رواية أحببتك أكثر مما ينبغي ‎PDF تأليف أثير عبد الله النشمي

رواية أحببتك أكثر مما ينبغي — أثير عبد الله النشمي: تجربة عشق لا تُنسى

مقدمة عن الرواية

في إحدى زياراتي العادية إلى المكتبة، وبينما كنت أهم بالخروج، وقعت عيناي صدفةً على رواية أحببتك أكثر مما ينبغي للكاتبة السعودية المبدعة أثير عبد الله النشمي. لم أكن حينها أعرف عن الرواية سوى اسمها الذي سمعته يتردد كثيرًا، ولكن لم يخطر ببالي أن هذه المصادفة الصغيرة ستقودني إلى واحدة من أجمل التجارب القرائية التي عشتها.

استدرت بخطوات حثيثة نحو الرف، التقطت الرواية، وقررت أن أشتريها بدافع الفضول. كانت تلك الصدفة بداية رحلة ساحرة في عالم الكلمات، عالمٍ خطفته أنامل أثير ورسمت تفاصيله بدقة المشاعر وألم الحب.

بداية الرحلة مع الرواية

وصلت إلى المنزل، ووفق طقوسي المعتادة مع الكتب الجديدة، فتحتها وشممت رائحة صفحاتها العطرة، ثم وضعتها على المنضدة لبعض الوقت. مع حلول الساعة الحادية عشرة ليلاً، لم أستطع مقاومة الرغبة في استكشافها.

تمددت على الأريكة في ركني المفضل، وتسللت أناملي إلى صفحات الرواية، وبدأت في تقليبها. ومنذ السطور الأولى، شعرت وكأن صاعقة عاطفية أصابتني. اجتاحتني دهشة عارمة، لم أكن أتوقع أن أجد نفسي بهذا التورط العاطفي مع رواية، لكنها أجبرتني على الالتصاق بها حتى ارتويت من نبيذ كلماتها العذبة.

كل صفحة كانت بمثابة كأس من العشق، سقاني حتى الثمالة، واكتشفت كم كنت عطشى لهذا النوع من الأدب الذي يغوص في أعماق النفس بلا رحمة ولا تكلّف.

مشاعر مختلطة بين الغضب والضحك

خلال القراءة، عشت دوامة من المشاعر المتناقضة. كنت أصرخ أحيانًا وألعن عبدالعزيز الذي غدر بجمانة، وأحيانًا أخرى أصرخ في وجه جمانة نفسها قائلةً: “غبية! كم أنتِ أنثى غبية!”.

تارة كنت أضحك من سذاجة المواقف، وتارة أخرى كنت أختنق من الحزن والقهر. لم أكن مجرد قارئة تراقب الأحداث، بل كنت شريكة في التجربة، أعيش كل خيبة، وأرتعش مع كل خذلان، وأتألم مع كل عتاب.

استمرت رحلتي مع الرواية لقرابة خمس ساعات متواصلة، لم أشعر خلالها بالجوع، أو بالتعب، أو حتى بحاجة إلى التوقف. كانت رحلة في عالم الأحلام والألم معًا، سحبتني من عالمي الواقعي دون أن أشعر.

نهاية التجربة

حين انتهت صفحات الرواية، شعرت وكأنني أسقط فجأة من عالم آخر إلى واقعي المألوف. أدركت حينها أن الرحلة قد انتهت، فقذفت الرواية بعيدًا عني، لا غضبًا، بل خوفًا من إعادة الغرق مجددًا في ذاك العالم الذي اختطفني تمامًا.

حتى اليوم، لا أجرؤ على إعادة قراءة أحببتك أكثر مما ينبغي. أشعر بأن العودة إليها ستكون كفتح باب جرح قديم لم يلتئم بعد.

نظرتي إلى الكاتبة أثير عبد الله النشمي

من بعد هذه التجربة، لم أعد أنظر إلى أثير عبد الله النشمي ككاتبة عادية. في نظري، أثير ليست بشرًا من طين مثلنا؛ بل كأنها جاءت من عالم آخر، عالم لا يمكنني الوصول إليه إلا عبر كلماتها.

تمتلك أثير قدرة نادرة على التعبير عن أعمق المشاعر الإنسانية ببساطة آسرة. استطاعت أن تكتب عن الألم، الشوق، الخيبة، والحب المدمر بطريقة تمس القلب مباشرة، دون حاجة إلى حيل لغوية أو تعقيدات بلاغية.

تقييم الرواية

رواية أحببتك أكثر مما ينبغي ليست مجرد قصة حب عادية، بل هي صرخة وجع ومرآة لضعف الإنسان أمام الحب. تقدم الرواية تجربة صادقة ومؤلمة عن العلاقات السامة، وعن التعلق المرضي الذي يجرّنا إلى الهاوية بأقدامنا المرتجفة.

• اللغة: بسيطة، عذبة، ومليئة بالصدق.

• السرد: مشوق، يجعل القارئ أسيرًا للصفحات.

• الشخصيات: حقيقية جدًا لدرجة أنها تثير الغضب والتعاطف في آن واحد.

بكل تأكيد، تستحق الرواية القراءة لمن يبحث عن عمل يمس القلب مباشرة دون تكلّف.