كتاب زمن النهاية النُّخب والنُّخب المضادة والمسار المفضي إلى التفكك PDF تأليف بيتر تيرشن …
وصف وملخص الكتاب :
التاريخ ليس “مجرد شيء لعين بعد شيء لعين آخر”، كما قال المؤرخ البريطاني أرنولد توينبي (Arnold Toynbee) ذات مرة ردًا على أحد منتقديه. ولوقت طويل، كان رأي توينبي رأي الأقلية. إذ أصر المؤرخون والفلاسفة، بمن فيهم شخصيات شهيرة مثل كارل بوبر (Karl Popper)، بقوة على أن وجود علم للتاريخ أمر مستحيل، فمجتمعاتنا أكثر تعقيدًا، والبشر أكثر زئبقية مما يمكن أن يعطى به علم، كما لا يمكن التنبؤ بالتقدم العلمي، والثقافة أكثر تنوعًا في الزمان والمكان مما يمكن معالجته علميًا. فكوسوفو تختلف عن فيتنام تمامًا، ولا يمكن لأميركا قبل الحرب الأهلية أن تتنبأ بشيء عن أميركا في عشرينات القرن العشرين. لقد كان هذا، ولا يزال، الرأي الذي يحظى بقبول الغالبية.
آمل أن يقنعكم هذا الكتاب بأن هذا الرأي خطأ، فوجود علم للتاريخ ليس ممكنًا فحسب، بل إنه مفيد أيضًا؛ إذ إنه يساعدنا في التنبؤ بالكيفية التي يمكن بها للخيارات الجغرافية التي نتخذها في الحاضر أن توفر لنا مستقبلًا أفضل.
بدأت مسيرتي الأكاديمية في سبعينيات القرن العشرين بصفتي عالم بيئة؛ وكنت أعيش من دراسة ديناميكا حياة مجموعات الخنافس، والفراشات، والفئران، والغزلان. كان ذلك الزمن الذي حدثت فيه ثورة في مجال البيئة الحيوانية بواسطة النمو السريع في قوة معالجة أجهزة الحاسوب. لم يكن لدي أي حساسية تجاه الرياضيات، ولذلك رحبت بالتحول من هذا المجال الدراسي إلى علم التعقيد، الذي يمزج النمذجة الحاسوبية بوسائل تحليل البيانات الكبرى للإجابة عن أسئلة مثل: لماذا تمر كثير من المجموعات الحيوانية بدورات من الازدهار والانحدار؟.
لكن في أواخر تسعينيات القرن العشرين، شعرت بأننا كنا قد أجبنا عن غالبية الأسئلة المثيرة للاهتمام التي دخلت هذا الميدان للعمل عليها، وببعض التهيب، بدأت أفكر في كيفية تطبيق مقاربة علم التعقيد نفسها على دراسة المجتمعات البشرية، سواء في الماضي أو في الحاضر. بعد ربع قرن، بنينا، أنا وزملائي، في هذا المجال فرعًا مزدهرًا يُعرف بالكليوديناميكا (Cliodynamics) (والاسم مشتق من كليو، وهي اسم إلهة التاريخ في الأسطورة اليونانية، والديناميكا، علم التغيير). واكتشفنا أن هناك أنماطًا مهمة متكررة، نستطيع ملاحظتها طوال التاريخ البشري على مدى الآلاف من السنين الماضية. جدير بالذكر أنه على الرغم من وجود الاختلافات العديدة، فإن المجتمعات البشرية المعقدة، في أساسها وعلى مستوى مجرد إلى حد ما، منظمة طبقًا للمبادئ العامة نفسها.
من أجل المتشككين وأولئك الفضوليين فحسب، ضمنت هذا الكتاب سردًا عامًا مفصلًا عن الكليوديناميكا في ملحق في نهاية الكتاب.
منذ البداية، ركزنا، أنا وزملائي، في هذا المجال الجديد على دورات التكامل والتفكك السياسي، ولا سيما على تشكل الدول وانهياها. ويمكننا القول إن هذا هو المجال المحدد الذي كانت نتائج ميداننا فيه أكثر قوة – ويمكننا القول أيضًا إنها كانت الأكثر إزعاجًا. بدا واضحًا لنا بالتحليل التاريخي الكمي أن المجتمعات المعقدة في كل مكان تتأثر بموجات متكررة، ويمكن التنبؤ بها إلى درجة معينة من عدم الاستقرار السياسي، محدثةً مجموعة القوى الأساسية نفسها الموجودة على مدى آلاف السنين من التاريخ البشري. تنبهت قبل بضع سنوات، على افتراض أن النموذج سليم، وأننا نتوجه مباشرة إلى عين عاصفة أخرى.
في عام 2010، طلبت مجلة “نيتشر” (Nature) من مختصين في مجالات مختلفة دراسة السنوات العشر القادمة، فقدمْتُ نظريتي بوضوح تام، قائلًا إن من دراسة نمط التاريخ الأميركي، نحن متوجهون إلى ارتفاع حاد في مستوى عدم الاستقرار في مطلع عشرينيات القرن الحادي والعشرين. للأسف، لم يثبت عكس ما جاء في نموذجي في السنوات الفاصلة. ويمثل الكتاب الذي تقرؤونه أفضل جهدي لشرح هذا النموذج بلغة يمكن فهمها، بمعنى أنها غير رياضية، وهو يبيّن الكم الهائل من العمل المهم الذي تم تنفيذه في ميادين مختلفة؛ ومن ثم فإنني لا أدعي أي أصالة جذرية. ما سأقرره هنا هو أننا جميعًا يجب أن نستمد الشجاعة من حقيقة أن المجتمعات وصلت إلى مفترق الطرق هذا من قبل، وعلى الرغم من أنه في بعض الأحيان (بل حتى في غالبية الأحيان) يؤدي الطريق إلى موت أعداد كبيرة وانهيار مجتمعي، فإنه أدى في أحيان أخرى إلى تسوية أسعد لغالبية البشر الضالعين في العملية
من النخب؟
من هم النخب؟ أنت، أيها القارئ، هل أنت من “النخبة”؟ لو كنت رجل رهان، سأتنبأ أن 99 بالمئة من قرائي سيجيبون بـ “لا!” إذًا، دعونا نعرف ما أعنيه بـ “النخب”. في علم الاجتماع، أفراد النخب ليسوا أولئك الذين يُعدّون على نحو ما أفضل من بقية الناس. ليسوا بالضرورة أكثر جهدًا في العمل، أو أكثر ذكاء، أو أكثر موهبة. إنهم ببساطة أولئك الذين يتمتعون بقدر أكبر من السلطة الاجتماعية، أي القدرة على التأثير في الآخرين. مصطلح وصفي أكثر للنخب هو “أصحاب السلطة”.
ولأن السلطة جزء مهم من قصتنا التي سأرويها، ستعود إليها في الفصول القادمة، حيث أناقش تعريف علماء الاجتماع للسلطة وأصحابها في مجتمعات مختلفة، في الماضي والحاضر. لكن في هذه المرحلة، دعونا نأخذ طريقًا مختصرًا. في أميركا، ترتبط السلطة على نحو وثيق بالثروة. ونتيجة لذلك، نستطيع أن نعرف بوضوح من ينتمي إلى المراتب المختلفة لأصحاب السلطة. (جراب أكثر تعقيدًا عن السؤال المتعلق بمن يحكم سيتعين أن ينتظر حتى الفصل الخامس).
إذا كنت أميركيًا، وتملك ثروة تراوح بين مليون ومليون دولار، على سبيل المثال، فتكون بين أغنى 10 بالمئة من السكان، وهو الترتيب الذي يضعك في المراتب الدنيا للنخبة الأميركية. معظم الناس في هذه الفئة ليسوا أقوياء على نحو خاص، بمعنى أنهم لا يتحكمون بعدد كبير من الأشخاص الآخرين، لكن الثروة التي تقدر بملايين (والدخل الأعلى المرتبط بها عادة) تمنح أفراد فئة الـ 10 بالمئة قدرًا كبيرًا من السيطرة على حياتهم. هم يستطيعون رفض الأعمال غير المربحة، أو التي لا تحقق دخلا كافيًا، أو الموجودة في مناطق لا يرغبون في الانتقال إليها، أو يستطيعون اختيار التقاعد من سباق الجرذان هذا برمته. إنهم يملكون عادة منازل، ويرسلون أطفالهم إلى كليات جيدة، ولا تؤدي الحالات الطبية الطارئة إلى قضاء حياتهم. من المؤكد أنهم بعيدون عن حالة “الفشاشة”.
يبدأ التناسب بين الثروة والسلطة الحقيقية يصبح أكثر إحكامًا لأولئك الذين يملكون عشرات، أو الأفضل، مئات الملايين. يشمل الأشخاص في هذه الطبقة أصحاب الشركات والمديرين التنفيذيين للشركات الكبرى، الذين يمارسون سلطتهم على آلاف الموظفين. كثير من الياسيين الأقوياء يشغلون مواقع في هذا النطاق أيضًا. (هناك نحو 50 من أعضاء الكونغرس تتجاوز ثرواتهم 10 مليون دولار). التناسب بين الثروة والسلطة السياسية ليس مثاليا، فتسعة من الرؤساء الأميركيين لم يصلوا إلى مرتبة المليون دولار أو أكثر بقليل (بالقيمة الحالية للدولار)، بمن فيهم هاري ترومان، وودرو ويلسون، وأبراهام لينكولن. لكن أكثر من نصفهم كان يمتلك ما يكفي من الثروة لوضعه في فئة الـ 1 بالمئة اليوم. وقبل عام 1850، كان جميع الرؤساء الأميركيين في فئة الـ 1 بالمئة (على الأقل).
كتب أخرى للمؤلف : بيتر تيرشن
اقتباسات من كتاب زمن النهاية النُّخب والنُّخب المضادة والمسار المفضي إلى التفكك PDF تأليف بيتر تيرشن

تحميل كتاب زمن النهاية النُّخب والنُّخب المضادة والمسار المفضي إلى التفكك PDF تأليف بيتر تيرشن
للحصول على الكتاب: اضـغـط هــنا
📢 ما رأيك في هذا الكتاب؟ شاركنا تجربتك في التعليقات، واقترح علينا كتبًا أخرى تود منا نشرها!
يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:
- مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive و Scribd وغيرها من المواقع المتخصصة.
- المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
- الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.
يسعدنا تواصلكم معنا عبر أحد الوسائل التالية:
- صفحة حقوق الملكية
- صفحة حول المكتبة نت
- البريد الإلكتروني: [email protected]
- كروب الفيسبوك: [الفيسبوك]
- قناة التلغرام: [التلغرام]
لا تترددوا في التواصل معنا لأي استفسار أو ملاحظة!