كتاب صمت مدينة مشاهدات حية لوقائع طاعون بغداد وطوفانها في عام 1831م PDF تأليف علي البدراوي …
وصف وملخص الكتاب :
الطاعون ودمار بغداد
لقد اخترت أن أبتعد قليلاً عن النكبات التي ألمت ببغداد بعد احتلالها من قبل المغول في فبراير 1258 أو اجتياح تيمورلنك لها في يونيو 1393، لأقترب من الحدث الذي نحن بصدد الوقوف عليه، كونه قد وقع أثناء عودة العراق إلى الدولة العثمانية (الإدارة التركية)، وتحديداً بعد اجتياحها الثاني في ديسمبر 1638، ثم تخليها عنه تدريجياً لصالح فئة شاذة من المرتزقة بدءاً من عام 1749، وهم المماليك أو الكولمند كما شاع تسميتهم في العراق.
الطاعون
كان الطاعون أحد الأوبئة القاتلة التي اجتاحت البشرية في فترات مختلفة من تاريخها، حيث أفنى دولاً ومدناً بأكملها. من أشهر هذه الأوبئة كان الطاعون الذي اجتاح أوروبا بين عامي 1347 و1352، وتسبب في وفاة ما لا يقل عن ثلث سكان القارة الأوروبية. ويجدر بالذكر أن آثاره قد وصلت إلى العراق في فترة حكم الجلائريين.
أما في العراق، فقد شهد القرن السابع عشر الميلادي أربعة أوبئة من الطاعون. كان أولها في عام 1636، حيث وصلت الوفيات إلى عدة آلاف في اليوم الواحد، ثم تبعته موجة أخرى في عام 1639. في عام 1689، عاد الطاعون ليضرب بغداد ويقتل أعداداً ضخمة من الناس، حيث أطلق عليه البغداديون اسم “أبو طبر”، وقد قدرت بعض الروايات أنه قتل نحو 100,000 شخص، ربما يكون هذا الرقم إجمالي ضحايا الطاعون في جميع أنحاء العراق وليس في بغداد فقط.
عاد الطاعون إلى بغداد مرة أخرى في عام 1690، وقد جلبه الهاربون من مدينة مندلي حيث تفشى هناك، وسرعان ما انتشر في جميع أنحاء العراق، وكان أشد فتكاً. في عام 1737، اجتاح الطاعون مدينة الموصل حيث كان يموت نحو ألف شخص يومياً، ثم انتقل بسرعة إلى بغداد، لكن لم تتوفر إحصائيات دقيقة عن عدد الوفيات هناك. في الفترة بين 1772-1773، عاد الطاعون مجدداً إلى بغداد بعد انتقاله إليها من إسطنبول، ليفتك بـ 70,000 شخص من سكانها. وكان لهذا الوباء تبعات كارثية، حيث أدت الفوضى الأمنية إلى أعمال سلب ونهب وتخريب في المدينة.
بعد الطاعون، شهد العراق جفافاً شديداً في عام 1775، مما أدى إلى مجاعة نتيجة للقحط، وفي نهاية نفس العام عاد الطاعون ليحصد أرواحاً كثيرة من الناس. ثم ظهر الطاعون مرة أخرى في عام 1802، ولكن لم تتوفر إحصائيات دقيقة عن ضحاياه.
في عام 1820، ظهر وباء جديد هو الكوليرا، قادماً من الهند إلى البصرة، وقد فتك بخمسة عشر ألفاً من سكان البصرة قبل أن يمتد إلى باقي مناطق العراق، وصولاً إلى الشمال مروراً بالوسط والجنوب، وكان نصيب بغداد من هذا الوباء كبيراً. ثم اجتاح العراق وباء الطاعون في عام 1831، مما تسبب في دمار كبير في العاصمة بغداد، التي كانت في الأساس تعاني من حالة من التدهور.
الأوضاع العامة
لم يكن الطاعون وحده المسؤول عن حصد أرواح العراقيين خلال تلك السنوات العصيبة، إضافة إلى هجمات الغزاة المتتالية. فقد كانت الظروف العامة في بغداد قاسية جداً في تلك الفترات، وسنحاول أن نقدم للقارئ صورة عن مآسي الحياة في بغداد خلال تلك الفترة، بناءً على ما ذكرته المصادر التاريخية.
كان من المعروف أن الطاعون كان له تأثيرات اجتماعية خطيرة، حيث نشر الفقر والتشرد والأمراض النفسية بين الناس. وكان من المعتاد أن نرى رجالاً ونساءً في بغداد، كانوا في السابق يعيشون حياة مترفة، يتجولون في الشوارع سائلين الناس الصدقات، بينما أصيب آخرون بالكآبة والجنون بسبب فقدانهم للوالدين والأبناء والأصدقاء المقربين، إضافة إلى فقدانهم للثروة.
كما أشار الدكتور علي الوردي في الجزء الأول من كتابه إلى تلك الصورة المأساوية، حيث كتب قائلاً: “لقد كان الانحطاط الذي أصاب العراق في تلك الفترة جزءاً من الانحطاط العام الذي أصاب الدولة العثمانية، وقد كان نصيب العراق من هذا الانحطاط أكبر من بعض الأقطار العثمانية الأخرى”.
حصار بغداد
في بداية عام 1733، عبر نادر قلي نهر ديالى من جهة بهرز وتوجه نحو بغداد، حيث فرض حصاراً على جانب الرصافة منها. وبعد محاولات فاشلة لعبور نهر دجلة، نجح أخيرًا في بناء جسر على النهر بمساعدة مهندس أوروبي، ما مكنه من تطويق بغداد من جميع الجهات، مما قطع عنها الإمدادات وأدى إلى ارتفاع أسعار الطعام تدريجياً.
أمر أحمد باشا سكان جانب الكرخ بترك منازلهم والانتقال إلى جانب الرصافة ليكونوا في حماية السور المحيط بها، وهو ما كان خطأً استراتيجياً زاد من معاناة السكان المحاصرين. وكان عبور الناس بين الجانبين عبر دجلة صعباً للغاية، حيث لم يكن هناك سوى جسر واحد بدائي مصنوع من السفن. وكان الناس يستخدمون الزوارق والقفاف لعبور النهر، وقد استمر هذا العبور لثلاثة أيام عانى خلالها الناس أشد المعاناة، حيث تم انتهاك حرمة النساء، ولقى الكثير من الأطفال والشيوخ والمسنين حتفهم.
كتب أخرى للمؤلف : علي البدراوي
اقتباسات من كتاب صمت مدينة مشاهدات حية لوقائع طاعون بغداد وطوفانها في عام 1831م PDF تأليف علي البدراوي

تحميل كتاب صمت مدينة مشاهدات حية لوقائع طاعون بغداد وطوفانها في عام 1831م PDF تأليف علي البدراوي
للحصول على الكتاب: اضـغـط هــنا
📢 ما رأيك في هذا الكتاب؟ شاركنا تجربتك في التعليقات، واقترح علينا كتبًا أخرى تود منا نشرها!
يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:
- مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive و Scribd وغيرها من المواقع المتخصصة.
- المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
- الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.
يسعدنا تواصلكم معنا عبر أحد الوسائل التالية:
- صفحة حقوق الملكية
- صفحة حول المكتبة نت
- البريد الإلكتروني: [email protected]
- كروب الفيسبوك: [الفيسبوك]
- قناة التلغرام: [التلغرام]
لا تترددوا في التواصل معنا لأي استفسار أو ملاحظة!