كتاب الطاقة الكهروشمسية Photovoltaic Energy – تأليف كاميليا يوسف محمد

تعد المقولة الشهيرة للمخترع الأمريكي فرنك شومان، التي قال فيها: “إن ما حدث في مصر هو انطلاقة لعصر جديد من الطاقة في التاريخ”، واحدة من أبرز اللحظات في تاريخ الطاقة المتجددة. فقد أنشأ شومان أول محطة طاقة شمسية في العالم في حي المعادي بالقاهرة، حيث استخدمت الطاقة الشمسية لتشغيل محطة لرفع المياه بقوة 10 حصان، لضخ 1100 جالون من المياه في الدقيقة الواحدة (أي حوالي 26200 لتر)، لري حقول القطن في مصر.

في العصر الحديث، أصبحت الطاقة الكهربائية بشكل عام، والطاقة المتجددة بشكل خاص، من أبرز محركات التقدم والتنمية. وقد حظيت مشروعات الطاقة المتجددة باهتمام عالمي متزايد نظرًا للفوائد الاقتصادية العديدة التي توفرها، مثل تلبية الطلب المستقبلي على الطاقة الكهربائية، وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ومواجهة التغيرات المناخية، بالإضافة إلى خفض استخدام الوقود الأحفوري في إنتاج الطاقة الكهربائية. كما تساهم الطاقة المتجددة في تعزيز التنوع الاقتصادي، توفير فرص العمل، وتنشيط الاقتصاد.

وقد أولت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة المصرية اهتمامًا خاصًا بمصادر الطاقة المتجددة، حيث اعتمدت استراتيجياتها على تنوع مصادر الطاقة، مع التوسع في استخدام الطاقة المتجددة، وترشيد استهلاك مصادر الطاقة التقليدية. وتتمتع مصر بمزايا جغرافية ومناخية فريدة، حيث تُعد واحدة من دول منطقة الحزام الشمسي الأكثر ملاءمة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية. وهذا يوفر فرصًا كبيرة للاستثمار في مجال الطاقة الشمسية.

لتعظيم الاستفادة من هذه المصادر، تم وضع استراتيجية للطاقة المتجددة تستهدف زيادة مساهمة الطاقة المتجددة في إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة في مصر. تهدف الاستراتيجية إلى الوصول إلى نسبة 21% من إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة في مصر بحلول عام 2022. كما تشمل السعات المستهدفة لمشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في تلك الفترة حوالي 2000 ميجاوات.

تُعد الطاقة الشمسية في مصر بمثابة فرصة استراتيجية لتعزيز الاستدامة البيئية والاقتصادية في البلاد، وفتح آفاق جديدة للاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة، مما يساهم في بناء مستقبل أكثر استدامة وخضراء للأجيال القادمة.