كتاب أسس السيميائية PDF تأليف دانيال تشاندلر …
وصف وملخص الكتاب :
إذا دخلت إلى محل بيع الكتب وسألت عن القسم الذي تجد فيه كتابًا عن السيميائية، فمن المرجح أنك ستقابل بنظرة فارغة، أو ربما بأسوأ من ذلك، في حال طلب منك تعريف السيميائية، ستجد نفسك في مأزق، خصوصًا إذا كنت تبحث عن كتاب للمبتدئين. والأسوأ من ذلك، إذا كنت ملمًا بالسيميائية، فستجد من الصعب عليك تقديم تعريف بسيط يفيدك في محل بيع الكتب.
لعلك توافقني الرأي، إن كنت قد مررت بتجربة كهذه، أنه من الحكمة أن لا تسأل عن السيميائية في محل بيع الكتب، لأنك ستجدها في أي قسم مهمل. وأقصر تعريف للسيميائية هو: “دراسة الإشارات”. لكن هذا التعريف لا يفيد كثيرًا السائل عن تعريف السيميائية، فيسألك: “ماذا تعني بالإشارة؟”.
وأنواع الإشارات التي قد تخطر بالبال مباشرة هي تلك التي نسميها إشارات في حياتنا اليومية: كإشارات السير، والإشارات على المحلات، والنجوم باعتبارها إشارات. وإذا وافقت السائل أن السيميائية يمكنها أن تحتوي دراسة كل هذه الأشياء وزيادة، سيظن على الأرجح أن “الإشارات المرئية” هي موضوع السيميائية. وتعذر ظنه إذا قلت إن الرسوم واللوحات والصور الشمسية يمكن أيضًا أن تكون مصدر إشارات، فينطلقون بحماس ليدلوك على قسم الفن والتصوير. ولكنك إذا كنت جريئًا بما يكفي وأخبرتهم أن السيميائية تشمل أيضًا الكلمات والأصوات ولغة الجسد، قد يتساءلون، وعن حق، عما يمكن أن يربط بين جميع هذه الأشياء، وكيف يمكن للمرء أن يدرس كل هذه الظواهر المتفرقة. عندئذٍ، قد يظنون أنك غريب الأطوار أو مختل عقليًا، وينقطع التواصل.
تعريفات السيميائية:
باستثناء تعريف السيميائية الأساسي الأول – “دراسة الإشارات” – لا يتفق علماء السيميائية على ما يفعله مصطلح “السيميائية”. وأحد أوسع التعريفات جاء على لسان أمبرتو إيكو (Umberto Eco): “السيميائية هي كل ما يمكن اعتباره إشارة”. تتضمن السيميائية ليس فقط ما نسميه في الخطاب اليومي “إشارات”، لكن أيضًا كل ما “ينوب عن شيء آخر”. من منظور سيميائي، تأخذ الإشارات شكل كلمات وصور وأصوات وإيماءات وأشياء. ولا يدرس السيميائيون المعاصرون الإشارات مفردة، بل كجزء من “منظومات إشارات” (مثال ذلك: وسيلة اتصال أو صنف). يدرسون كيفية صناعة المعنى وتمثيل الواقع.
ظهرت نظريات عن الإشارات (أو الرموز) عبر تاريخ البشرية، منذ القدم وحتى أيامنا. وورد أول إشعار بالسيميائية باعتبارها فرعًا من فروع الفلسفة، في مَقالة كتبها جون لوك (John Locke) تحت عنوان “فهم الإنسان البشري” (1690). لكن التقليدين الأساسيين في السيميائية المعاصرة مصدرهما على التوالي، السويسري فردينان دو سوسور (Ferdinand de Saussure) (1857 – 1913)، والفيلسوف الأمريكي تشارلز ساندرز بيرس (Charles Sanders Peirce) (1839 – 1914). ويرجع وضع سوسور لمصطلح “سيميولوجيا” (Semiology) إلى مخطوطة كتبها في العام 1894. وجاء في مقرر “الألسنية العامة” (General Linguistics) لسوسور، الذي نُشر في العام 1916 بعد موته، الآتي:
“من الممكن… ابتكار علم يدرس دور الإشارات كجزء من الحياة الاجتماعية. ويكون جزءًا من علم التفسير الاجتماعي، وبالتالي جزءًا من علم الفلسفة العامة. نرى أن هذا العلم يجب أن يسمى السيميولوجيا (من الكلمة اليونانية sēmeion، أي “إشارة”). وهو يدرس طبيعة الإشارات والقوانين التي تحكمها. وبما أن هذا العلم لا يوجد بعد، لا يمكن الجزم بأنه سيُوجد. لكن يجوز له أن يوجد، ويُوجد له بالفعل مكان.”
بالنسبة إلى سوسور، كانت السيميولوجيا هي علم يدرس دور الإشارات في الحياة الاجتماعية. أما بالنسبة إلى الفيلسوف تشارلز بيرس، فقد كان حقل الدراسة الذي يسميه “السيميائية” هو “الدستور الشكلي للإشارات”، مما يقربها من المنطق. كان بيرس يعمل بعيدًا عن سوسور، على الجهة الأخرى من الأطلسي، فاستعار مصطلحاته من جون لوك، وكتب الآتي:
“إن السيميائية، بالمعنى الواسع للكلمة… تمثل دراسة شبه ضرورية أو شكلية للإشارات. وعندما أصف هذا الدستور بأنه “شبه ضروري”، أعني أننا نطلع على سمات الإشارات أثناء اكتساب المعرفة… وتقودنا سيرورة لا أعترض على اعتبارها تجريدًا، إلى طروحات تتميز بأنها تحتمل الخطأ، وهي لذلك، بمعنى من المعاني، غير ضرورية أبدًا من ناحية ما يجب أن تكون عليه سمات كل الإشارات التي يخدمها عقل علمي، أي عقل يستطيع أن يتعلم بواسطة التجربة”.
من الشائع اعتبار بيرس وسوسور معًا مؤسسي السيميائية. لقد أسسا لتقليدين كبيرين. ويُستعمل أحيانًا مصطلح “السيميولوجيا” للإشارة إلى التقليد السوسوري، بينما تشير “السيميائية” إلى التقليد البيرسي. لكن من الشائع في أيامنا استعمال “السيميائية” كمصطلح عام يشمل كل الحقل المدروس.
السيميائية والنقد:
لقد تم تطوير السيميائية وتوجيه النقد لها عبر عقود طويلة. وأصبح هناك نقاش حولها في الأوساط الأكاديمية وتنوع المناهج التي تدرس السيميائية.
كتب أخرى للمؤلف : دانيال تشاندلر
اقتباسات من كتاب أسس السيميائية PDF تأليف دانيال تشاندلر

تحميل كتاب أسس السيميائية PDF تأليف دانيال تشاندلر
للحصول على الكتاب: اضـغـط هــنا
📢 ما رأيك في هذا الكتاب؟ شاركنا تجربتك في التعليقات، واقترح علينا كتبًا أخرى تود منا نشرها!
يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:
- مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive و Scribd وغيرها من المواقع المتخصصة.
- المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
- الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.
يسعدنا تواصلكم معنا عبر أحد الوسائل التالية:
- صفحة حقوق الملكية
- صفحة حول المكتبة نت
- البريد الإلكتروني: [email protected]
- كروب الفيسبوك: [الفيسبوك]
- قناة التلغرام: [التلغرام]
لا تترددوا في التواصل معنا لأي استفسار أو ملاحظة!