كتاب هل أنتم محصنون ضد الحريم ؟ – تأليف فاطمة المرنيسي …
وصف وملخص الكتاب :
كتاب “هل أنتم محصنون ضد الحريم؟” لفاطمة المرنيسي: قراءة في تاريخ الحريم وتصوراته بين الشرق والغرب
يُعد كتاب “هل أنتم محصنون ضد الحريم؟” للكاتبة المغربية فاطمة المرنيسي أحد أبرز الأعمال التي تناولت موضوع “الحريم” من منظور اجتماعي وثقافي عميق. هذا الكتاب ليس مجرد دراسة تاريخية فحسب، بل هو محاولة جريئة لفتح الحوار حول مفهوم الحريم في السياقات المختلفة بين الذهنية الغربية والشرقية. تقدم فاطمة المرنيسي فيه مقاربة غير تقليدية تجعلنا نتوقف لنتساءل حول العديد من التصورات المغلوطة التي راجت عن الحريم، وكيف أن هذه الفكرة قد تم تشكيلها وتصويرها بشكل مشوه في الأدبيات الغربية.
الحريم بين الواقع والتصور الغربي
تبدأ المرنيسي كتابها بتقديم خلفية تاريخية حول مفهوم “الحريم” الذي عرفه تاريخ المتوسط قبل ظهور الإسلام، حيث كان الحريم في المجتمعات الإغريقية والرومانية جزءًا من بنية اجتماعية صارمة. في أثينا، على سبيل المثال، كان الرجال بالكاد يرون النساء في الأماكن العامة مثل الأسواق أو الشوارع، وفي الغالب كانت النساء محصورات داخل منازلهن، بينما تم تعيين الخادمات للظهور في الأماكن العامة. كانت السيدات في تلك الحقبة لا يجرؤن على الخروج إلا في حالات نادرة، وإذا حدث وخرجت إحداهن، كانت تكتفي بالظهور في مجال ضيق للغاية.
تستعرض فاطمة المرنيسي كيف أن هذه الصورة التي وضعها الغربيون عن الحريم استمرت لقرون، بل تبنت بعض الفرق الدينية المسيحية في العصور الوسطى فكرة أن العفة والطهارة تُعبران عن الكمال، حتى قال ترتوليان، أحد علماء الكنيسة في ذلك الوقت: “إن ملكوت السماوات مفتوح للخصيان!”، ما يعكس تصورات المجتمع الغربي عن المسائل الجنسية والنساء.
الذهنية العربية والإسلامية: الحريم في عيون التاريخ
لكن فاطمة المرنيسي لا تقتصر على نقد التصور الغربي فحسب؛ بل تدفعنا لتفحص الحريم في السياق العربي والإسلامي. من خلال دراستها العميقة في التاريخ العربي، تبرز المرنيسي الصورة المعاكسة لما يصوره الغرب عن الحريم. إذ تشير إلى أن الحريم العربي، سواء في العصور العباسية أو الأيوبية أو العثمانية، كان يتسم بالكثير من الحيوية والنشاط. على عكس الصورة التي رسمها الغربيون للنساء في الحريم على أنهن عاريات كسولات أو خاملات، كانت النساء في الحريم الشرقي غالبًا ما يكن ذكيات، نشيطات، مثقفات، وفنانات.
تتطرق المرنيسي إلى دور النساء في الحريم، وتبين كيف أن العديد من المحظيات في العصور الإسلامية كان لهن تأثير سياسي كبير. فقد كن محركات للأحداث السياسية وصانعات للمكائد والدسائس السياسية. كانت النساء في الحريم العربي، على عكس الصورة التي وضعها الفن الغربي، فاعلات في السياسة والحروب، بل وشكلن جزءًا لا يتجزأ من صنع القرار في بعض الأحيان. هذه النسوة لم يكن مجرد رمز للعجز أو الانتظار السلبي؛ بل كن طموحات يسعين إلى تحقيق انتصارات سياسية ويتلاعبن بخيوط الحكم من خلف ستائر الحريم.
الفن الغربي وتصوير الحريم
تتطرق فاطمة المرنيسي أيضًا إلى تصوير الحريم في الفن الغربي، حيث تقدم مثالاً على أعمال الفنانين الفرنسيين ماتيس وإنغر، اللذين قاما بتصوير الحريم الشرقي من خلال خيالهما، رغم أنهما لم يعايشا هذه الحياة بشكل واقعي. كانت اللوحات التي رسمها هذان الفنانان تُظهر النساء في الحريم على أنهن كائنات عاريات وخاملات، تنتظرن سيدهن دون أي تفاعل حيوي أو أي نشاط. هذا التصوير يشير إلى كيف أن الغرب قد أساء فهم الحريم العربي الشرقي، ولم ير فيه إلا نوعًا من السلبية والجمود.
نقد فاطمة المرنيسي والتحديات التي تطرحها
لا شك أن الكتاب يتميز بشجاعة كبيرة في الطرح والتناول، ففاطمة المرنيسي لا تتورع عن الحديث عن موضوعات حساسة ودقيقة بشكل صريح ودون تردد. تتجاوز حدود الألفاظ التقليدية وتطرح أفكارًا قد تبدو جريئة لبعض القراء. على الرغم من أن أسلوبها قد يراه البعض غير مناسب للجميع، إلا أن الكتاب يمثل تحديًا فكريًا يستحق القراءة والتأمل، خصوصًا لأولئك المهتمين بالدراسات الاجتماعية والتاريخية المتعلقة بالمرأة.
تُظهر فاطمة المرنيسي من خلال هذا الكتاب كيف أن الذاكرة الجمعية تميل إلى إسقاط بعض الحقائق التاريخية عن عمد، وتعيد تأكيد أهمية إعادة النظر في تصوراتنا الثقافية والاجتماعية عن دور المرأة في التاريخ. تقدم المرنيسي دعوة لفتح الأفق، وتغيير النظرة السطحية التي قد يحملها البعض عن الحريم الشرقي، وتدعو إلى دراسة عميقة تميز بين الصورة الحقيقية والصورة المشوهة التي تم تصويرها عبر العصور.
كتب أخرى للمؤلف : فاطمة المرنيسي
فاطمة المرنيسي هي باحثة ومفكرة مغربية، تُعرف بشجاعتها في التعامل مع المواضيع الجريئة التي تثير الجدال. عملها في علم الاجتماع كان مصدر إلهام للكثير من الباحثين والكتّاب، حيث كانت دائمًا ما تتناول موضوعات كانت محظورة أو ممنوعة في العديد من المجتمعات. من أبرز أعمالها “أحلام النساء الحريم“، الذي عُرف في الولايات المتحدة بعنوان “Dreams of Trespass” عند نشره في 1994، حيث لقي الكتاب إقبالاً كبيرًا وترجم إلى العديد من اللغات. كما حصلت فاطمة المرنيسي على العديد من الجوائز، مثل جائزة الأمير أستورياس للآداب في 2003، وهي جائزة تشبه جائزة نوبل الإسبانية.
اقتباسات من كتاب هل أنتم محصنون ضد الحريم ؟ – تأليف فاطمة المرنيسي
تحميل كتاب هل أنتم محصنون ضد الحريم ؟ – تأليف فاطمة المرنيسي
للحصول على الكتاب : كتاب هل أنتم محصنون ضد الحريم ؟
📢 ما رأيك في هذا الكتاب؟ شاركنا تجربتك في التعليقات، واقترح علينا كتبًا أخرى تود منا نشرها!
يسرّنا في موقع المكتبة نت أن نوضح لكم بعض النقاط الهامة:
- مصادر الكتب: نقوم بتوفير الكتب من منصات الإنترنت المختلفة مثل موقع Archive و Scribd وغيرها من المواقع المتخصصة.
- المحتوى: نحن لا نتحمل مسؤولية الآراء أو الأفكار الواردة في الكتب التي نقوم بنشرها.
- الملكية الفكرية: جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين. في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالحقوق، نرجو منكم التواصل معنا مباشرة.
يسعدنا تواصلكم معنا عبر أحد الوسائل التالية:
- صفحة حقوق الملكية
- صفحة حول المكتبة نت
- البريد الإلكتروني: [email protected]
- كروب الفيسبوك: [الفيسبوك]
- قناة التلغرام: [التلغرام]
لا تترددوا في التواصل معنا لأي استفسار أو ملاحظة!
