كتاب الربيع الأول قراءة سياسية وإستراتيجية في السيرة النبوية PDF تأليف وضاح خنفر

كتاب الربيع الأوّل قراءة سياسية وإستراتيجية في السيرة النبوية تأليف وضاح خنفر (2)

كتاب الربيع الأول قراءة سياسية وإستراتيجية في السيرة النبوية PDF تأليف وضاح خنفر …

وصف وملخص الكتاب : 

في كتابه “الربيع الأوّل”، يقدم وضّاح خنفر قراءة فريدة ومعمّقة في السيرة النبوية من منظور سياسي واستراتيجي، تكشف كيف أن لحظات التحول الكبرى في حياة النبي محمد ﷺ كانت تحمل في طياتها بُعدًا إداريًا وتنظيميًا يتجاوز الجانب الروحي والديني التقليدي الذي اعتدناه في كتب السيرة.

يناقش الكاتب مراحل التأسيس والتغيير في مجتمع المدينة، وطبيعة إدارة العلاقات الداخلية والخارجية للدولة الإسلامية الوليدة، كما يتناول الأحداث السياسية الكبرى مثل فتح مكة من منظور القيادة والتفاوض والقرار الاستراتيجي. ويُبرز الكتاب كيف استطاع النبي ﷺ أن يعيد تشكيل الخريطة السياسية والاجتماعية للجزيرة العربية من خلال مزيج فريد من القيم والمصالح والحكمة.

الزمان: صبيحة الثالث عشر من رمضان، سنة ثمانٍ للهجرة، الموافق للرابع من ديسمبر عام 629 للميلاد.
المكان: مكة المكرمة، أمام دار الندوة.

في صباح بارد، اجتمع الناس متثاقلين يخطون خطوات قلقة، متوافدين أمام دار الندوة، حيث وقف سيد قريش وكنانة، تحيط به نظرات حائرة، يتأملون الرجل المتجهم المتكئ على عصاه، المنحني ظهره من شدة الإعياء، الساهي الذهن، المتلفع برداء شامي سميك، والمعمم بعمامة حريرية سوداء غير مرتبة.

ذلك هو أبو سفيان، وقد اكتمل الحشد. رفع رأسه الهائم، تنحنح قليلاً، وقال بصوت متقطع النبرات:

“يا معشر قريش! هذا محمد في عشرة آلاف عليهم اللّهام، جاءكم بما لا طاقة لكم به، لا قِبل لكم به.”

سكنت الأنفاس، وتوقفت العيون، ليس لأنهم لم يعرفوا أن جيش محمد ﷺ على أبواب مكة، بل لأنهم تمنّوا أن تنجح المفاوضات التي جرت ليلة الأمس في تفادي المواجهة. لكن الكلمات التي خرجت من فم أبي سفيان كانت إعلانًا للفشل، وإشارة إلى استسلام لا مفر منه.

وحدها هند بنت عتبة كسرت الصمت، وصرخت:

“يا أهل مكة، اقتلوا الحميت الذميم الأحمق! قبح من طليعة قوم!”

فرد عليها أبو سفيان وهو يوجه كلامه إلى الناس بصوت حاسم:

“ويلكم! لا تُغنيكم هذه من أنفسكم يا معشر قريش…”

من بين الحشد، ارتفع صوت ساخر:

“قبحك الله يا وافد قوم!”

لكن أبا سفيان أكمل، متجاهلًا المعترض:

“يا معشر قريش، ويحكم! لقد رأيت ما لم تروا؛ رأيت الرجال والكراع والسلاح. إنه قد جاء بما لا طاقة لكم به. فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن.”

رد عليه صوت آخر:

“وما تغني عنا دارك؟!”

فأضاف:

“ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، ومن ألقى سلاحه فهو آمن.”

ثم انسحب، يجر إزاره، مخترقًا الجمع في صمت، متوجهًا إلى داره.

في الأجواء، خيمت الحيرة والذهول، تتداخلت المشاعر بين مصدق ومكذب، وبين خائف وآمل. وفجأة، دوّت الصيحات في أرجاء مكة:

“جيش محمد بذي طوى!”

تفرق الجمع، أسرع الناس إلى بيوتهم، أغلقوا الأبواب، وصعد بعض القادة إلى رؤوس الجبال. بينما اجتمع حول صفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو فئة غاضبة أقسمت ألا تسمح لمحمد بالدخول غازيًا.

وفي لحظة فارقة، أشرف النبي ﷺ من باب الكعبة على الحشد الجاثي على الركب، ينتظرون المصير. ثم قال:

“لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده.”

وبينما ارتجت القلوب، تردد السؤال في رؤوسهم:
ماذا سيفعل بنا محمد؟ هل سيثأر؟ هل سينتقم؟ هل سيهدم أمجادنا ويقيم ملكه على أنقاضنا؟


الاستثنائية القرشية – قراءة تحليلية

في فصلٍ من الكتاب، يتناول وضاح خنفر مفهوم “الاستثنائية القرشية”، فيوضح أن قريش لم تكن القبيلة الأكبر أو الأقوى في الجزيرة العربية. بل كانت قبائل مثل هوازن، وتميم، وغطفان، أكثر عددًا وأشد بأسًا، اعتادت الغزو والسلب كمصدر للعيش.

لكن قريش تفردت بمكانة روحية وسياسية مستمدة من خدمتها للكعبة وسدانة البيت، وقيامها على شؤون الحجيج. لقد رسخت لنفسها مكانة خاصة بين قبائل العرب بصفتها “أهل الله وجيران الحرم”، واستخدمت هذه الخصوصية لبناء نفوذ سياسي واقتصادي استثنائي.

كما استفادت قريش من الأشهر الحرم (المحرم، رجب، ذو القعدة، ذو الحجة) لتأمين تجارتها وقوافلها من الغزو. هذه الفترة كانت توفر أمانًا لمكة وزائريها، مما ساعد على ازدهار الأسواق والحج.

ورغم أن قريش خرقت هذا العرف أحيانًا، كما في حروب الفجار مع قبائل قيس عيلان، فقد بقيت رمزية الأشهر الحرم والحرم المكي حصنًا منيعًا لهم، جعل من مكة مركز أمن واستقرار.

حتى مفهوم “الحرمة” امتد من المكان إلى الإنسان، فصار القرشي يُعرف بلقب “جرمي”، يحظى بحماية خاصة حتى في أسفاره، احترامًا لمكانته المرتبطة بالحرم.

وفي تفسير الآية ﴿لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ﴾، يذكر الطبري عن قتادة:

“كان أهل مكة تجارًا، يتعاقبون ذلك شتاءً وصيفًا، آمنين في العرب، لا يتعرض لهم أحد، حتى إذا قيل: جرمي، خُلي سبيله تعظيمًا له.”

وعن قوله تعالى ﴿وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ﴾، قال ابن زيد:

“كان العرب يغير بعضهم على بعض ويسبي بعضهم بعضًا، فأمنوا من ذلك لمكان الحرم.”

كتب أخرى للمؤلف : وضاح خنفر

  •  

اقتباسات من كتاب الربيع الأول قراءة سياسية وإستراتيجية في السيرة النبوية PDF تأليف وضاح خنفر

كتاب الربيع الأوّل قراءة سياسية وإستراتيجية في السيرة النبوية تأليف وضاح خنفر (1) كتاب الربيع الأوّل قراءة سياسية وإستراتيجية في السيرة النبوية تأليف وضاح خنفر (3)

📚 لا تفوّت أي كتاب جديد!

اشترك الآن مجانًا وتوصّل بأفضل الكتب مباشرة إلى بريدك الإلكتروني. اكتشف الإصدارات المميزة، والملخصات المفيدة، والكتب النادرة التي ننشرها أولاً بأول! 👇

تحميل كتاب الربيع الأول قراءة سياسية وإستراتيجية في السيرة النبوية PDF تأليف وضاح خنفر

للحصول على الكتاب: اضـغـط هــنا

📢 ما رأيك في هذا الكتاب؟ شاركنا تجربتك في التعليقات، واقترح علينا كتبًا أخرى تود منا نشرها!

يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:

  • مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive و Scribd وغيرها من المواقع المتخصصة.
  • المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
  • الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.

يسعدنا تواصلكم معنا عبر أحد الوسائل التالية:

لا تترددوا في التواصل معنا لأي استفسار أو ملاحظة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *