كتاب الصراع الحضاري بين الشرق والغرب في ضوء المتغيرات الدولية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 PDF تأليف مجدي الداغر

الصراع الحضاري بين الشرق والغرب في ضوء المتغيرات الدولية بعد أحداث مجدي الداغر موقع المكتبة نت Maktbah.Net (1)

كتاب الصراع الحضاري بين الشرق والغرب في ضوء المتغيرات الدولية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 PDF تأليف مجدي الداغر …

وصف وملخص الكتاب :

لعل التعصب الديني هو الذي حمل الغرب دائمًا على تشويه منجزات المسلمين والعرب وطمس فضلهم على الحضارة الأوروبية. بيد أن طبيعة العلاقات بين الغرب والإسلام منذ ظهور الإسلام إلى يومنا الحاضر تبين كيف يمكن للعواطف والأهواء أن تملي التاريخ بصورة معينة، أي بصورة مشبوهة، وأبعد ما تكون عن الواقع والحقيقة. وفي هذا الإطار، تؤكد الكتابات الدينية والسياسية أيضًا على عمق الفجوة الحضارية بين الغرب والشرق في ما يتعلق بالعلاقة بين الدين والدولة، والدور الجوهري والعضوي الذي يلعبه الدين في حياة الفرد والمجتمع في الشرق.

في الوقت الذي استطاعت فيه المجتمعات الغربية فصل الدين عن الدولة وعلمنة النظرية السياسية، وحماية الدين من تداعيات اللعبة السياسية ومنع تسييسه، فشلت المجتمعات العربية والإسلامية في تحييد الدين عن الصراع السياسي ومنع استغلاله وتسييسه. والأكثر من ذلك، أن معظم المجتمعات العربية تشهد حاليًا إحياءً دينيًا ليس فقط في حياة الفرد والمجتمع، بل أيضًا في الحياة الثقافية والسياسية.

في نظر معظم المهتمين بشؤون المجتمعات العربية، هناك اختلاف شاسع وتمايز شديد بين الغرب والشرق الإسلامي. ومن هنا يكمن جوهر الإشكالية الحضارية بين الطرفين. إن الحضارة ظاهرة إنسانية عامة موجودة ما وجد الإنسان الذي أنعم الله عليه بالعقل والإرادة والبيان. فالإنسان دائمًا قادر على تجميع خبراته واحتوائها وتذكرها والاستفادة منها.

قبل تناول هذه المسألة في حياة الشعوب، لابد من طرح الثوابت التي تعد من المسلمات، وتتمثل في أن أية حضارة لابد أن تتكون من عنصرين: أحدهما مادي، والآخر معنوي.

العنصر المادي يتضمن الماديات كالزراعة والتجارة والصناعة والطب والفلك مثلاً، وهذا الجانب ليس له وطن، بل ينتقل من حضارة إلى أخرى، ومن بلد إلى آخر بسهولة عن طريق الترجمة واكتساب الخبرات. ولعل الحضارة الأوروبية استطاعت أن تجوب كل بلدان العالم، ولكن مع احتفاظ كل شعب بخصائصه الذاتية في المرحلة الراهنة. أما العنصر المعنوي، فيتمثل في الخصائص التي تميز شعبًا عن آخر، وبالتالي حضارة عن حضارة. ويتجسد هذا الجانب المعنوي في القيم الدينية والأخلاقية والاجتماعية، وعلى رأسها اللغة والقانون. حيث ترتبط الثقافة ارتباطًا وثيقًا بالاعتقاد، بل إنها تبنى على الأساس العقائدي وتنتج عنه، سواء كان الأساس دينًا أو فلسفة أو أيديولوجية.

في الغرب، ترتبط الثقافة في علاقة وظيفية بفلسفتهم عن الإنسان. فالفلسفة في رأي الغرب هي فلسفة الإنسان. وبذلك، تعتبر الإنسانية كلها عبارة عن مجموعة حضارات تتبادل الصدارة وتتكامل بينها. وبعض الشعوب لها القدرة على متابعة الحضارة، بينما يعجز البعض الآخر عن ملاحقة هذا التقدم المادي المذهل.

لقد أوجد الشعب المصري الحضارة الفرعونية العظيمة، ثم انتقلت إلى الإغريق الذين أضافوا إليها الكثير من الفكر والثقافة، وانتقلت بعد ذلك إلى الرومان الذين أضافوا أيضًا إليها. ثم جاء العرب المسلمون وأثروا في الحضارة، وانتقلت إلى أوروبا في عصر النهضة، ولكل منهم إضافته. وهكذا، تبادلت الحضارات المختلفة الإنجازات والمخترعات والعلوم الحديثة، أي الجانب المادي منها.

من الثابت أن النتاج الحضاري لا يولد بين يوم وليلة، بل له مراحل وتطورات وثوابت قامت عليها الحضارة الحالية. فقد كانت هناك حضارات قديمة، مثل الحضارة المصرية والسومرية، وحضارات المايا والأنديز في العالم الجديد، وحضارتا الصين والمينوية، التي قامت في كريت وتعد أصلًا للحضارتين الإغريقية والرومانية. وفي الشافة الهندية، على سبيل المثال، تحكم المجتمع قيم عنصرية متخلفة، حيث يتم تقسيم المجتمع إلى طبقات، أعلىها البراهمة وأدناها (جندال). كما جاء في التلمود أن اليهود يفضلون الساميين، كما يفضل الإنسان البهيمة.

ويبدو بوضوح أن الفارق بين الحضارة الإسلامية والغربية كبير، حيث أن تقدم الغرب ارتبط بتخلف جزء كبير من العالم. فقد كان نموه بالضرورة وليد نهب ثروات القارات الثلاث وتحويلها إلى أوروبا وأمريكا. وبالمقابل، فإن الغرب هو الذي جعل ما نسميه “العالم الثالث” متخلفًا، أو إذا شئنا الدقة، جعل العالم الإسلامي متخلفًا. والحضارة الإسلامية بما تملكه من تصورات وقيم وتفاعل ووجود، تقبل حوار الحضارات، وتتحاور معها بمقاييس ثابتة، وتجادل بلغة هي الأصيلة، مستهدفة إقرار الحقائق الثابتة في الكون والطبيعة.

استطاعت الحضارة الغربية بعد جولات عديدة ضد المسلمين أن تكون هي الحضارة الغالبة، ولن يكون أصحابها هم المسيطرين على بلدان العالم الإسلامي. وقد شهدت هذه السيطرة تطورًا حينا، وغير تطور في أحيان أخرى.

أنماط تعامل المجتمعات مع الحضارة الغربية:

  1. الأول: فضل أن يغلق النوافذ والأبواب أمام الحضارة الوافدة، واعتبر أن كل ما جاء فيها أو جاء عنها شرًا، فحاربها وناصبها العداء وهو في موقف المغلوب على أمره.

  2. الثاني: كان على النقيض، ففضل فتح النوافذ والأبواب أمام حضارة الغرب، ولم يبذل جهدًا للتمييز أو الحذر منها.

  3. الثالث: لم يعجبه أن تهمل الحضارة الغربية كلها، ولا أن تتجاهل وسائلها في ترفيه العيش وإشباع رغبات الإنسان، ووقف ليقيم مزجًا بين الحضارتين.

الحضارة الغربية تتميز بالوسائل، ويمكننا أن نتطلع إليها على مستوى الوسائل في مجالات مثل التقدم العلمي، والمعرفة التكنولوجية، والصناعة. إنها حضارة منهج وتنسيق وتنظيم، ومحاولة استثمار الظواهر الطبيعية والتعامل معها، بما في ذلك الظواهر الإنسانية بهدف السيطرة عليها، خصوصًا ما بين الحربين العالميتين الأخيرتين وما بعدها. وقد بلغ الغرب من التفوق المادي حدًا كبيرًا وضع قيادة العالم في يده إلى حد بعيد، وربط به مصير البشرية، وشكل المناخ الذي يسود العالم المتحضر من شرقه إلى غربه.

إلا أن الحضارة الغربية فشلت في توجيه الإنسان، ولم تحقق أدنى درجات الأمن والاستقرار، لأنها لم تعتني بالإنسان كما اهتمت بالحيوان والجماد والماديات بشكل عام. كما أنها لم تستطع إيقاف التيار الجارف من الأمراض وحالات الانتحار للتخلص من الحياة.

كتب أخرى للمؤلف : مجدي الداغر

اقتباسات من كتاب الصراع الحضاري بين الشرق والغرب في ضوء المتغيرات الدولية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 PDF تأليف مجدي الداغر

الصراع الحضاري بين الشرق والغرب في ضوء المتغيرات الدولية بعد أحداث مجدي الداغر موقع المكتبة نت Maktbah.Net (2) الصراع الحضاري بين الشرق والغرب في ضوء المتغيرات الدولية بعد أحداث مجدي الداغر موقع المكتبة نت Maktbah.Net (3)

📚 لا تفوّت أي كتاب جديد!

اشترك الآن مجانًا وتوصّل بأفضل الكتب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني. اكتشف الإصدارات المميزة، والملخصات المفيدة، والكتب النادرة التي ننشرها أولاً بأول! 👇

تحميل كتاب الصراع الحضاري بين الشرق والغرب في ضوء المتغيرات الدولية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 PDF تأليف مجدي الداغر

للحصول على الكتاب: اضـغـط هــنا

📢 ما رأيك في هذا الكتاب؟ شاركنا تجربتك في التعليقات، واقترح علينا كتبًا أخرى تود منا نشرها!

يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:

  • مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive و Scribd وغيرها من المواقع المتخصصة.
  • المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
  • الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.

يسعدنا تواصلكم معنا عبر أحد الوسائل التالية:

لا تترددوا في التواصل معنا لأي استفسار أو ملاحظة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *