:
- صفحة حقوق الملكية
- صفحة حول المكتبة نت
- البريد الإلكتروني: [email protected]
- كروب الفيسبوك: [الفيسبوك]
- قناة التلغرام: [التلغرام]
لا تترددوا في التواصل معنا لأي استفسار أو ملاحظة!
